مقام جعفر بن أبي طالب في الكرك جنوب الأردن (أرشيف)
مقام جعفر بن أبي طالب في الكرك جنوب الأردن (أرشيف)
الخميس 29 سبتمبر 2022 / 21:15

ضغوط إيرانية على الأردن لفتح السياحة الدينية

منذ سنوات طويلة ظلت العلاقات الأردنية الإيرانية لا تبرح مستواها البارد الذي يقف عند التبادل الدبلوماسي المنخفض، إلى مرحلة العلاقات المشكلة والمصالح المتبادلة على مختلف الأصعدة.

لا يرتبط الأردن وإيران بعلاقات دبلوماسية كاملة إذ تقتصر السفارتين على الحد الأدنى من التمثيل

هذا المستوى من العلاقات مرده إلى العمق العربي للأردن، وتغلغل إيران في الدول التي ترتبط معها بعلاقات، كالعراق ولبنان واليمن، وهي تجارب لا يرغب الأردن في خوضها، بحسب محللين.

وسعت إيران منذ سنوات طويلة إلى استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة للأردن، عبر عروض قدمتها لمد المملكة بالنفط لعشرات السنوات مجاناً مقابل فتح باب السياحة الدينية للشيعة الإيرانيين لزيارة أضرحة دينية في محافظة الكرك.

وتضم الأردن، أماكن دينية مقدسة للديانات السماوية الثلاث، على رأسها مغطس المسيح ومعبد النبي هارون، فضلا عن مقامات في شمال البلاد والكرك للصحابة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة الذين استشهدوا في معركة مؤتة.

وتسمح المملكة لجميع أتباع الديانات بزيارة هذه المواقع، باستثناء أتباع المذهب الشيعي لأسباب سياسية وأمنية، بحسب مصادر حكومية.

هذا التعنت الأردني، دفع إيران إلى رفع عروضها وتقديم وعود ببناء مطار في جنوب الأردن يكون هدفه استقبال قوافل الإيرانيين القادمين لأداء طقوس دينية.

وقالت المصادر إن إيران تهدف لفتح مساحات جديدة لنفوذها في المنطقة العربية.

ولا يوجد مسلمون شيعة في الأردن، لكن قبل أشهر اعتقلت السلطات مواطنين أعلنوا تشيعهم، فيما غادر البقية البلاد، وفق المصادر.

رسائل أردنية
وعلى غير العادة في السنوات الأخيرة، التقى وزيرا الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة الماضية.

ولم تعلن وزارة الخارجية الأردنية عن اللقاء إلا في اليوم التالي، إذ قالت في بيان مقتضب إنه بحث العلاقات الثنائية والأزمات في المنطقة والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.



وبعد ساعات عادت الخارجية الأردنية لتضيف أن اللقاء بحث الأوضاع في سوريا، خاصة في الجنوب، وعمليات تهريب المخدرات.

واتهم الأردن على لسان الملك عبدالله الثاني ومسؤولين بشكل صريح في وقت سابق، ميليشيات إيران بالوقوف وراء هجمات وعمليات تهريب مخدرات منظمة نحو الأردن.

ولا يستبعد أستاذ العلوم السياسية عامر ملحم، أن تكون إيران ترغب بالضغط على الأردن عبر الحدود السورية وعمليات التهريب، لتطوير العلاقات والوصول إلى ما تطمح به وهو إيجاد مناطق نفوذ جديدة في الشرق الأوسط.

ويقول ملحم إن ملف الحدود مع سوريا بمثابة "ألم في الخاصرة" للسلطات الأردنية، ومكلف جداً باعتباره يستنزف كافة الجهود لمنع أي محاولات للتسلل والتهريب، مشيراً إلى أن إيران تستطيع بـ"كبسة زر" وقف التهريب، مقابل مكاسب سياسية في الأردن.

وينادي مؤيدون للنظام السوري وحزب الله اللبناني في الأردن بتطوير العلاقات مع إيران، إلا أن هذا الملف يواجه معارضة شعبية واسعة، ورفضاً رسمياً.

ولا يرتبط الأردن وإيران حالياً بعلاقات دبلوماسية كاملة، إذ تقتصر السفارتين في البلدين على الحد الأدنى من التمثيل، بعدما سحب الأردن سفيره من إيران على خلفية الاعتداء على السفارة السعودية، قبل أن يرفض الموافقة على استقبال سفير إيراني جديد عوضاً عن السفير السابق الذي انتهت مهامه.