المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الجمعة 2 ديسمبر 2022 / 16:38

وثيقة سرية عن خامنئي... "الباسيج" ضعيف والإيرانيون لم يعودوا خائفين

كشفت وثيقة سريّة أعدتها وكالة أنباء "فارس" للقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي حصرًا، أن المرشد الأعلى على خامنئي أكد أن "الاحتجاجات لن تنتهي قريباً"، منتقدًا "ضعف قوات الباسيج، والإخفاقات في الحرب الإعلامية" ضد المتظاهرين.

من وجهة نظر النظام "كان الإنجاز الأكبر للانتفاضة الشعبية هو أن "المواطنين لم يعودوا يخشون القوات العسكرية والشرطة"

والوثيقة المكوّنة من 123 صفحة، والتي نشرها موقع "إيران إنترناشونال" المعارض، هي من بين الوثائق التي حصلت عليها مجموعة القرصنة الإيرانية المعارضة "بلاك ريوارد"، بعد اختراقها وكالة أنباء "فارس نيوز" مساء الجمعة، وهي أقوى وكالة أنباء تابعة لـ "الحرس الثوري".

ووفقًا للتقرير الذي نشره الموقع، قال خامنئي لمسؤولي الأمن والمخابرات: "نحن في حرب، ووسائل الإعلام هي إحدى الأدوات التي نستخدمها في هذه الحرب. لماذا نحن بطيئون في هذا؟ على المسؤولين الأمنيين استخدام الأداة الإعلامية بالشكل المناسب. فأعمال الشغب هذه لن تنتهي في أي وقت قريب".


كما أعرب خامنئي ومعدو الوثيقة عن "قلقهم من أن الشعب الإيراني لا يصدق أن العدو الأجنبي متورط في الاحتجاجات، وتمّ التأكيد على ضرورة القيام بشيء لجعل المواطنين يعتقدون أن الاحتجاجات من عمل الأجانب".

تشويه سمعة مولوي عبد الحميد
كما تتضمّن الوثيقة اقتباسات مختلفة لمسؤولين نقلًا عن خامنئي، فيما يتعلق بالأزمة الأخيرة في مقاطعة سيستان بلوشستان، حيث جرى اعتقال مولوي عبد الحميد زعيم السنة في سيستان وبلوشستان.

وكشفت الوثيقة أن خامنئي انتقد السلطات بسبب تعاملها مع الوضع، خاصة الرئيس إبراهيم رئيسي، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني لعدم المبادرة في هذا الشأن.

ووفقًا للوثيقة السرية، قال خامنئي: "ينبغي التسامح مع مولوي عبد الحميد، لكن مع تشويه سمعته من قبل النظام، وسحب قدراته بمرور الوقت"، محذراً من أنه سيتعيّن على مكتبه "تولّي الأمر بنفسه، إذا لم يتمكن المسؤولين من حلّ المسألة".

الباسيج ضعيف

كما نقلت الوثيقة عن غلام علي حداد عادل، أحد مستشاري خامنئي، قوله في اجتماع مع مسؤولين آخرين، إن خامنئي "انتقد صمت المتشدّدين، والعديد من أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس خبراء القيادة، وممثلي الحكومة، حيال الاحتجاجات، وأنهم لم ينشروا حتى تغريدة واحدة".

كما أوردت اقتباسات من المرشد الإيراني تدل على قلقه من عدم فاعلية نظام القمع، حيث سأل خامنئي: "أين كانت قوات الباسيج أثناء الاضطرابات الأخيرة؟ كان من المفترض أن يظهر وجودهم في المحافظات، إذا كانت قوية وموحدة".

ووفقًا للوثيقة، قال عادل للمرشد إن "حشد الباسيج قد ضعف، وفقد قوته على التعبئة، وبات غير قادر على إنهاء الاحتجاجات".

خلاف قاليباف ورئيسي
وتحدّثت الوثيقة ايضًا عن "الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف الذي انتقد رئيس الحكومة.

وذكرت أن سياسيين مقرّبين من الحكومة غير راضين عن لقاء قاليباف بخامنئي "لأنه استغل هذه الفرصة لانتقاد الحكومة".

وبحسب الوثيقة، قال قاليباف لخامنئي إن "الحكومة ليست لديها خطة وهدف في العمل، ولا يمكنهم اتخاذ القرارات، فهم مرتبكون. نحن نذهب لمساعدتهم لكنهم لا يدركون". في المقابل، أكد خامنئي "افتقار الحكومة إلى الخطة وبطئها وترددها".

الشعب لم يعد خائفًا
ووفقًا للوثيقة، فانه من وجهة نظر النظام "كان الإنجاز الأكبر للانتفاضة الشعبية هو أن "المواطنين لم يعودوا يخشون القوات العسكرية والشرطة".

كما نقلت عن خبراء قولهم إن استمرار الانتفاضة الشعبية وزيادة خسائر القوى العاملة، "يقوّض هيبة وسلطة النظام، وأن إعادة بنائها تتطلب وقتاً".

كما ورد في هذه الوثيقة أن "بعض المسؤولين الإيرانيين المقيمين في الخارج، أبلغوا المسؤولين المحليين أن الجمهور خارج البلاد أصبح يعتقد أن النظام الإيراني في حالة من الفوضى وأن مستقبله غامض".