إيراني يحتمي بجدار النار في شيراز (أرشيف)
إيراني يحتمي بجدار النار في شيراز (أرشيف)
الجمعة 4 نوفمبر 2022 / 00:11

الاحتجاجات تتوسع وتتمدد في إيران والشرطة تطلق الرصاص على المتظاهرين

نظّم إيرانيون تحرّكات احتجاجية جديدة، الخميس، في أربعينية متظاهرين قتلوا في حملة القمع الدامية، وفتحت قوات الشرطة النار على محتجين عمدوا إلى رشق الحجارة في صدامات خارج طهران.

وتشهد إيران أوسسع موجة احتجاجات منذ 1979 تفجرت إثر وفاة مهسا أميني 22 عاماً في 16 سبتمبر(أيلول) عقب توقيفها لدى شرطة الأخلاق، فيما رد النظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، بحملة قمع أوقعت أكثر من 170 قتيلاً وفق منظمة غير حكومية، وآلاف الموقوفين اتهام ألفاً منهم رسمياً.



إدانات وإعدامات

ويواجه المتهمون عقوبات تصل إلى الإعدام، وفق نشطاء وفي حين لا ترد مؤشرات تدل على أن الحركة آخذة في الانحسار، تشكّل مراسم أربعينية القتلى مناسبات لانطلاق احتجاجات جديدة.

وأفادت منظّمة "حقوق الإنسان في إيران" في النرويج بمشاركة عدد من المحتجين في كرج في غرب طهران في أربعينية الناشطة حديث نجفي، التي يقول نشطاء إنها قتلت بيد الشرطة في سبتمبر(أيلول).

وقطعت الشرطة الطريق السريع المؤدي إلى المقبرة لمنع حشد أكبر من المشاركة في المراسم، وفق المنظّمة غير الحكومية.

وأظهر فيديو نشرته المنظّمة مشاركين يهتفون "هذا العام هو عام الدم، السيد علي خامنئي سيسقط".

ونشر موقع "تصوير 1500" صور حشود في كرج للمشاركة في مسيرة على طريق سريع وسجلت صدامات بين المحتجين والشرطة.

وأفاد الموقع بأن قوات الأمن فتحت النار على محتجين ونشر الموقع تسجيل فيديو يظهر عدداً من المتظاهرين يرشقون سيارة للشرطة بالحجارة، فيما عمد آخرون لإحراق مستوعبات نفايات ومركزاً للشرطة.

وقتل عنصر في ميليشيا الباسيج شبه العسكرية وأصيب 10 شرطيين الخميس في مواجهات عنيفة مع متظاهرين غرب طهران، وفقاً وكالة الأنباء الرسمية، التي أشارت إلى أن 500 شخص شاركوا في "أعمال الشغب" هذه.
عنف ودماء
وأوردت وكالة فارس إلى القتيل تعرض للطعن، وأشارت إلى أن جثّته كانت مرمية عارية على قارعة الطريق. وحسب الوكالة أجبر مهاجمون رجل دين على الترجل من سيارته وهددوه بالسلاح الأبيض.

ونظمت مراسم أربعين أخرى في عدد من المدن خاصةً أراك في وسط إيران حيث أفادت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" بأن الحشود هتفت "حرية!" تكريماً لمهرشاد شهيدي الذي قتل خلال قمع الاحتجاجات.

وفي أصفهان من المقرر أن تقام الجمعة أربعينية شيرين علي زاده، 36 عاماً، التي قتلت برصاصة عنصر في الباسيج خلال تصويرها القمع في شمال شرق إيران، وفق ما أكدت الباحثة المتخصصة في شؤون إيران في منظمة "العفو الدولية" راحة بحريني.

وقالت بحريني إن السلطات حذّرت أقارب الضحايا من تنظيم مراسم الأربعين خشية أن تتحول إلى تظاهرات.

وأطلق كثيرون هتافات مناهضة للحكومة في مسيرة تكريما لمهسا موكو في فولادشار، في ضواحي أصفهان، وفق "تصوير 1500".



