صواريخ إيرانية (أرشيف)
صواريخ إيرانية (أرشيف)
الإثنين 28 نوفمبر 2022 / 15:40

رغم صورايخ طهران.. أكراد إيران في شمال العراق يصرون على تحدي النظام

يتفقد متمردون أكراد إيرانيون في أحد مقارهم الذي انهار جزء من سقفه ودمرت قذيفة أحد جدرانه، الأضرار التي خلفتها صواريخ النظام الإيراني، في انتظار ضربات أخرى.

ويبدو الحصن القديم المعروف باسم "القلعة" من عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مستوحى من رواية مغامرات. وأقام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني مقره في الحصن على سفح تلة قرب بلدة كويسنجق التي يطلق عليها كويا بالكردية، في إقليم كردستان العراق، حيث استقرت الحركة الايرانية المعارضة في 1993.

ويقول أحد قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، كريم فرخبور، إن "النظام الإيراني قصفنا 3 مرات في أقل من شهرين"، مشيراً إلى مقتل 12 من عناصره وإصابة 20 آخرين بجروح.

وأخلى الحزب المقر الذي تعرضت أجزاء منه للدمار، بعد الضربات الأخيرة قبل أسبوع.

ويضيف فرخبور "نظام طهران سيستهدفنا مجدداً، سترون لم ينته ذلك".

وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الحرس الثوري الإيراني شن ضربات ضد الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني.

ولكن الأخيرة التي استهدفت كذلك مجموعات أخرى من المعارضة الكردية الإيرانية في شمال العراق، تتزامن مع الأوضاع السياسية المضطربة التي تعيشها إيران.

وتصف إيران  الجماعات بـ"الإرهابية" متهمة إياها بـ"تهريب أسلحة" من العراق والمساهمة في تأجيج التظاهرات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) إثر وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق.

ولكن مصطفى مولودي القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في كويسنجق، يعتبر ذلك "خطأ".

ويقول: "لا دليل على أننا هربنا أسلحة إلى إيران". ويتابع "إنها كذبة يطلقها النظام ليخفي الحقيقة، الإرهابي الحقيقي هو النظام".

وللجماعات الكردية الإيرانية المعارضة، وبينها الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني، وجود في كردستان العراق منذ ثمانينات القرن الماضي، خلال الحرب العراقية الإيرانية، بمباركة نظام صدام حسين. لكنها لطالما كانت في مرمى السلطات الإيرانية.

ويوضح كريم فرخبور، الذي يدين التمييز ضد الأقلية الكردية في إيران، نحو 10 ملايين كردي من أصل 83 مليون نسمة "نحن علمانيون ونناضل من أجل حقوق المرأة".

ويفيد محللون بأن الأنشطة العسكرية لهذه الجماعات تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة إلا أنها لا تزال تنشط من الخارج.

ويشدد فرخبور على أن حزبه يناضل من أجل "إيران فدرالية" تقام فيها محافظة كردية بصلاحية اتخاذ قرارات على المستوى المحلي وتتمتع بحكم ذاتي واسع.

وتؤكد الناشطة شاونم هامزي التي تعيش في كويسنجق مع والديها "نحن أحرار" في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.

وتوضح الشابة أنها كانت تعيش لسنين قبل الهجوم الأخير، في مخيم يضم 200 عائلة أخرى في منازل خرسانية من طابق واحد، تبعد حوالي 500 متر عن قلعة الحزب، ما يجعله مهدداً بالضربات الإيرانية.

وتروي هامزي أن الهجمات الأخيرة "كانت أشد بكثير من الهجمات السابقة، الأطفال والعائلات كانوا خائفين جداً، نحن الآن نعيش في خوف".

وعلى غرار باقي السكان، اضطرت شاونم إلى ترك منزلها والتنقل من منزل إلى آخر.

وتقول هذه الكردية الإيرانية التي تتعاطف بقوة مع حركة الاحتجاجات في إيران: "إذا حاول النظام إيقافنا ولو مؤقتاً، فإن التظاهرات ستنطلق من جديد، لأنها في قلوبنا" مؤكدة بنبرة قوية أن "المتظاهرين لن يذعنوا أبداً لقواعد هذا النظام"، في إيران.