الأمن العراقي ينتشر في ساحة التحرير (تويتر)
الأمن العراقي ينتشر في ساحة التحرير (تويتر)
الأحد 2 أكتوبر 2022 / 00:54

الأمن يحكم سيطرته على بغداد بعد فض الاحتجاجات

أحكمت القوات الأمنية العراقية سيطرتها بشكل كامل مساء السبت على ساحات التحرير في بغداد والبصرة وذي قار، بعد إبعاد المتظاهرين بالقوة لإعادة الحياة إلى بغداد وبقية المدن العراقية التي شهدت احتجاجات غاضبة في الذكرى السنوية الثالثة لـ"ثورة تشرين".

ورغم مطالبة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لقوى الأمن بضبط النفس، وعدم اللجوء إلى العنف، إلا أن أعداداً كبيرة من المتظاهرين أصيبوا بجراح واختناقات جراء هجوم قوات المسلحة باستخدام القنابل الدخانية لإبعاد المتظاهرين المتمركزين في ساحة التحرير، وتمت عملية مطاردتهم في جميع الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير بهدف فتح الطرق وإعادة الحياة والحركة أمام السيارات.

وأكدت مصادر طبية وأمنية، أن ما لا يقل عن 86 شخصاً أصيبوا في الاشتباكات اليوم نحو نصفهم من أفراد قوات الأمن، مضيفة أن 38 محتجاً أصيبوا بالرصاص المطاطي.

وقال مصدر إن "القوات الأمنية تتمكن من الوصول إلى ساحة التحرير وتبعد المتظاهرين وتسيطر عليها بالكامل".

وأضاف أن "القوات بدأت تلاحق المندسين في الشوارع الفرعية".

وأوضحت أن المتظاهرين انسحبوا بشكل طوعي من ساحة النسور في جانب بغداد الكرخ.

واندلعت احتجاجات أيضاً في المحافظات الجنوبية. وفي مدينة الناصرية تجمع المئات في ساحة الحبوبي بوسط المدينة، وشارك كثيرون في مسيرة إلى مبنى المحافظة وألقوا القنابل الحارقة.

وفي الديوانية والبصرة تجمع محتجون أمام مبنى المحافظة في كل من المدينتين وأشعلوا النار في إطارات السيارات.

وبحسب بيان عسكري عراقي، فإن 28 شخصاً من القوات الأمنية ومتظاهرين أصيبوا بجروح خلال مصادمات بين الجانبين على خلفية إحياء الذكرى الثالثة لمظاهرات تشرين في ساحة التحرير وسط بغداد.

"ضغط كبير"
وصرح رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي مساء السبت، بأن الحكومة العراقية والقوات الأمنية ليست طرفاً في الصراع السياسي، وأن مسؤوليتها حماية الشعب والدفاع عن الأمن والقانون وليس تحمل تكلفة الصراعات والتحديات السياسية.

وقال الكاظمي خلال اجتماع للمجلس الوزاري الأمن الوطني العراقي، "أقول لكل قادة القوى السياسية الوطنية إنني أتحمل ضغطاً كبيراً لصراعاتكم السياسية، وأتحمل الهجوم من قبل بعضكم، وأيضاً محاولات اقتناص الفرص ضد مصالح البلد"، بحسب بيان للحكومة العراقية.

وأضاف "أنا لست طرفاً في الصراع السياسي وإن قواتنا الأمنية تتحمل ضغوطاً كبيرة وهي ليست طرفا في هذه الصراعات، فمسؤوليتها حماية الشعب والدفاع عن الأمن والقانون وليس تحمل تكلفة الصراعات والتحديات السياسية".

وذكر "أكرر دعوتي للقوى السياسية بالإسراع في الحوار الوطني والوصول إلى توافقات وطنية مرضية لجميع الأطراف".

وفي الذكرى الثالثة لثورة تشرين خرج آلاف العراقيين في مظاهرات غاضبة في بغداد والبصرة للمطالبة بوقف الصراعات السياسية بين القوى المتناحرة.

وبحسب عضو اللجنة المركزية لتظاهرات تشرين، عبد الحمزة الخفاجي، فإن التظاهرات في ساحتي التحرير والنسور هدفها واحد، هو إسقاط حكومة الأحزاب والمحاصصة. 

وقال الخفاجي، في تصريحات نقلها موقع "السومرية نيوز"، "طالبنا بإسقاط حكومة مصطفى الكاظمي وخلال الأيام القليلة المقبلة سننزل بقوة". فيما توعد باقتحام المنطقة الخضراء في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري. 

في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في الجنوب الفقير الذي تقطنه أغلبية شيعية. واستمرت عدة أشهر في البلد الغني بالنفط، واعتصم خلالها مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير مستنكرين تفشي البطالة وانهيار البنى التحتية وانعدام الديموقراطية.

وضعف زخم التظاهرات تحت وطأة القمع الذي تسبب بمقتل نحو 600 شخص وجرح 30 ألفاً آخرين والقيود التي فرضتها جائحة كوفيد، وبعد ثلاث سنوات، يبدو أن شيئاً لم يتغير.

ما زالت الأحزاب الكبيرة نفسها تحتكر المشهد السياسي. وبعد عام من الانتخابات التشريعية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 ما زال السياسيون يتنازعون عاجزين عن اختيار رئيس جديد للوزراء.