مهد الاحتجاجات

وقالت منظمة "هنكاو" للدفاع عن حقوق الإنسان في النرويج، إن سلسلة تظاهرات نُظّمت، الأربعاء، في مناطق كردية في شمال غرب إيران، مسقط رأس أميني، بما فيها سنندج التي تشهد احتجاجات كبرى.

وقتل في هذه المدينة حسب المنظمة الشاب مؤمن زند كرمي، 18 عاماً، بنيران قوات الأمن لكن بضغط من قوات الأمن التي تخشى أن تتحول هذه الجنازات إلى تظاهرات، نقل جثمانه إلى قرية أخرى ليدفن فيها.

في الأثناء أفادت "هنكاو" بأن الشرطة أوقفت والد قمار دارفتاده، 16 عاماً، الذي قالت إنه قتل برصاص القوات الحكومية في بيرانشهر، غرب إيران.

ووجه والد قمار دارفتاده انتقادات حادة لقوات الأمن قائلاً إنها لا تبدي "أي رحمة".

وحسب "منظمة حقوق الإنسان في إيران" في أوسلو، قتل منذ 16 سبتمبر(أيلول) 176 شخصاً في الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات التي أثارتها وفاة أميني.

وقُتل 101 في موجة تظاهرات منفصلة في زاهدان في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق، بعد اغنصاب شرطي لفتاة وبحسب المنظمة فإن 40 من القتلى، أقل من 18 عاماً.

وقالت وسائل إعلام حكومة الخميس إن مهاجمين ملثّمين قتلوا إمام مسجد زاهدان وتتهم السلطات الغرب بتأجيج هذه الحركة الاحتجاجية.

وبدأت السبت في طهران محاكمة 5 متّهمين بارتكاب مخالفات خلال التظاهرات تصل عقوباتها إلى الإعدام، وندّد نشطاء بمحاكمات صورية، وقال هادي قائمي مدير "مركز حقوق الإنسان في إيران" في نيويورك إن المحاكمات ترمي إلى "ترهيب الإيرانيين وإسكاتهم".

وتتّهم منظمات غير حكومية بانتظام إيران بانتزاع اعترافات بالقوة وبثها في وسائل الإعلام الرسمي للدعاية السياسية.

والأربعاء نشرت وكالة الأنباء الرسمية، تسجيل فيديو قالت إنه يظهر مغني الراب توماج صالحي الذي أوقف بعدما أيد المتظاهرين، وظهر في الفيديو رجل موشوم يقول وهو معصوب العينين: "أنا توماج صالحي. قلت إني أخطأت".

وأعربت مجموعة "المادة 19" الحقوقية عبر تويتر عن "انزعاجها الشديد من نشر وسائل إعلام حكومية إيرانية اعترافات قسرية لمغني الراب توماج صالحي أدلى بها تحت إكراه واضح".

منذ 16 سبتمبر(أيلول) بلغ عدد الصحافيين الموقوفين 51 على الأقل، حسب "لجنة حماية الصحافيين" في نيويورك، وتأكّد إطلاق سراح 14 منهم فقط بكفالة.

من جهته أكد رئيس السلطة القضائية في كردستان الإيرانية الخميس أن 85% من المحتجزين الضالعين في "أعمال شغب" في المحافظ، أفرج عنهم بكفالة.

وأصبح يغما فشخامي آخر صحافي يعتقل، وفق ما أعلنت زوجته منى معافي على تويتر، وتسود مخاوف متزايدة على الوضع الصحي لحسين روناغي الناشط الحقوقي البارز والكاتب في صحيفة "وول ستريت جورنال"، الذي اعتُقل بعد وقت قصير من بداية الاحتجاجات.

وتقول عائلته إنه بدأ "إضراباً عن الطعام وهو ليس بخير"، حسبما كتب شقيقه حسن على تويتر بعدما سُمح للناشط لقاء والدَيه.

والأربعاء أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين أن أجهزة الاستخبارات السعودية اكتشفت أن طهران تحضر لهجمات في السعودية والعراق لتحويل الانتباه عن الاضطرابات في ايران منذ أسابيع.