الجمعة 18 نوفمبر 2022 / 16:54

اليونسكو تحتفي بالسدو الإماراتي بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي

من بين المئات من عناصر التراث الثقافي المعنوي المُسجّلة لديها لمحتلف الدول، وبمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي 2022، اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن تُعرّف العالم بأحد أجمل وجوه التراث الإنساني وأجمل الأشكال التقليدية للحياكة، وهو فن السدو الذي يُمثّل مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات، والتي تحرص على الحفاظ عليه وتعزيز صونه، وذلك بهدف إذكاء الوعي بالتراث غير المادي وإبراز التقاليد الثقافية والمهارات التي تمتلكها المجتمعات في مختلف الدول.

واليوم العالمي للفن الإسلامي هو احتفاء دولي يُقام سنوياً في الثامن عشر من نوفمبر(تشرين الثاني) وكان قد أقرّه المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة في عام 2019، وذلك بهدف زيادة الوعي حول أهمية أشكال التعابير الفنية الإسلامية بين الماضي والحاضر، وتعزيز مُساهمة الفن الإسلامي في التنوّع الثقافي وتقوية الحوار بين الثقافات والحضارات.
ونظراً لأهميتها، كانت المنظمة الدولية قد أدرجت هذه الحرفة المميزة في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل في عام 2011، وقالت في نبذة تعريفية عنها نشرتها في اليوم العالمي للفن الإسلامي 2022 بعدّة لغات عبر منصّاتها الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها مع العديد من الصور المُعبّرة عن مراحل الحياكة، بأنّ السدو هو شكل تقليدي من النسيج تُمارسه النساء البدويات في المجتمعات الريفية بدولة الإمارات العربية المتحدة لإنتاج المفروشات الناعمة والإكسسوارات الزخرفية للإبل والخيول، وغير ذلك من المُستلزمات.

وتابعت اليونسكو في توصيفها لفن السدو الإماراتي، إنّه وبعد أن يقوم الرجال بجزِّ الأغنام والإبل والماعز، تقوم النساء بتحويل هذا الصوف والشعر إلى بطانيات وسجاد ووسائد وخيام وزينة لرِحال الهجن والخيول، وذلك وفق أنماط مميزة وتصاميم هندسية مُبدعة.

وتقوم النساء قبل ذلك بتنظيف الصوف، ثم تُغزل الخيوط على مغازل مُسقطة، لتُصبغ وتُنسج بعد ذلك على نول أرضي باستخدام نسيج عادي ذي وجه ملتوي.

وغالباً ما تجتمع النسّاجات في مجموعات صغيرة للغزل والنسيج وتبادل الأخبار العائلية وفي بعض الأحيان ترديد الشعر، ولذلك فإنّ مثل هذه التجمعات بنظر اليونسكو هي وسيلة الصون التقليدية لهذه المهنة التراثية الجميلة، حيث تتعلم الشابات والفتيات الصغيرات من خلال مُراقبة أمهاتهن وجداتهن، ويتم تكليفهن تدريجياً بمهام للقيام بها مثل فرز الصوف، قبل تعلّم المهارات الأكثر صعوبة.

يُذكر أنّ دولة الإمارات، ومنذ عام 2010 نجحت خلال فترة قياسية، في تسجيل 11 عنصراً من ركائز التراث الوطني الفريدة في قائمة التراث الثقافي المادي وغير المادي في اليونسكو، باعتبارها تراثاً ثقافياً إنسانياً شاملاً، وهي إضافة لحرفة السدو، تراث الإبل، نُظم الأفلاج، الصقارة، التغرودة، العيالة، العازي، الرزفة، القهوة العربية، ومجلس الضيافة، والنخلة. كما تمّ في العام 2011، انضمام مدينة العين إلى مواقع التراث الثقافي الإنساني المادي.

وتوّج إدراج هذه العناصر التراثية الأصيلة في اليونسكو مسيرة طويلة في مجال تسجيل مُقوّمات التراث الإماراتي وإحيائه وتوثيقه واستدامته، باعتباره إرثاً حضارياً وثقافياً يجب الحفاظ عليه للأجيال المُقبلة، إلى جانب تسليط الضوء عليه وتعريف العالم به.

ويحتل السدو مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي، حيث يُعدّ من أبرز الحرف التي تلعب دوراً أساسياً في الحياة البدوية ومثالاً ملموساً يعكس مدى براعتهم وقدرتهم على التكيف مع بيئتهم الطبيعية. وتُعدّ ممارسة النساء البدويات لهذه الحرفة إحدى المساهمات الاقتصادية القيّمة التي تُقدّمها للمجتمع، فضلاً عن الدور الرئيس الذي لعبه السدو في الحياة الاجتماعية للمرأة الإماراتية.