تعبيرية.(أرشيف)
تعبيرية.(أرشيف)
الجمعة 4 نوفمبر 2022 / 13:37

يوم العَلَم.. يوم تفعيل للكرامة الوطنيَّة

في يوم العَلَم نحتفل بالمكتسبات الباهرة التي تحقَّقت في فترة وجيزة، مما يدفعنا إلى تحقيق المزيد من الحلم للتمسك بالوطن والالتحام مع القيادة

أصبحت الإمارات قيادة وشعبًا محطَّ أنظار كثير من قادة العالم وشعوبه، ولا عجب في هذا؛ فما تحقَّق على أرضها من نجاحات وإنجازات يشهد به العدو قبل الصديق، ويدعو كل مواطن إلى الاعتزاز والفخر بهذا الوطن المهيب.

ولهذا يعدُّ يوم "العَلَم" الذي نحتفل به هذه الأيام هو يوم إظهار هذا الاعتزاز والفخر بالوطن، فلا تسمو الأوطان إلا بتقدير أبنائها، ولا ترتقي إلا بشكرهم.

وتتمثل أهميَّة يوم "العلم" في أنه يوم التذكير بالمنجز الذي يحمله "الإماراتي" والمسؤوليَّة الحضاريَّة والوطنيَّة الملقاة على كاهله، لمواصلة الإنجاز الذي خلفه الأجداد للأبناء، والحفاظ على المكتسبات الوطنيَّة، والتأكيد عليها للأجيال القادمة، وقد نالت دولتنا مكانة دوليَّة مرموقة، وتصدَّرت لتكون من أوائل الدول المؤثرة في إقليمنا العربي، وفي محيطها الإقليمي بشكل عامٍّ.

وثمة إنجازات وطنيَّة أحدثت فرقًا جوهريًّا في العمل الوطني في الإمارات، مما عزَّز أدوارها الرياديَّة، التي تؤسس لقاعدة راسخة لمجتمع معرفي أولًا، ومؤسسات ثقافيَّة وفنيَّة ببرامج عمل مستدامة على مدار العام، ما يُعبَّر عنها بعالميَّة صناعة المعارض الثقافيَّة، والمؤتمرات الفكريَّة، والمهرجات التراثيَّة، والموسيقيَّة والفنيَّة والفكريَّة المتنوِّعة في قضاياها وطروحاتها المبتكرة.

وبهذه التحولات الكبرى الحاصلة، فإن العَلَم الإماراتي مؤهَّل أن يكون هو الأهم والأبرز، خصوصًا أنه علم لدولة كبيرة ومؤثرة، تتمتَّع نهضتها بأعلى المعايير العالميَّة وهو العَلَم والتقدم الئي يؤكِّد تفرُّدنا وتميُّزنا وقيمنا وقصة دولتنا.

وإن التذكير بالمعطيات الوطنيَّة والمنجزات التنمويَّة يَجعل لنا مكانًا راسخًا في وعي الآخر؛ لكون الوطنيَّة الصالحة والمثقفة الواعية هي القادرة على أن تُغيِّر صورة الحياة، وتعمل على تفعيل الثقافة ذات الكرامة الوطنيَّة.

ويوم "العَلَم" هو يوم الاعتزاز بالوطن، والشعور بالدفء والكرامة والأمن الوجودي، فالوطن هو الحبل السُّري الذي يمدُّنا بالديمومة والحياة، وهو يوم التلاحم الوطني، والتواصل والتفاعل مع الهويَّة الوطنيَّة بوصفها ارتباطًا عاطفيًّا بالأرض، لتعزيز الانتماء، وترسيخ الولاء، وتنمية المشاعر الإيجابيَّة نحو "البيت الواحد"، والتفاني لإكمال المسيرة التي حقَّقها المؤسّسون، والفخر بالمنجزات الحضاريَّة، والاستحقاقات الكاملة التي حصدها الوطن والمواطن.

وإن نجاح الإمارات في إحداث التوازن والانسجام بين الحفاظ على الهويَّة الوطنيَّة، والتشبُّث بالقيم المجتمعيَّة، من جهة والانفتاح المتزن على الآخر، وتطوير آليَّة لرصد المتغيِّرات التي تطرأ على مختلف القطاعات من جهة أخرى؛ هو ما جعل هذه الحزمة القيميَّة- التراثيَّة والعالميَّة- بمثابة حائط الصدِّ لحماية منظومتنا الوطنيَّة، والوصول بأمان إلى محطة المستقبل والحداثة، ومواكبة منصَّات التطوُّر العالمي؛ إذ أصبح سلوك المجتمع المحلي يتماشى مع المستجدَّات الحديثة، دون أن يغير من خصائصه، أو يتجاهل ثقافته وتراثه الإنساني، والذي منح المواطن ليس العيش برفاهية ورغد فقط، بل جعل الأولويَّة الرئيسة والهدف الأسمى أن يصبح "أسعد شعب".

وإننا في يوم العَلَم نحتفل بالمكتسبات الباهرة التي تحقَّقت في فترة وجيزة، مما يدفعنا إلى تحقيق المزيد من الحلم للتمسك بالوطن والالتحام مع القيادة، وإرجاع الشكر والفضل والعرفان لأهلها، بل إنه يوم المواطنة الصالحة، وهو علامة فارقة للوحدة الوطنيَّة الراسخة، يرتدي فيه المواطن ثوب الشموخ والإخلاص والولاء لقيادته العظيمة.

وها هو شعب الإمارات يمتلك اليوم حماسًا لا نظير له؛ من أجل إبرازه كأيقونة عربيَّة وحضاريَّة تجسِّد مبادئ الاتحاد والتقدُّم والتنمية المستدامة، مما أدَّى إلى تعزيز الهويَّة الوطنيَّة التي تشكل ضامنًا لقوة المجتمع وتماسكه، فالمواطن مفعم بالمشاعر الوطنيَّة طمعًا في تحقيق غايات عليا وقيم كبرى، لكي تتحرَّر إرادتنا نحو المستقبل.

وسيتذكر شعبنا الأبي كلَّ الجهود المضنية التي بذلها شيوخنا، من تأسيس البنيان، ثم القرارات الحازمة التي اتُّخذت، والرجال الأوفياء الذين كانوا مصدرًا للوحدة والتلاحم، بل كانوا مصدر الإلهام والتصوُّرات الخلَّاقة، واستباق التحديات، والحلول الاستباقيَّة، والاستعداد لكلِّ المستجدَّات العالميَّة؛ من أجل بقاء هذا التجدُّد عبر التاريخ، ولاستعادة الأمل بالحاضر والمستقبل.

يحيا العَلَم عاليًا خفَّاقًا، ورمزا خالدًا للإمارات دولة الرقي والتقدُّم.