الرئيس الصيني شي جين بينغ والمستشار الألماني أوف سولتز.(أرشيف)
الرئيس الصيني شي جين بينغ والمستشار الألماني أوف سولتز.(أرشيف)
الإثنين 5 ديسمبر 2022 / 23:29

تقرير مسرّب: الصين وألمانيا تعززان علاقاتهما بـ"طريق حرير بحري"

يبحث ميناء هامبورغ وشريكه الصيني المملوك للدولة في إقامة مشاريع شحن مشتركة من نوع "طريق الحرير" في اليونان وبولندا وأجزاء أخرى من أوروبا، وفقاً لتقرير حكومي ألماني تم تسريبه.

الحوار والتعاون يجب أن يمتد إلى ما وراء منطقة الراحة الديمقراطية

وكان المستشار أولاف شولتز وافق في أكتوبر (تشرين الأول) على بيع حصة بنسبة 25 في المائة في إحدى محطات الميناء إلى شركة كوسكو الصينية العملاقة، متجاوزاً اعتراضات ستة من وزرائه بأن ذلك سيعزز نفوذ بكين على البنية التحتية الحيوية في ألمانيا.

وتمتلك "كوسكو" بالفعل ميناء بيرايوس بالقرب من أثينا، وهو الأكبر في اليونان، وأجزاء كبيرة من ست محطات موانئ أوروبية مزدحمة أخرى، بما في ذلك واحدة في بلباو في إسبانيا وأخرى في زيبروج وأنتويرب ببلجيكا.

وأفادت صحيفة "تايمز" البريطانية أن وزارة الاقتصاد الألمانية تعتقد أن الشركة الصينية تهدف الآن إلى إقامة "شراكة استراتيجية" مع هيئة ميناء هامبورغ (HHLA) وتوسيع عملياتها في بحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط، حسبما أفاد الإذاعة العامة.

 وتضيف أن الخطط المختلفة قيد الدراسة تتضمن حصول سلطات مرفأ هامبورغ على موطئ قدم في بيرايوس أو في العطاءات الألمانية الصينية المشتركة لمحطات الموانئ على ساحل بولندا، مثل غدينيا أو غدانسك، على رغم من أن ميناء هامبورغ نفى أنه كان يفكر في الاتفاق البولندي المشترك.

طريق الحرير الجديد
ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف النهائي للمشروع هو توسيع "طريق الحرير الجديد" لطرق التجارة الصينية عبر أوروبا، والتي تشمل دويسبورغ، وهي ميناء نهري مهم للمناطق الصناعية في ألمانيا، وعدداً من الموانئ في فرنسا المملوكة جزئيًا لمجموعة شركة شحن صينية منفصلة تسمى CMP.
ونقلت الإذاعة عن التقرير الداخلي قوله: "الصين تحاول تحقيق وجود دائم في النقاط الاستراتيجية في البنية التحتية البحرية العالمية".

خلافات ألمانية
وخرجت الى العلن أخيراً خلافات كبيرة داخل الحكومة الألمانية حول كيفية التعامل مع الصين، وعلى وجه الخصوص حول أنواع البنية التحتية الألمانية التي يجب السماح للشركات الصينية بشرائها.

واقترحت مسودة استراتيجية للصين وضعتها وزارة الخارجية التي يتزعمها حزب الخضر ويتوقع مراجعتها ونشرها بالكامل العام المقبل، زيادة التركيز على انتقاد انتهاكات بكين لحقوق الإنسان وتقييد دعم الدولة للاستثمارات الألمانية في الصين.

ومع ذلك، لا يزال المستشار أكثر تكتماً. وخلال زيارته القصيرة لبكين قبل شهر، سار شولتز على خط رفيع بين إثارة المخاوف بشأن العديد من القضايا الصعبة، بما في ذلك دعم الصين لروسيا وتصميمها على السيطرة على جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، مع محاولته إحياء التعاون في التجارة وتغيّر المناخ.

في مقال طويل نُشر في مجلة "فورين أفيرز" في نهاية الأسبوع ، كتب شولز أن "الحوار والتعاون يجب أن يمتدا إلى ما وراء منطقة الراحة الديمقراطية".