احتجاجات في إيران (أرشيف)
احتجاجات في إيران (أرشيف)
الأحد 4 ديسمبر 2022 / 10:04

مقتل 200 محتج إيراني ورئيسي يشيد "بالحريات"

أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس السبت، بالجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها ضامناً للحقوق والحريات، ودافع عن النظام الحاكم وسط حملة قمع للاحتجاجات المناهضة للحكومة تقول الأمم المتحدة إنها أودت بحياة أكثر من 300 شخص.

وفي غضون ذلك، قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن 200 شخص، منهم أفراد من قوات الأمن، لقوا حتفهم خلال الاضطرابات، وهو رقم أقل بكثير مما ذكرته الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.

وانطلقت شرارة الاحتجاجات المستمرة للشهر الثالث الآن بسبب وفاة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق التي تطبق قواعد الحجاب الإلزامي الصارمة.

وتحولت المظاهرات إلى انتفاضة شعبية من الإيرانيين الغاضبين من مختلف فئات المجتمع في أحد أكثر التحديات جرأة للقيادة الدينية منذ ثورة 1979.

وتم تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر على ما يبدو هدم السلطات منزل عائلة المتسلقة إلناز ركابي، التي أثارت ضجة بعد مشاركتها في مسابقة دولية في كوريا الجنوبية بدون ارتداء الحجاب في أكتوبر (تشرين الأول).

وأكدت ركابي فيما بعد أنها لم تتعمد ذلك، لكن ما حدث اعتُبر عى نطاق واسع إبداء لدعمها للاحتجاجات.

ونقلت وسائل إعلام رسمية، السبت، عن رئيس السلطة القضائية في إقليم زنجان بشمال غرب البلاد قوله إن حكم هدم المنزل صدر قبل 4 أشهر لأن الأسرة لم تحصل على تصريح بناء.

وردد محتجون لم يهابوا القمع الوحشي شعارات مناهضة للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وطالبوا مراراً بإنهاء الحكم الإسلامي.

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تجدد الاحتجاجات في وقت متأخر من مساء أمس السبت في بعض المناطق بالعاصمة طهران، بما في ذلك منطقة هفت حوض في الشرق، حيث يمكن سماع المتظاهرين وهم يهتفون "القاتل خامنئي يجب إعدامه".

ولم يتسن التحقق من اللقطات على الفور.

وتنحي السلطات باللائمة في هذه الانتفاضة على أعداء أجانب منهم الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل.

وقال رئيسي في كلمة ألقاها أمام أعضاء البرلمان، نقلاً عن محام أفريقي لم يذكر اسمه قال إنه التقى به قبل سنوات: "تمتلك إيران الدستور الأكثر تقدماً في العالم" لأنه يجمع بين "المثل العليا والديمقراطية".

وأضاف "الدستور يضمن (وجود) النظام الإسلامي"، ويضمن أيضاً "الحقوق الأساسية والحريات المشروعة".

وقال مجلس الأمن القومي الإيراني إن 200 لقوا حتفهم خلال "أحداث الشغب" الأخيرة.

ونُقل عن أمير علي حاجي زادة القائد البارز في الحرس الثوري قوله، يوم الإثنين، إن 300 شخص بينهم أفراد من قوات الأمن قتلوا في الاضطرابات التي وقعت في الآونة الأخيرة.

وكان جاويد رحمن، وهو خبير مستقل معين من الأمم المتحدة لشؤون إيران، قال يوم الثلاثاء إن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم في الاحتجاجات بينهم أكثر من 40 طفلاً.

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنه حتى أمس الأول الجمعة قتل 469 متظاهراً بينهم 64 قاصراً.

وأضافت أن 61 من قوات الأمن الحكومية لقوا حتفهم أيضاً.

ويُعتقد أنه تم اعتقال ما يصل إلى 18210 محتجين.

ودعا مولاي عبدالحميد، وهو رجل دين سني بارز في الجمهورية الإسلامية التي يحكمها نظام شيعي، إلى الكف عن قمع الاحتجاجات من خلال الاعتقالات والقتل، وإجراء استفتاء على تغيير نظام الحكم في إيران.

وقال في أواخر نوفمبر(تشرين الثاني): "يظهر احتجاج الشعب أن سياسات الثلاثة والأربعين عاماً الماضية وصلت إلى طريق مسدود".