مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. (أرشيف)
مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. (أرشيف)
الإثنين 28 نوفمبر 2022 / 21:09

معارض إيراني لـ24: صواريخ النظام وصلت إلى أوروبا.. والعقوبات لا تكفي

لفت مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى أن استراتيجية النظام الإيراني تعتمد على القمع في الداخل وتصدير الإرهاب إلى الخارج للحفاظ على كيانه، وذكر بتورط الرئيس إبراهيم رئيسي في مذبحة منذ عام 1988. وأضاف في حوار لـ"24"، أن 80% من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر في حين أن عائدات النفط كانت أكثر من 100 مليار دولار، وإلى نص الحوار:


ما آخر تطورات الأوضاع داخل إيران؟
دخلت الانتفاضة الإيرانية شهرها الثالث وبكل المقاييس، وتسارعت الاحتجاجات لتصل إلى مرحلة جديدة، كما تم تمديد الإضراب العام.
وتشير التقييمات إلى أنه خلال الأيام الماضية شهدت إیران أكبر إضراب على مستوى البلاد منذ بداية الانتفاضة حتى الآن، وسط هتافات "الموت لخامنئي". وقٌتل ما لا يقل عن 600 إيراني، وحتى الآن أعلنت شبكة منظمة "مجاهدي‌ خلق" عن أسماء وهويات وصور أکثر من 466 منهم، فيما اعتقل أكثر من 30 ألف شخص.

 الشعب عقد عزمه على تحقيق جمهورية ديمقراطية ولا للدين الإجباري والحجاب القسري


وتراكم غضب الشعب الإيراني من نظام الملالي لأكثر من 40 عاماً لينفجر في الشهرین الماضيين في مظاهرات عمت الشوارع في أكثر من 231 مدينة في‌ 31 محافظة، أي جميع محافظات  البلاد، لتكون هذه الانتفاضة الأطول والأكثر استمرارية منذ عقود.

وعشية دخول الانتفاضة الوطنية شهرها الثالث وتزامناً مع الذكرى الثالثة لانتفاضة نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 الدموية، رفعت طهران ومدن أخرى    بشعارات الموت لخامنئي، والموت للديكتاتور، وشهدت الجامعات اعتصامات واحتجاجات والأسواق والمتاجر إضرابات، وخرج الشباب في تظاهرات في مختلف الأحياء ووقعت اشتباكات مع القوى القمعية.

ويشهد ما لا يقل عن 50 جامعة، بما في ذلك أكبر وأقدم الجامعات في البلاد، احتجاجات واعتصامات، منها، جامعة شريف، وكلية الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات في الجامعة الوطنية، والجامعة الحرة في طهران، وجامعة طهران الحرة- غرب، وجامعة "تربية المدرس".

وفي الأيام القليلة الماضية، ظهرت الطبيعة الشعبية للانتفاضة في العديد من البلدات الصغيرة، حيث كان الناس غاضبين لدرجة لا يمكن إيقافهم تقريباً وجعلوا قوات الأمن تتراجع.

الشعب عقد عزمه على تحقيق جمهورية ديمقراطية ولا للدين الإجباري والحجاب القسري 



وأسر شهد مقتل الطفل كيان بير فلك البالغ من العمر 10 سنوات بقلوب وعقول الملايين في جميع أنحاء العالم، وهو طفل أراد فقط أن يصبح مخترعاً، لكن نظام الملالي قتله برصاصة واحدة هو وأحلامه، وأقيمت مراسم تشييه له اليوم في مدينة إيذه بمحافظة خوزستان، بؤرة الاحتجاجات.
وفي لحظة أيقونية في التاريخ الإيراني الحديث، هاجم مئات المتظاهرين في مدينة خمين، مسقط رأس مؤسس النظام الخميني، منزل عائلته، الذي تحول إلى متحف ومدرسة دينية، وأشعلوا النار فيه. وفي تحول كبير للأحداث، صعد الناس هجماتهم على المراكز الحكومية والأمنية في جميع أنحاء البلاد، وأضرموا النار فيها بزجاجات المولوتوف محلية الصنع.

في 1988 ارتكب مجزرة بحق 30 ألف سجين سياسي أغلبهم من مجاهدي خلق.. ومن بين المتورّطین إبراهيم رئيسي الرئيس الحالي 


كيف ترى مستقبل الاحتجاجات وإلى أين يذهب التصعيد؟
المستقبل مشرق للغاية... طبعاً هذه الانتفاضة لم تكن وليدة الساعة... الكل يعلم ومسؤولو النظام يعترفون باستمرار بأن هذه الانتفاضة منظمة بشكل كامل وأن دور المرأة بارز فيها. هناك نساء إيرانيات يشكلن القوة الرئيسية للتغيير  بموتجهة هذا النظام المعادي للمرأة. فخلال أکثر من 4 عقود تم سجن وإعدام عشرات الآلاف من النساء الإيرانيات الحرائر لأسباب سياسية.

أما اليوم فنرى في شوارع إيران، المواطنون يهتفون "الموت لخامنئي" مما يعكس رغبتهم في تغيير النظام. شعارهم الآخر هو "الموت للظالم سواء كان الشاه أو المرشد أي خامنئي"، وهذا الشعار یجسد رفض أي نوع من الديكتاتورية.





 النظام الإيراني أعدم أکثر من 120 ألفاً من النساء والرجال الإيرانيين خلال 43 عاماً.. و80% من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر في حين أن عائدات النفط كانت أكثر من 100 مليار دولار في السنة


والمواطنون یطالبون بإسقاط هذا النظام ويبحثون عن مستقبل ديمقراطي في جمهورية تتساوى فيها جميع مكونات الشعب من النساء والرجال، أياً كانت قوميتهم أو دينهم.  فالشعب الإيراني عقد عزمه على تحقيق جمهورية ديمقراطية قائمة على أصوات الشعب وفصل الدين عن الدولة. ونحن نقول لا للدين الإجباري ولا للحجاب القسري.

