رجال شرطة (بالأصفر) في شنغهاي بعد يومين من احتجاجات ضد سياسة "صفر كوفيد".(أف ب)
رجال شرطة (بالأصفر) في شنغهاي بعد يومين من احتجاجات ضد سياسة "صفر كوفيد".(أف ب)
الخميس 1 ديسمبر 2022 / 16:32

غادريان: الاحتجاجات ضد "صفر كوفيد" أخطر مما تبدو

حذرت صحيفة "غارديان" البريطانية من تداعيات الاحتجاجات ضد سياسة "صفر كوفيد" في الصين التي أدت إلى تشديد إجراءات الإغلاق على المواطنين، معتبرة أنها "أكثر تعقيداً مما تبدو عليه".

سواء اشتعلت الاحتجاجات مجدداً في الأيام أو الأشهر المقبلة، أم كان لها تأثير واضح وفوري على الحزب وسياساته، فليست النتائج المقياس الوحيد لأهميتها

وقالت "غارديان" إن المتظاهرين الصينيين أعادوا استخدام عبارة استخدمها الزعيم الصيني التاريخي ماو تسي تونغ، كانت تحذر من أن "شرارة واحدة يمكن أن تشعل حريقاً في البراري".

ولفتت إلى أنه عندما يكون النظام السياسي جامداً جداً، يمكن للمراقبين أن يختاروا أحد اتجاهين متعارضين. الأول هو اعتبار أي اضطرابات كبيرة بمثابة أول صدع قد يؤدي إلى انهيار النظام بأكمله، كما حدث عندما أدى موت محمد البوعزيزي، في تونس، إلى اندلاع الربيع العربي. والاتجاه الآخر "هو انتصار الحزب الشيوعي والاستنتاج بأن أي معارضة لن تفشل فحسب، بل لا طائل من ورائها". وأضافت الصحيفة أن الحزب (الشيوعي) أمضى سنوات في دراسة سقوط الاتحاد السوفيتي للتأكد من أنه لن يلقى المصير نفسه. وهو ما دفعه لسحق الاحتجاجات التي قادها الطلاب، بلا رحمة عام 1989، والتي خرج فيها الملايين، لا المئات فقط، إلى الشوارع.


وتقول الصحيفة "إن النظام الصيني تعلم من تلك التجربة أيضاً، وصقل وسائل القمع الأخرى. وتنتقد الاحتجاجات الحالية سياسة مرتبطة بالرئيس الصيني شي جين بينغ بالاسم، بل وهناك دعوات لرحيله، وهو أمر مدهش. وعلى عكس مظاهرات عام 1989، لا دلائل على وجود انشقاقات في قمة السلطة، كما أن الإنفاق على الأمن الداخلي يستنزف ميزانية الصين العسكرية الضخمة، والتقدم التكنولوجي جعل المراقبة أكثر شمولاً.

وعلى الرغم من أن عمليات الشرطة والرقابة الشديدة ربما تكون قد تسببت باضطرابات في الوقت الحالي، إلا أن أنباء وفاة الزعيم السابق جيانغ زيمين، قد تعقد الأمور، إذ غالباً ما أدى رحيل القادة الصينيين إلى تحركات شعبية.

ويذكر أنه عام 1989، عجّل موت الزعيم هو ياوبانغ بخروج الاحتجاجات المؤيدة للإصلاح التي بدأت في ميدان تيان أن مين.

ولا تستبعد الصحيفة أن تشكل وفاة جيانغ وسيلة لتوبيخ للسلطات الحالية، لأنه كان يمثل فترة القيادة الجماعية بدلاً من حكم الفرد القوي، عندما كانت الصين تتمتع بنمو اقتصادي سريع وانفتاح على العالم، وهو ما يناقض الوضع الآن تحت حكم الرئيس شي جين بينغ.

وتخلص "غارديان" إلى أنه سواء اشتعلت الاحتجاجات مجدداً في الأيام أو الأشهر المقبلة، أم كان لها تأثير واضح وفوري على الحزب وسياساته، فليست النتائج المقياس الوحيد لأهميتها. وعلى المدى الطويل، قد تساعد في فتح رؤية بديلة للصين، أمام الشباب بشكل خاص، وخلق شعور بإمكانيات العمل الاجتماعي في المستقبل. ولا تؤدي الشرارات دائما إلى اندلاع حريق كبير، إلا أنها قد تشعل فتيلاً لا يمكن إخماده بسهولة.