الجمعة 28 أكتوبر 2022 / 18:53

محمد بن زايد.. إيمان بالإنسان وأمل بالمستقبل

من صفات القادة العظماء تحديد رسالتهم في هذه الحياة، بالنسبة إلى مجتمعهم والعالم. وغالباً ما تكون هذه الرسالة نبيلة الأهداف، عميقة الجذور، واضحة الأبعاد. وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، من القادة الذين كرسوا حياتهم لتلك الأهداف الإنسانية النبيلة، وهو ما نراه في جهود سموه المتواصلة للقضاء على الأمراض في العالم مثل شلل الأطفال والأمراض المدارية وغيرها، كما نراه في رعايته الدائمة للبادرات التي من شأنها تخفيف المعاناة في المجتمعات الفقيرة.

والمتابع للشيخ محمد بن زايد، يلحظ حرصه الشديد على نقل منظومة القيم الإنسانية إلى أفراد المجتمع، لاسيما الشباب، الذين يوجههم في لقاءاته المباشرة بهم أو في رسائله لهم، ليعرفوا إمكانياتهم ومواهبهم ويوظفوها في خدمة بلادهم والإنسانية.

وكم رأيناه يخاطب الحضور في مجلسه العامر موجهاً حديثه للوزراء والمديرين والموظفين والطلبة، أو خلال وسائل الإعلام المتفرقة، ليذكرهم بأن تاريخ الإمارات هو تاريخ القيم الإنسانية، وأن الاستثمار الحقيقي يكون في الإنسان الذي يستفيد من الإمكانيات المتوافرة لديه لتحقيق الفارق وتقديم يد العون لمن يحتاجون إليها. وبذلك، فإن سموه يجمع الناس حول رؤية الدولة وأهدافها لتكون الإمارات في مقدمة الدول التي تحصد ثمار عملها الدؤوب بأن تكون في الطليعة، وبأن تكون مثالاً وقدوة للآخرين. وقد تجسدت هذه الرؤى كلها في الجهود التي تبذلها دولة الإمارات، ورئيس الدولة على وجه الخصوص، لوقف الحرب الدائرة في أوكرانيا، وإحلال السلام لروسيا وأوكرانيا والعالم أجمع.

إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي نهل وارتوى من والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، يؤمن بالأمل والتفاؤل، وأن يجدا طريقهما الصحيح إلى كافة أفراد المجتمع. فالقادة الحقيقيون هم ناشرو الأمل والإيجابية، وتشتد الحاجة لهم ولحكمتهم في أوقات المحن والخطوب، ولا نبالغ إن قلنا إن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا أثرت على العالم كلّه، وتسببت نتائجها الكارثية في انتشار مشاعر اليأس والقنوط. لكن همة رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد قويت، ولم يفتر نشاطه، فقام بزيارة روسيا، وأجرى مباحثات مهمة مع رئيسها فلاديمير بوتين، وفي الوقت نفسه حافظ على اتصالات دولة الإمارات بجميع الأطراف المعنية بالأزمة، لإيجاد مساحة للحوار، والتركيز على الاتفاق على أمور مشتركة في رقعة الأزمة الحالية، كي يفتح أبواب الأمل والسلام.

الرسالة التي أوصلها الشيخ محمد بن زايد، بتحركاته الأخيرة، هي أن الإمارات دولة حوار وأمل وتفاؤل، وأنها قادرة بالنوايا الطيبة والجهود الحثيثة على المساهمة في انفراج الأزمة وإيجاد أسس للتفاهم والحوار.

وإذ نسمع الرئيس الروسي اليوم وهو يتحدث عن جدية بلاده في التوصل إلى السلام، ودعوته الأطراف الأخرى إلى الالتفات نحو المستقبل، فإن هذا يزيدنا أملاً بقرب التوصل إلى نهاية لهذا الصراع العبثي. ومثلما أعلن الشيخ محمد بن زايد التعافي من أزمة كورونا، مثلما وعد في بداية الأزمة، فكل الأمل بأن تثمر جهوده، مع بقية الدول الساعية إلى السلام، عن إعلان مماثل بانتهاء الأزمة في أوكرانيا وعودة العالم إلى رشده والالتفات إلى مستقبل البشرية بدلاً من الانشغال بالصراعات والحروب.