الخميس 8 ديسمبر 2022 / 22:23

كيف يستغل الديمقراطيون أسابيعهم الأخيرة في السلطة؟

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير الضوء على الأسابيع الأخيرة للديمقراطيين في السلطة، مشيرة إلى أنه من المؤكد أن نجاح الحزب الديمقراطي في الحصول على المقعد الـ51 في مجلس الشيوخ في جولة الإعادة في جورجيا الثلاثاء هو أمر مهم، لكنه لن يفعل شيئاً لتجنب حدوث تحول وشيك في البيئة السياسية الوطنية، حيث أنه في 3 يناير (كانون الثاني)، سيتولى الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب لعامين إن لم يكن أكثر، قبل أن يتمتع الديمقراطيون مرة أخرى بسلطة سن تشريعات رئيسية.

وبحسب الصحيفة، تُعرف هذه الفترة بين الانتخابات وانتقال السلطة بـ"جلسة البطة العرجاء"، وفي السنوات الأخيرة غالباً ما يكون الكونغرس خلال هذه الفترة أكثر إنتاجية، فكيف سيستفيد الديمقراطيون من هذا؟

عرضت الصحيفة بعض الأولويات التشريعية الأكثر إلحاحاً على جدول أعمال الحزب والتي يمكن تحقيقها دون خوف من التعطيل الجمهوري في مجلس الشيوخ، وهي:

1- الحفاظ على عمل الحكومة والنظام المالي العالمي
يترقب الكونغرس الموعد النهائي في 16 ديسمبر (كانون الأول) لإقرار الميزانية للسنة المالية 2023. وإذا لم يتم ذلك، فقد تضطر الحكومة إلى الإغلاق كما فعلت في 2013 ومرتين في 2018، ما يحرم مئات الآلاف من موظفي الحكومة من الأجور ويعطل الخدمات العامة.

لكن التهديد الأكثر إلحاحاً، كما تقول الصحيفة، هو أن الجمهوريين سيرفضون رفع الحد الأقصى للأموال التي يمكن للحكومة اقتراضها، وهو ما يتعين على الكونغرس فعله في كثير من الأحيان لتمويل الميزانية التي وافق عليها. وإذا وصلت الحكومة إلى سقف الديون، وهو ما قد يحدث في أوائل العام المقبل، إذ من الممكن أن تفقد في النهاية قدرتها على تسديد مدفوعات الديون وتضطر لأول مرة إلى التخلف عن السداد، ما قد يكون له آثار كارثية على الاقتصاد العالمي.

وبحسب المدير السابق لمكتب الإدارة والميزانية ومكتب الميزانية في الكونغرس بيتر أورزاج ، فإن أمام الديمقراطيين خياران لتجنب الأزمة المالية، وهما: "كسب عدد كافٍ من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لتشكيل أغلبية مانعة من التعطيل لرفع سقف الديون، أو زيادة من جانب واحد من خلال عملية المصالحة التي تتطلب 50 صوتا فقط".

وكتب أورزاج في صحيفة "واشنطن بوست" يقول: "يجب على أي ديمقراطي يكره إجراء مثل هذا التصويت المؤلم الآن أن يفكر في مقدار النفوذ الذي سيخسره الحزب بمجرد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، وإلى أي مدى ستكون مخاطر التخلف عن السداد أعلى في ذلك الوقت".

2- منع تكرار كارثة 6 يناير
ومن الأولويات التي يجب على الديمقراطيين الالتفات إليها نزاهة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، إذ يجب تحديث قانون العد الانتخابي، وهو قانون عام 1887 يحكم إجراءات عد الهيئة الانتخابية، خاصة بعد أن أصبحت لغة القانون الغامضة الأساس القانوني لمحاولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وبلغت ذروتها في هجوم 6 يناير (كانون الثاني) على مبنى الكابيتول.

ويحظى إصلاح القانون لمنع مثل هذه المخططات بدعم الحزبين، فبحسب الصحيفة، وقع ما يقرب من 40 عضواً في مجلس الشيوخ من بينهم 16 جمهورياً، على مشروع قانون تم تقديمه في مجلس الشيوخ خلال الصيف، وأقر مجلس النواب مشروع القانون الخاص به في سبتمبر (أيلول) الماضي، مشيرة إلى أن الكونغرس بحاجة إلى تمرير هذا الإصلاح الشامل الآن، عندما يكون لديه أغلبية راغبة في كلا المجلسين وقبل أن يدلي أي شخص بصوته في عام 2024.

3- إصلاح نظام الهجرة
وفيق ملف الهجرة، تلفت الصحيفة إلى أنه بعد عامين تقريباً من اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن لأكبر إصلاح شامل للهجرة منذ إدارة الرئيس رونالد ريغان، لم يحرز الديمقراطيون تقدماً يُذكر في هذه القضية. ولكن هذا الأسبوع، كانت هناك علامات على انفراج محتمل عندما ورد أن اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين صاغوا إطاراً للتشريع الذي من شأنه أن يخلق مساراً للحصول على الجنسية لمليوني متلقي من مشروع DACA وتحسين نظام اللجوء.

في المقابل، يحتوي المشروع أيضاً على أحكام لتسريع ترحيل المهاجرين الذين يفشلون في التأهل للحصول على اللجوء والاستمرار في استخدام الباب 42، وهو أمر طارئ للصحة العامة في عهد ترامب يقيد الحق في طلب اللجوء.

4- الحرب على المخدرات
وتشير الصحيفة إلى أنه مع ارتفاع حالات الوفيات جراء الجرعات الزائدة وانقلاب الرأي العام ضد الحرب على المخدرات، يقول مؤيدو إصلاح قانون المخدرات إنه قد يكون هناك فرصة للكونغرس لإنقاذ الأرواح من خلال تمرير تدابير من الحزبين مثل قانون معالجة الإدمان، والتي من شأنها زيادة الوصول إلى الأدوية المستخدمة لعلاج المواد الأفيونية.

كما ذكرت الصحيفة مشروع قانون آخر يسمى قانون المساواة، والذي من شأنه أن ينهي التفاوت في الأحكام الفيدرالية بين جرائم استخدام وتجارة المخدرات مثل الكوكايين.

5- مواجهة فيروس كورونا
طلبت إدارة بايدن الشهر الماضي من الكونغرس 9 مليارات دولار إضافية لتمويل استجابتها لوباء الفيروس التاجي، الذي لا يزال يقتل أكثر من 280 أمريكياً يومياً  ولا يزال سبباً رئيسياً للوفاة في الولايات المتحدة.


وسيخصص جزءاً من هذه المليارات للبحوث والدراسات في مصدر الوباء، وضمان استمرار الوصول إلى اللقاحات والعلاجات، والتي أصبحت بعيدة عن متناول المزيد والمزيد من الأمريكيين غير المؤمن عليهم مع نضوب الأموال الفيدرالية.

كما سيتم تخصيص حوالي 5 مليارات دولار لإنشاء برنامج Warp Speed، لتطوير الجيل التالي من العلاجات واللقاحات، مثل بخاخات الأنف التي يمكن أن تمنع المزيد من الإصابات بفيروس كورونا والمقاومة للمتغيرات التابعة له.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالاقتباس عن مقال للكاتب كالميس في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" يقول فيه: "يجب أن نستمتع بهذه الأسابيع القليلة التي يمر بها الحزبان بينما يتأرجح الكونغرس عند حبل النهاية.. لن نرى الكثير من ذلك خلال العامين المقبلين".