قرية كاميانكا المدمرة في أوكرانيا (أ ق ب)
قرية كاميانكا المدمرة في أوكرانيا (أ ق ب)
السبت 26 نوفمبر 2022 / 16:26

في قرية أوكرانية مدمرة...ذهب الروس ولكن جاء الشتاء

بعد انخفاض الحرارة في شرق أوكرانيا، يقول سيرغي خميل إن لا خيار أمامه سوى استخدام أكوام صناديق الذخيرة التي خلفتها القوات الروسية المنسحبة حطباً للتدفئة هذا الشتاء.

ويقول خميل إنه دون الخشب، سيتجمد على الأرجح بين أنقاض قريته كاميانكا المدمرة، ويوضح أن "الحصول على ما يكفي من خشب مقطّع هو أصعب شيء، هناك طابور كبير للحصول على الخشب الذي تبرع به متطوعون".

ومع انهيار جزء كبير من منزله بسبب القصف، يعمل خميل يعمل لتحويل مطبخه الصيفي إلى مكان إقامة شتوي مؤقت، مع ملئه ببطانيات وصناديق ذخيرة فارغة وفرن جمع من أغلفة قذائف روسية، ويضيف خميل "أحتاج إلى تغطية الجدران بطبقة أخرى من المواد العازلة"، معرباً عن أمله في أن يتمكّن من استخدامها للبقاء خلال الشتاء.

وفي مارس (أذار) الماضي، تعرّضت القرية للقصف قبل أن يقتحم جنود مشاة ودبابات المنطقة فيما كانت القوات الروسية تتقدم إلى الجنوب من إيزيوم في الأيام الأولى للغزو، وبعد احتلال المنطقة، استقر الروس فيها، فاستولوا على المباني ونهبوا المنازل وسرقوا الكحول، وقادوا وهم سكارى، حسب السكان.

ويقول فولوديمير تسيبوليا، خلال استراحة قصيرة من إصلاح سقف منزل شقيقته: "بدأوا اقتحام مواقف السيارات، والمنازل، والاحتفال وهم في سكر طوال الليل"، ويتابع "اعتادوا إلقاء القنابل للمتعة، أتيت إلى منزلي ووجدت حمامي مدمّراً بقنبلة يدوية".

واستمر ذلك أشهراً عدة، حتى أدى هجوم خاطف للقوات الأوكرانية في سبتمبر(أيلول) الماضي إلى تدمير الجناح الشمالي الشرقي للجيش الروسي، ما أدى إلى هزيمة قواتها وإرسالها إلى الشرق.

وبعد انسحاب الجيش الروسي، تركت مجموعة من القرى المدمرة خراباً، بما فيها كاميانكا في ضواحي إيزيوم، وفي الأسابيع التي تلت استعادة السيطرة على المنطقة، سارع المسؤولون الأوكرانيون لإصلاح الضرر، واكتشفوا مقابر جماعية.

ويقول نائب رئيس بلدية إيزيوم ميخايلو إشيوك إن الوضع مأسوي مع اقتراب الشتاء، مع تدمير 30 إلى 40% من أسطح المنازل في المدينة بسبب القتال، وأدى نقص مواد البناء، والمعدات، واليد العاملة، إلى تعذر الإصلاحات الضرورية مع حلول البرد، ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة تحت الصفر في الأيام المقبلة.

ويقر ميخايلو إشيوك بأن الوضع في كاميانكا أسوأ، فهناك، تقريباً كل أسطح المنازل والمباني وعددها 550، تضررت أو دمرت بالكامل، ويضيف "نراقب الوضع عن كثب".

ويشير إلى الزيادة في انقطاع الكهرباء عقب الهجمات الروسية على منشآت البنى التحتية في كل أوكرانيا والتي تركت إيزيوم والمناطق المحيطة بها دون كهرباء وتدفئة بشكل متزايد.

وفي كاميانكا، تتحدّث ليوبوف بيريبيليستيا عن أهوال واجهتها أثناء الاحتلال، وعن مخاوفها من الشتاء المقبل، وتقول وهي تبكي فيما تتحدث عن تدمير منزلها ونهب ممتلكاتها الثمينة: "نهبوا كل شيء حرفياً، إنه تصرف مشين".

وغادر معظم سكان القرية وعددهم 1200 نسمة المنطقة، لكن بيريبيليستيا وزوجها المريض سينضمّان إلى بضع عشرات آخرين قرروا تمضية الشتاء في كاميانكا، مهما حدث.

وتقول بيريبيليستيا: "بكيت كثيراً، هذا المكان السادس الذي ننتقل إليه خلال الحرب، يبدو أن الحرب تطاردنا في كل مكان نذهب إليه"، وتضيف "لا أعرف كيف سنخرج من هذا الوضع، لا أعرف".