الأربعاء 23 نوفمبر 2022 / 19:17

اكتشاف أنثى قرد عنكبوت في المكسيك قبل 1700 سنة

أظهرت دراسة جديدة نشرت أن أنثى قرد عنكبوت استخدمت قبل 1700 عام كهدية لتقوية الروابط بين قوتين رئيسيتين في أمريكا الجنوبية ما قبل كولومبوس، ثم تمت التضحية بها بدفنها حية.

ويرجح أن أشخاصاً بارزين من حضارة المايا قدموا هذه الهدية الثمينة إلى حضارة أخرى في تيوتيهواكان.

وتقارن الدراسة المنشورة في مجلة PNAS هذا الأسلوب بدبلوماسية الباندا التي مارستها الصين في تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة في سبعينيات القرن العشرين.

وباستخدام تقنيات عدة مثل استخراج الحمض النووي القديم، أو التأريخ بالكربون، أو حتى تحليل النظام الغذائي، نجح الباحثون في إعادة تكوين مسار حياة الحيوان ونفوقه، وتبيّن لهم أنه دُفن حياً عندما كان يبلغ ما بين 5 و8 سنوات.

وبدأ عمل فريق البحث باكتشاف ناوا سوغياما المفاجئ عام 2018 بقايا الحيوان في موقع تيوتيهواكان الأثري الذي تصنفه اليونسكو بين مواقع التراث العالمي ويقع في الهضاب القاحلة في المكسيك الحالية.



ولاحظت المعدة الرئيسية للدراسة، ناوا سوغيياما، من جامعة كاليفورنيا أن وجود القرد العنكبوت ليس مألوفاً في هذه المنطقة، إذ هي ليست موطناً أصلياً لهذه الحيوانات. وأثار ذلك تساؤلات عن سبب وجوده، وعمّن أتى به، ولماذا تمت التضحية به.

وكانت تيوتيهواكان التي تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من العاصمة مكسيكو مركزاً مهماً للتبادل الثقافي والابتكار في أمريكا الوسطى.

وعثر على الهيكل العظمي للقرد بجانب نسر ذهبي، وهو شعار المكسيك الذي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا، وكان محاطاً بمجموعة من الأغراض القيمة بينها مسامير مصنوعة من حجر السج، وهو صخرة بركانية مهمة لثقافات ما قبل كولومبوس.

كما تم اكتشاف لوحة جدارية تصور القرد العنكبوت، مما أكد، بحسب سوغياما، فرضية حصول تبادل على أعلى المستويات.

وكتب الباحثون أن أنثى القرد العنكبوت ربما كانت "تثير الفضول في هضاب تيوتيهواكان نظراً إلى أنها تعد حيواناً غريباً".

ولاحظ معدو الدراسة أن "يدَي الحيوان كانتا مقيدتين خلف ظهره وكانت قدماه كذلك موثوقتين، مما يعني أنه دفن حياً، وفق تقليد كان "شائعاً في الذبائح البشرية والحيوانية في تيوتيهواكان".