ولتحقيق هذا الهدف، يدعو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المكوّن من تيارات سياسية مختلفة، إلى التوحد من أجل تغییر النظام وتحقيق الديمقراطية في إيران، وهذا المجلس أقدم ائتلاف سياسي في تاريخ إيران المعاصر.


ما أبرز نقاط الخلاف مع النظام ومطالبكم؟
اعتمدت استراتيجية النظام الإيراني منذ بدایة‌ حكمه على القمع في الداخل وتصدير الإرهاب إلى الخارج للحفاظ على كيانه، وعلی هذا الأساس كان الخلاف منذ البدایة‌ علی الحریات.

خلال 43 عاماً، أعدم النظام أکثر من 120 ألفاً من النساء والرجال الإيرانيين کما أنه في صيف عام 1988، ارتكب مجزرة بحق 30 ألف سجين سياسي أغلبهم من مجاهدي خلق ومن بين المتورّطین في هذه المجزرة إبراهيم رئيسي الرئيس الحالي للنظام.

ووفقًا لاعتراف وكلاء نظام الملالي، يعيش أكثر من 80% من سكان إيران تحت خط الفقر، في حين أن عائدات النفط كانت أكثر من 100 مليار دولار في السنة. سرقة ونهب ممتلكات الناس بالإضافة إلى تصدير الإرهاب ونشر الحروب لبلدان المنطقة هي مسببات الفاقة التي أصابت الشعب الإيراني.





وفيما يتعلق بالمنطقة والعالم يمسك نظام الملالي برأس الخيوط لكل الحروب والأزمات التي تشتعل بالمنطقة، وتوسع التطرف والفتنة الطائفية بفعل السياسات المثيرة للتفرقة والإرهابية للنظام الإيراني في البلدان العربية.

واليوم وصلت صواريخ هذا النظام وطائراته المسيرة إلى أوروبا وتشارك في القتل والتدمير في أوكرانيا. هناك طريقة واحدة فقط لإنهاء هذه المشكلة، وهي الإطاحة بالنظام على يد الشعب الإيراني. لذلك، الاختلافات ليست واحدة أو اثنتين، شعب إيران ضد هذا النظام برمته ويريد إسقاطه.


ما هو تقييمك للدعم الدولي لاحتجاجات إيران وهل فرض عقوبات على إيران كافي؟
صدرت إدانات عديدة من المجتمع الدولي لجرائم النظام، خاصة في الانتفاضة الأخيرة، وعبر الكثيرون عن التعاطف والتضامن مع الشعب الإيراني، کما فرضت العقوبات علی مرتكبي الجرائم وهذا أمر يستحق التقدير، لكنه لا يكفي.

الدول الغربية التي تريد أن تتعاطف مع الشعب الإيراني الغارق في الدم والنار، عليها ألا تكتفي بهذه المواقف وبعض العقوبات الرمزية، من المخزي مصافحة النظام الذي يقتل الفتيات والفتيان بأعمار 16-17 عاماً في الشوارع والتفاوض معه.

وفي مثل هذه الظروف کما أکدت السیدة مریم رجوي "رئیسة الجمهوریة المنتخبة" من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانیة على مطالب أساسية من المجتمع الدولي:
• الاعتراف بحق الشعب الإيراني في الدفاع عن نفسه ونضاله من أجل إسقاط النظام
•  الاعتراف بأن نضال شباب الانتفاضة ضد قوات الحرس حق مشروع وضروري 
• إغلاق سفارات النظام وطرد عملاء وعناصر مخابرات الملالي من أراضي أوروبا 
• إدراج وزارة المخابرات وقوات الحرس أي القوة الرئيسية لخامنئي في قوائم الإرهاب الخاصة للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة 
• إحالة ملف الانتفاضة وملفات مجزرتي 1988 و2019 إلى مجلس الأمن الدولي وتقديم المسؤولين المنخرطين في هذه المجازر، خاصة خامنئي ورئيسي، للعدالة.


هل يوجد دعم لوجيستي ومالي للمقاومة الإيرانية؟
طبعا لا ليس هناك أي دعم لوجستي ومالي للمقاومة الإیرانیة، المقاومة الإیرانیة مستقلة مالياً وتعتمد بذلك على الشعب الإيراني. الاستقلال المالي كان ضامن الاستقلال السياسي لهذه المقاومة على مدى أکثر من نصف القرن الماضي، ويواجه أكثر من 500 ألف إيراني التهديدات بسبب دعمهم للمقاومة، إذا اكتشف النظام أن إيرانياً يقدم مساعدات مالية للمقاومة، فسوف يعاقبه.

شعب إيران ضد النظام الحالي برمته ويريد إسقاطه.. وفرض العقوبات لا يكفي
ولا یوجد هناك أي دعم لوجستي ومالي للمقاومة الإیرانیة


الثورة بحاجة‌ إلى الحركة والمقاومة، وأن تتحرك في إطار تنظيم متماسك وموحد، بأعضاء وكوادر مستعدين للتضحية، بدعم اجتماعي وشعبي، واستقلال مالي.

لقد صرحت المقاومة الإيرانية مرات عديدة أنها لا تطلب مساعدة مالية أو لوجستية من أي بلد فما تريده هو عدم دعم هذا النظام وعدم المساومة معه من أجل المصالح الاقتصادية في مواجهة جرائمه وسياساته الإرهابیة والتوسعیة.