زعيمة حزب فراتيلي ديتاليا اليميني جيورجيا ميلوني (أ ف ب)
زعيمة حزب فراتيلي ديتاليا اليميني جيورجيا ميلوني (أ ف ب)
الجمعة 30 سبتمبر 2022 / 15:12

جون أفريك: عندما شربت ميلوني الشاي مع بوليساريو

بعد الفوز الكبير لرئيسة حزب فراتيلي ديتاليا، جيورجيا ميلوني في الانتخابات الإيطالية، تساءلت مجلة "جون أفريك" عن مستقبل العلاقات بين الرباط، وروما.

الانتخابات الإيطالية الأخيرة جاءت في سياق التقارب بين الجزائر وروما، الساعية بكل الوسائل لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

وفي مقال بعنوان: "المغرب- إيطاليا: عندما شربت جيورجيا ميلوني الشاي مع بوليساريو"، تساءلت  "جون أفريك" عن مستقبل العلاقات بين البلدين، لافتة إلى أنه بينما تتخوف معظم البلدان الأوروبية من التداعيات المحتملة لصعود ميلوني إلى السلطة في إيطاليا، فإن من المحتمل أن يولي المغرب هو الآخر اهتماماً وثيقا للدبلوماسية الإيطالية، لأن حزب "فراتيلي ديتاليا" اليميني المُتطرف ليس مجهولاً في المملكة، لقربه من بوليساريو، منذ ولادته قبل حوالي 15 عاماً، إذ أعرب هذا التشكيل اليميني المتطرف بانتظام، من خلال الإعلانات أو القرارات في البرلمان، عن دعمه الثابت للانفصاليين الصحراويين.

وفي 2013 قاطع بعض نشطاء الحزب مؤتمراً في المجلس البلدي لكروتوني بمنطقة كالابريا، بسبب حضور القنصل العام المغربي أحمد صبري، واستغلوا الفرصة لرفع لافتة كُتب عليها "الصحراء حرة".

وطالب المتحدث المحلي باسم الحزب جيانفرانكو تورينو "برفض إبرام اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع المغرب حتى يعترف باستقلال الصحراء الغربية، ويسحب جيشه من البلدات الصحراوية".

اجراء استفتاء
بدورها، أعربت ميلوني عن إعجابها بالانفصاليين الصحراويين، في كتابها الذي نشر في مايو (أيار) 2021، بعنوان "Io sono Giorgia" "أنا جورجيا" في هذا الكتاب، أشادت وزيرة الشباب السابقة في حكومة سيلفيو برلسكوني بـ "الشعب الذي يتمتع بإحساس هائل بالانتماء"، مضيفة "اختار الصحراويون الدبلوماسية، ومن الواضح أن هذا الاختيار لم يكافئهم حتى الآن"، وطالبت باستفتاء على تقرير المصير. كما تحدثت ميلوني عن "الأيام العشرة التي لا تُنسى" التي أمضتها في تندوف عندما كانت عضواً في مجلس محافظة، وعن احتساء الشاي مع صحراويات.

ورأت المجلة أن الانتخابات الإيطالية الأخيرة جاءت في سياق التقارب بين الجزائر وروما، الساعية بكل الوسائل لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.

وفي هذا الإطار، كثف الرئيس السابق للحكومة الإيطالية ماريو دراغي، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اجتماعاتهما في الأشهر الماضية. كما أدى هذا التقارب إلى توقيع عقد بـ4 مليارات دولار بين شركة المحروقات سوناطراك، وعدد من شركائها، بما في ذلك شركة إيني الإيطالية، في يوليو(تموز) الماضي.

وعلى هذه الخلفية، تتساءل المجلة عن تأثير الموقف الشخصي للرئيسة الجديدة المحتملة للحكومة المؤيد لبوليساريو على العلاقات بين المغرب وإيطاليا، موضحة أنه، حتى الآن، تمكنت روما دائماً من الحفاظ على مصالحها، وعلى توازن مثالي بين الرباط والجزائر.