هانتر ووالده الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
هانتر ووالده الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الخميس 8 ديسمبر 2022 / 14:16

بعد "فضيحة" هانتر بايدن...على ماسك كشف الحقيقة

24- طارق العليان

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها إن كشف ايلون ماسك بريد اإلكتروني داخلي عن الرقابة داخل تويتر في 2020 يستحق الاهتمام، حتى لو نبذتها وسائل الإعلام السائدة.

وقالت "وول ستريت جورنال": "ستكون هناك خيوط كثيرة علينا أن نفك تشابكها بالتزامن مع الافصاح عن المزيد من الأخبار". 

وشددت الصحيفة على أهمية نقطتين، أولاهما أن ماسك سيسدي خدمة للبلاد بإفصاحه عن كل المستندات دُفعةً واحدة لتيحقق منها كل من أراد. وحتى الآن، كشف ماسك واحدةً تلو الأخرى عبر حساب الصحافي مات تايبي على تويتر، ما يسهل على وسائل الإعلام ادعاء أنها لا تستطيع نقل أنباء عن مستندات لأنها لا تستطيع التأكد منها بشكلٍ مُستقل.
أما النقطة الثانية، فهي التي سيحتفي بها النائب رو خانا الديمقراطي التقدمي عن كاليفورنيا الذي حذَّرَ تويتر في 2020 من تداعيات تقويض حرية التعبير وردة الفعل السياسية العنيفة على حظر قصة صحيفة "نيويورك تايمز" عن كمبيوتر هانتر بايدن المحمول. كانت تلك نصيحة سديدة، رغم أن تويتر لم تعمل بها.

دور محوري للجواسيس
وثمة نقطة ثالثة هي تأكيد الدور المحوري للجواسيس السابقين في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، الذين وضعوا القصة عن هانتر بايدن في إطارٍ سهل على تويتر وفيس بوك تبرير حظرها.

وتابعت الافتتاحية "علينا ألا ننسى أن المسؤولين الديمقراطيين السابقين في المخابرات، جيمس كلابر، وجون برينان، كانا على رأس عملاء المخابرات الذين أصدروا بياناً عاماً يشير إلى أن الكمبيوتر المحمول ربما تعرَّض للاختراق وأن محتواه كان معلومات روسية مضللة. وفي 16 أكتوبر(تشرين الأول) 2020، قال كلابر لشبكة سي أن أن، إن المسألة برمتها عملية تقليدية من عمليات روسيا السوفيتية. وفي 19 أكتوبر(تشرين الأول)، أصدر 51 عميل مخابرات سابق بيانهم زاعمين أن وصول الرسائل الإلكترونية تنطوي على جميع السِمات الكلاسيكية في معلومات روسية".

وأضافت الافتتاحية "نعلم الآن أن مزاعم كلابر برينان كانت معلومات مُضللة، وأن الكمبيوتر المحمول كان أصلياً ولم يكن جزءاً من عملية روسية. وأجرت شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية أخيراً تحليلاً جنائياً، وخلصت إلى أنه كمبيوتر حقيقي".

تجاهل القصة

غير أن مزاعم الجواسيس أعطت وسائل الإعلام عذراً لتجاهل قصة هانتر بايدن، وغضت الطرف على طوني بوبولينسكي الشريك التجاري السابق لهانتر، الذي خرج بتصريح على الملأ قبل الانتخابات أكدَ فيه كثيراً من محتوى الكمبيوتر المحمول مدعوماً بوثائق على شكل رسائل نصية عديدة.

ومضت الصحيفة تقول: "درسنا هذه الرسائل بأنفسنا وقتها، وتحدثت مراسلتنا كيمبرلي ستراسل مع بولولينسكي، وسجلت تصريحاته كلها رسميا ًقبل الانتخابات. وكتبنا أيضاً افتتاحية تناولت الموضوع. لكن بقية الصحف كلها تقريباً، إما تجاهلت الخبر، وإما هاجمته".

وتشمل وثائق تويتر التي نشرها تايبي جزءاً مما يبدو أنه مذكرة من جيمس بيكر، نائب المستشار العام لشركة تويتر، جاء فيها "أؤيد الاستنتاج الذي مفاده أننا في حاجة إلى مزيد من الحقائق لمعرفة إذا تعرضت المواد للقرصنة. ولكن، في هذه المرحلة، من المعقول أن نفترض أنها تعرضت للقرصنة وأن الأمر يقتضي الحذر".

وتابع قائلاً: "هناك بعض الحقائق التي ترجح قرصنة المواد، وهناك حقائق أخرى تشير إلى أن جهاز إما تُرِكَ بلا رقيب، وإما أن صاحبه سمح لمحل صيانة بالولوج إليه تلبيةً لبعض الأغراض على الأقل. إننا في حاجة إلى مزيد من المعلومات ببساطة".

وبالتزامن مع اقتراب الانتخابات، صب كل تأخير في صالح حملة بايدن التي كانت تحاول طمس خبر هانتر بايدن الذي أثار تساؤلات عن معرفة جو بايدن بصفقات هانتر. وبادرت تويتر إلى طمس الخبر عبر منصتها، حتى أنها علقَت حساب صحيفة "نيويورك بوست".

وذكرت الافتتاحية أن بيكر كان المُستشار العام للمدير جيم كومي في مكتب التحقيقات الفيدرالي أثناء فضحية فشل التواطؤ الروسي في 2016. وكان جهة الاتصال الرئيسية لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي مع مايكل ساسمان، محامي حملة كلينتون الذي نشرَ أكاذيب عن حملة ترامب وصلتها بشركة ألفا بنك للخدمات المصرفية. 

ربما أثرت علاقات بيكر بمسؤولين سابقين في المخابرات وقعوا بيان "عملية المعلومات الروسية"على مذكرته على تويتر وقرار فرض الرقابة. ومن المرجح أن تكون مادةً خصبة وثرية في جلسات استماع جمهورية في مجلس النواب عن دور مكتب التحقيقات الفيدرالي في قصة هانتر بايدن.

فساد سياسي
واكدت الافتتاحية "لا بد أن اختراق مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين في المخابرات للدورتين الانتخابيتين الأخيرتين أثارَ قلق الأمريكيين من اليمين واليسار على حدٍ سواء. فهم لديهم سلطة الوصول إلى المعلومات التي يتعذر على الصحف التثبُّت منها، ما يجعل رواياتهم، حقائق لا سبيل لإنكارها. وهذا شكل من الفساد السياسي الذي تقتضي الضرورة كشفه، وربما تساعد مستندات تويتر على إماطة اللثام عن القصة".