مسلحون من حزب الله اللبناني (أرشيف)
مسلحون من حزب الله اللبناني (أرشيف)
الجمعة 30 سبتمبر 2022 / 17:18

يديعوت أحرونوت: ثلاثة عقود من الدبلوماسية السيئة أوصلت حزب الله إلى السلطة

الجزء الأول من سلسلة تقارير خاصة، أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "كيف أدت ثلاثة عقود من الدبلوماسية السيئة إلى وصول حزب الله إلى السلطة في لبنان".

لكن سوريا قررت إبقاء سلاح حزب الله والعديد من الجماعات الأخرى.

استهلت الصحيفة الجزء الأول بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي اتهم الأسبوع الماضي إيران بمحاولة "شراء" لبنان بتزويده بالوقود، قائلاً: "إيران من خلال حزب الله تحاول شراء لبنان بتوفير الوقود وإصلاح نظام الكهرباء وبناء محطات لتوليد الكهرباء"، محذراً من نفوذ طهران الكبير في لبنان.

ورأت الصحيفة أن غانتس لم يكن مخطئاً لكنه لم يكن دقيقاً، إذ لم يذكر كيف لعبت إسرائيل نفسها دوراً مركزياً في ترسيخ نفوذ حزب الله، وإيران في لبنان.

لم تكن إسرائيل وحدها من فعل ذلك خلال فترة ما بعد الحرب في لبنان، وإنما ساعدت دول عربية وغربية في حماية النظام السياسي في لبنان الذي كان يحابي إيران.

منع نزع سلاح الحزب
وأضافت الصحيفة أن رفض الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد نزع سلاح حزب الله سمح له بمواصلة الضغط العسكري على إسرائيل، ما يعني أن إيران وسوريا واصلتا تسليح وتدريب وحماية حزب الله، بينما سعت الحكومة اللبنانية إلى إعادة احتكار السلطة في البلاد.

وفي مستهل التسعينيات من القرن الماضي، أنشأت إيران وحزب الله، بدعم مباشر من سوريا، البنية التحتية العسكرية التي أتاحت للحزب السيطرة على لبنان بعد خروج السوريين. وبذلك غيّروا مكانته إلى ما هو عليه اليوم في لبنان.

عناقيد الغضب
ولفتت الصحيفة إلى أنه "في 1996، زاد حزب الله  قوته بشكل كبير، بعدما شنت إسرائيل عملية عسكرية مضّادة في لبنان عقب إطلاق حزب الله صواريخ على شمال البلاد، ما جر المنطقة إلى عملية  "عناقيد الغضب"، التي انتهت باتفاق غير رسمي بين إسرائيل وحزب الله، المعروف باتفاق نيسان الذي أرسى قواعد اللعبة بين الجانبين في الحرب، في جنوب لبنان".

وحسب الصحيفة، يذكر غانتس تلك الفترة جيداً لأنها كانت من أولى المؤشرات الملموسة على أن حزب الله كان يلعب دوراً في الأمن القومي في لبنان.

وبعد خروج الجيش السوري من لبنان، بعد 2005، تحالف الرئيس الحالي ميشال عون مع حزب الله في 2006، بعد معارضته للحزب.

ووفق الصحيفة الإسرائيلية، كانت نوايا سوريا واضحة منذ البداية. عندما انتهت الحرب الأهلية في 1990، كانت سوريا القوة الوحيدة بلا منازع في لبنان، وكُلفت بتنفيذ بنود اتفاق بينهما في 1989.

وكان الاتفاق في الواقع، تفاهماً سورياً سعودياً حول لبنان، وشكّل حل الميليشيات اللبنانية خلال الحرب أحد مكوناته. لكن سوريا قررت إبقاء سلاح حزب الله والعديد من الجماعات الأخرى، لأنها كانت جزءاً من المقاومة ضد إسرائيل، التي كانت في ذلك الوقت تحتل أجزاء من جنوب لبنان.