الكردية الإيرانية مهسا أميني (أرشيف)
الكردية الإيرانية مهسا أميني (أرشيف)
الأحد 27 نوفمبر 2022 / 14:34

العرقية والطائفية... تكتيتك خطير في إيران لقمع الاحتجاجات وقد ينجح

24-زياد الأشقر

قالت الكاتبة لورا كيلي أن أمريكا وحلفاءها، ومتضامنين حول العالم، يكافحون لدعم المحتجين الإيرانيين، في لحظة يرى المراقبون أنها حاسمة ويمكن أن تقلب الموازين لتغيير النظام في طهران.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في أوائل نوفمبر(تشرين الثاني): "سنحرر إيران. هم سيحررون أنفسهم في القريب العاجل".

لكن خبراء في الخارج يقولون إن الولايات المتحدة تركز على الديبلوماسية مع إيران حول برنامجها النووي، وأن الانقسام في إيران وخارجها، يعطي أفضلية للحكومة الحالية.

وتنقل الكاتبة في مقال بـ "ذا هيل" عن سينغ ساجنيك المحلل الرئيسي لدى مجموعة تي أي إم سي سوليوشنز الخاصة للاستخبارات متعددة الجنسيات، أن "المشكلة لا تكمن فقط في قرارات السياسة الخارجية للولايات المتحدة. إذ لا جبهة موحدة في نهاية المطاف لحركة الاحتجاج، وليس لها قيادة".

وحاول قادة إيران أن يقمعوا بوحشية المتظاهرين، الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني، عقب احتجازها لدى شرطة الأخلاق، بسبب ملابسها.  

وتصاعدت الاحتجاجات لتشمل دعوات إلى إسقاط القادة الدينيين للبلاد. واعتقل 14 ألفاً على الأقل وقتل المئات، بمن فيهم أطفال. ويعتقد أن أصغر ضحية في التاسعة.


ولفت ساجنيك إلى أن "للحكومة الإيرانية والنظام بكامله القوة لقمع حركة الاحتجاج".

وأشار المبعوث الأمريكي الخاص بإيران روبرت مالي في تحقيق لشبكة "سي إن إن" الأمريكية تحدث عن "أفعال لا توصف من العنف الجنسي من المسؤولين الإيرانيين في مراكز الاحتجاز". وغرد قائلاً: "إنها تذكير بالمخاطر التي يواجهها الشعب الإيراني، وبالمدى الذي سيستمر فيه النظام في محاولاته العقيمة لإسكات المعارضين".

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على أفراد وكيانات وصفت بمسؤولة عن القمع العنيف للمحتجين. وسعت أيضاً إلى تخفيف القيود على الوصول إلى الإنترنت لمساعدة المحتجين الذين قطعت عنهم هذه الخدمة.

ويتطلع أعضاء في الأمم المتحدة إلى وسائل للتنديد وعزل إيران، والنظام الحاكم منذ 1979.
وخارج إيران، يعمل أفراد على الحفاظ على الدعم للمحتجين على نطاق عالمي.

ولزم المنتخب الوطني الإيراني الصمت عند عزف النشيد الوطني في أول مباراة له في مونديال قطر 2022 لكرة القدم، في لفتة اعتبرت دعماً المحتجين. وخرجت تظاهرات تضامن في برلين ولوس أنجليس وواشنطن في الشهر الماضي، شارك فيها عشرات الآلاف من الإيرانيين في الخارج ومن مؤيديهم.
وساعدت شادية غانجي الأمريكية من أصل إيراني بواشنطن في إقامة معرض فني في جورجتاون عن الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين، في محاولة لإبقاء الانتباه مشدوداً إلى كفاح الشعب الإيراني.

وشارك في المعرض الذي استمر ثلاثة أيام واحتوى على أكثر من مئة قطعة فنية من أنحاء العالم، إيرانيون يعيشون في الخارج، وفنانون إيطاليون، وإسرائيليون، وفنانة واحدة من إيران أرسلت عملها سراً، وسارعت إلى حذف اتصالها ومنعت المنظمين من الاتصال بها، في إجراء إحترازي، وفق غانجي.

وكانت شيري حكيمي، الناشطة الأمريكية من أصل إيراني التي أسست وتدير مركزاً للمساواة بين الجنسين، إحدى اللواتي دعين للقاء مع وزير الخارجية أنطوني بلينكن ومسؤولين آخرين في الوزارة في أكتوبر (تشرين الأول)، لمعرفة الطريقة الأفضل التي تستطيع الولايات المتحدة بها دعم المحتجين.

وقالت حكيمي لـ "ذا هيل": "أقدر أن يستمع قادة أمريكيون كبار للدعوات التي يطلقها الإيرانيون والأمريكيون من أصل إيراني"، لكنها أضافت أن الحكومات في حاجة لتكون أكثر ابتكاراً في طريقة تفكيرها في مساعدة المحتجين. وقالت: "هذه أوقات غير مسبوقة، هي أول ثورة تقودها النساء، ومماشاة هذه اللحظة، يتطلب إجراءات غير مسبوقة".

416 قتيلاً
وتحدثت منظمة حقوق الإنسان في إيران من النرويج، عن مقتل 416 شخصاً على الأقل بينهم 51 طفلاً. وأشارت إلى أن الحكومة تستهدف الأقليات في إيران "بشكل منهجي وغير متناسب"، خاصة البلوش والأكراد.

واعتبر ساجنيك أن هذا التكتيك يهدف إلى نزع الشرعية عن الاحتجاجات، وإظهارها حركة انفصالية عرقية.

وأضاف "بزيادة القمع في المناطق الكردية، فإن التكتيكات العنيفة، وقصف قواعد المسلحين في العراق، تسعى السلطات لتحويلها إلى مسألة عرقية، ما قد يفصل المجموعات الكردية عن بقية إيران، وهذا تكتيك ناجح، بصراحة".

وقالت غانجي إنها تشعر بأن هذه اللحظة مختلفة بسبب حجم الدعم من الأسرة الدولية.

وأضافت "مع الذي يجري في إيران، وإغلاق الإنترنت، وكل العنف، ما نراه في الخارج هو جزء صغير من الذي يحدث هناك. وأطلب من كل شخص الاستمرار في ما يفعله، وإبقاء الضوء مسلطاً على إيران".