رجل وسط الأنقاض بعد إعصار في الكارييبي (أرشيف)
رجل وسط الأنقاض بعد إعصار في الكارييبي (أرشيف)
الخميس 6 أكتوبر 2022 / 23:49

غارديان: فشل عالمي في الوفاء بالالتزامات ضد التغير المناخي

حثّت صحيفة "غارديان" البريطانية في افتتاحيتها، البلدان الغنية، على "المزيد لمساعدة الدول النامية على التعامل مع الدمار الذي يحدثه الاحتباس الحراري والتغير المناخي"، الذي تشهده مناطق متعددة حول العالم من فيضانات، وسيول، وجفاف، وغيرها.

ونقلت الصحيفة في مقالها ما قاله ممثل بليز، في الكاريبي، لدى الأمم المتحدة كارلوس فولر، عن "الخراب الذي أحدثه الاحتباس الحراري" في بلاده، و"التآكل الشديد للبنى التحتية الذي بدوره يغير المجتمعات، فضلاً عن الجفاف والفيضانات التي تؤثر على المزارعين، وتتسبب في أضرار جسيمة، إضافة إلى أزمة تسرب المياه المالحة التي تؤثر على إمدادات المياه".

أحداث كارثية
وأوضحت الصحيفة أن "الفيضانات الكارثية الأخيرة في باكستان، والطوارئ المستمرة بسبب الجفاف في كينيا، وغيرها الكثير، تؤدي إلى آثار كارثية على الدول النامية حول العالم، حيث يفتقر كثيرون إلى الموارد الاقتصادية للتعامل مع التهديدات المناخية الجديدة، وهي في الغالب نتيجة لانبعاثات الكربون من أغنى دول العالم".

ونقلت الصحيفة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هذا الأسبوع، قبل قمة Cop27 في مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) أن "معالجة هذا البعد في أزمة المناخ بشكل صحيح، واجب أخلاقي لم يعد يمكن تجاهله".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في قمة كوبنهاغن في 2009، تعهدت الدول المتقدمة بـ 100 مليار دولار سنوياً للدول المعرضة للخطر، والمتضررة من التأثيرات  المرتبطة بالمناخ. لكنها، لم تف بهذا التعهد الذي كان من المقرر الوفاء به في الأصل بحلول 2020".

واعتبرت "غارديان" أن "طريقة توزيع التمويل المتاح للمناخ كانت معيبة، إذ جاءت معظم المساعدة على هيئة قروض بدل المنح، ووجهت إلى البلدان متوسطة الدخل بدل الدول الأكثر فقراً".

وجاء التمويل الخاص والمؤسسات مثل البنك الدولي بعد تحويل الأموال إلى مشاريع مصممة للحد من الانبعاثات، حيث تتوفر تدفقات الأرباح بسهولة أكبر، لكنها أهملت حاجة البلدان الفقيرة للتعامل مع تحديات المناخ التي تطغى على الاقتصادات الهشة، حسب الصحيفة.

حلول مؤقتة
وفي الشهر الماضي، أصبحت الدنمارك أول طرف في المفاوضات لتمويل الحد من الخسائر والأضرار، باعتبارها الدمار الناجم عن الكوارث الشديدة المرتبطة بالمناخ، لدرجة أنه لا يمكن النجاة منها، كما يجب أن تكون الملايين الـ 13، التي تعهدت بها كوبنهاغن، لمنطقة الساحل في شمال غرب إفريقيا، بمثابة حافز للدول المتقدمة الأخرى للارتقاء إلى المستوى المطلوب.

أما بريطانيا، تقول الصحيفة: "فخفض مساهمتها في المساعدات الإنمائية الخارجية تحركت بشكل فاضح في الاتجاه المعاكس، لكن لا بد أن تحذو حذو الدنمارك، إذ بينما تركز الحكومات على ارتفاع تكاليف الطاقة، والتضخم والتداعيات الجيوسياسية للحرب الروسية في أوكرانيا، فإن حالة الطوارئ المناخية معرضة لخطر التراجع في صنع السياسات".

فشل الحكومات
وقبل شهر واحد فقط من قمة Cop27 للمناخ، تؤكد الصحيفة أن "هناك فشلاً عالمياً في متابعة الالتزامات المعلنة في العام الماضي في غلاسكو، حيث تعهدت الدول باستراتيجيات أكثر طموحاً للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية".

وأشارت إلى أنه في الشهر الماضي، نظمت مظاهرات للعدالة المناخية في جميع أنحاء إفريقيا، ويتزايد الاستياء في البلدان التي تعاني من آثار أكثر حدة بسبب التقاعس في الماضي، لافتة إلى أن غوتيريش كان محقاً في إعلان Cop27  "اختباراً حقيقياً" لاستعداد الدول المتقدمة لتأخذ الخسائر المتزايدة على الدول الضعيفة، على محمل الجد.