كأس العالم (أرشيف)
كأس العالم (أرشيف)
الإثنين 28 نوفمبر 2022 / 11:16

الرياضة لا تنفصل عن السياسة في كأس العالم

أعادت المباراة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة غداً الثلاثاء ضمن منافسات كأس العالم لكرة القدم، إلى الأذهان ذكريات مونديال 1998، بمشاهد الاحترام المتبادل بين لاعبي هذين البلدين المتعاديين بالسياسة.

في ما يلي أبرز اللحظات التي شهدت حضور السياسة في ميدان الرياضة خلال بطولات المونديال..
في سياق جيوسياسي متوتر للغاية، وفي ظل الفاشية التي خيّمت على أوروبا، استضافت فرنسا النسخة الثالثة من كأس العالم.

12 يونيو (حزيران) استطاعت إيطاليا الفوز على فرنسا في ربع النهائي 3-1.

وارتدى الطليان قميصاً أسود شبيهاً بقميص ميليشيات نظام موسوليني، ووجّهوا تحية فاشية إلى 60 ألف متفرج، وردّ الجمهور حينها بصافرات الاستهجان أثناء النشيد الإيطالي.

في نظر الـ"دوتشي" "لقب موسوليني"، كانت كرة القدم وسيلة لإظهار تفوّق الأيديولوجية الفاشية، ذهب الـ"ناتسيونالي" بعيداً في المنافسة حتى ظفر بلقبه التاريخي الثاني توالياً.

في 22 يونيو (حزيران)، تواجه الأشقاء الأعداء من ألمانيا الغربية والشرقية الاتحادية في هامبورغ غرباً، على ملعب "فولكس بارك" الذي غصّ بالجماهير.

في خضم الحرب الباردة، جسّدت تلك المباراة التوتّر بين الطرفين، لكن ذلك لم يكن يعني ضغوطاً مرتقبة، إذ بدأ الطرفان مساراً تطبيعياً للعلاقات، ووقعا معاهدة اعتراف متبادل في 1972.

وانتهت المباراة المصنّفة في دائرة الخطر دون أي عوائق، وانتصرت ألمانيا الشرقية رغم كل الصعاب، بهدف سجله يورغن شبارفاسر في ربع الساعة الأخير، وبقي في الذاكرة إلى الأبد.

لكن رغم ذلك، بقيت ألمانيا الغربية في المنافسات وظفرت بالمسابقة التي استضافتها، محققة ثاني ألقابها المونديالية.


في 22 يونيو (حزيران)، تواجهت الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي مونديال المكسيكو، بعد أربع أعوام من حرب جزر فوكلاند التي خلفت 649 قتيلاً أرجنتينياً و255 بريطانياً.

وكانت الأجواء متوترة للغاية بين المنتخبين اللذين قطعت دولتاهما العلاقات الدبلوماسية في 1982.

وفي كل مباراة من مباريات المسابقة، رفع المشجعون الأرجنتينيون لافتات تقول "جزر فوكلاند أرجنتينية"، وأنشدوا أغان قومية تدعو إلى "قتل الإنجليز".

وعلى هامش ربع النهائي، اندلعت اشتباكات بين ألتراس المنتخبين، ما أسفر عن عشرات الإصابات التي تراوحت بين طفيفة وخطيرة.

وفازت الأرجنتين بالمباراة، بفضل عبقرية دييغو مارادونا إلى حد كبير، الذي سجّل هدفين أسطوريين: "يد الله" ثم "هدف القرن".

وخلال مشاركتها الثانية في كأس العالم، وجدت إيران نفسها في العام 1998 ضمن مجموعة عدوّها اللدود الولايات المتحدة.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عملية احتجاز رهائن في السفارة الأميركية بطهران، في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في 1979.

وأقيمت تلك المباراة في مدينة ليون الفرنسية في 21 يونيو (حزيران)، مثّل فرصة للتهدئة.

وبعد أداء النشيدين الوطنيين، تصافح اللاعبون الأميركيون مع خصومهم وقدموا لهم تذكارات، فردّ الإيرانيون التحية بباقات ورود بيضاء، قبل أن يلتقط المنتخبان صورة جماعية.


وفاز الإيرانيون بالمباراة حينها 2-1 مسجّلين أوّل انتصاراتهم المونديالية.

في 22 يونيو (حزيران) في كالينينغراد، واجهت صربيا سويسرا التي تضمّ في صفوفها العديد من اللاعبين من أصول كوسوفية.

وكوسوفو إقليم سابق في صربيا يسكنه بشكل رئيسي الألبان، بعد عشر سنوات من الصراع الذي كان آخر حرب أدت إلى انفجار يوغوسلافيا السابقة، أعلنت كوسوفو استقلالها في 2008، وهو ما لم تعترف به صربيا، لتسوء العلاقات بين بلغراد وبريشتينا.

وسجّل كل من غرانيت تشاكا المولود في سويسرا لعائلة كوسوفية، وجيردان شاكيري المولود في كوسوفو، هدفين، ما منح سويسرا فوزاً على صربيا 2-1.

واحتفل اللاعبان بهدفيهما من خلال التوجه نحو المشجعين الصرب، ووضع يديهما على صدريهما بشكل معاكس، راسمين شارة "النسر المزدوج" الأسود اللون، رمز ألبانيا الذي يتوسط علمها الأحمر، ما أثار سخط الصحافة الصربية التي نددت "باستفزاز مخز".


وعاقب الاتحاد الدولي لكرة القدم اللاعبين في وقت لاحق بتغريمهما مبلغ 8660 يورو لكل منهما.