السفينة البريطانية الحربية ترسو في ليبيا (تويتر)
السفينة البريطانية الحربية ترسو في ليبيا (تويتر)
السبت 1 أكتوبر 2022 / 17:52

بريطانيا تعود إلى ليبيا مجدداً مع نقص الغاز الروسي

آثار رسو السفينة البريطانية الحربية "ألبيون" في قاعدة أبوستة البحرية بالعاصمة الليبية طرابلس عاصفة من الجدل في البلاد، وذلك بعد استقبال شخصيات سياسية ليبية كبيرة لها، وسط حالة من الغموض بشأن الرسائل التي تحملها تلك السفينة في ظل تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا والدول الغربية الداعمة لها.

ورأى مراقبون أنه بوصول السفينة البريطانية إلى ليبيا، أصبحت طرابلس الآن على معترك الصراع الغربي - الروسي، لأسباب تتعلق بالموقع الجغرافي وأخرى ترتبط بمصادر الطاقة وخصوصاً الغاز.

شرعية خارجية
وأكد عضو مجلس نواب في ليبيا ورفض ذكر اسمه أن استقبال الحكومة الوطنية المؤقتة في ليبيا للسفينة الحربية البريطانية أمر مثير للغرابة حيث تشير تلك الواقعة إلى أن حكومة عبد الحميد الديبية تستمد شرعيتها من الخارج بعد ان انتهت مدة عملها رسمياً.

وقال النائب الليبي لـ 24 إن الطرف منتهي الولاية أراد استخدام البحرية الإنجليزية والجيش الإنجليزي لإرسال رسالة أن شرعيتهم تأتي من الخارج.

وأكد النائب الليبي أن الرسالة موجهة لليبيين، وأن احتفاء محافظ المركزي الصديق الكبير وووزير الخارجية في الحكومة المؤقتة نجلاء المنقوش بالصور ونشرها، يؤكد مقاصدهم وتأكيدهم على أن دعم بقائهم من الخارج وخاصة من بريطانيا.

تسفيه السيادة الليبية
فيمل أكد عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة أن رسو البارجة البريطانية دليل على تسفيه السيادة الليبية من قبل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي نعتبرها سلطة الأمر الواقع، والتي تكتسب شرعيتها فقط من الدول المنتهكة للإرادة والسيادة الوطنية، ومنها بريطانيا، على حد قوله.

وأضاف بحسب موقع الساعة 24 الليبي  أن "حكومة الدبيبة تنتهز هذه الفرص لتعزيز وجودها واستمرار فسادها في نهب عائدات النفط وغيرها بالتعاون والتنسيق مع رجل بريطانيا في ليبيا الصديق الكبير".

وتابع "أما تاريخياً فبريطانيا لم يأتِ منها يوماً أيُّ خير للعرب، والآن التاريخ يعيد نفسه في غياب الإرادة الوطنية الفاعلة والمناصرة الخارجية الحقيقية لحل أزمة ليبيا".

وتأتي الزيارة بالتزامن مع "التسريب" الذي وقع في خطي الغاز الطبيعي "نورد ستريم" 1 و2، اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا، حيث قالت موسكو إنها لا تستبعد فرضية "أعمال التخريب" وراء التسرب، في حين رجحّ الاتحاد الأوروبي أن يكون الحادث "مدبراً".

وتسعى الدول الغربية إلى زيادة إمداداتها من الطاقة من مصادر بديلة لروسيا، فبالإضافة إلى ليبيا، فقد اتجهت الأنظار إلى الدول الإفريقية، حيث سيدشن خط لنقل الغاز من نيجيريا وعبر النيجر ومروراً بالجزائر إلى أوروبا، وهناك خط آخر مقترح من المغرب، كما تتجه مصر لزيادة صادراتها من الغاز المسال بنحو الضعف، بالإضافة إلى كميات من غاز شرق المتوسط.