دورية عسكرية أمريكية بريف حلف (أرشيف)
دورية عسكرية أمريكية بريف حلف (أرشيف)
الإثنين 26 ديسمبر 2022 / 12:51

البنتاغون يصعد عسكرياً ضد داعش في سوريا

24 - أحمد إسكندر

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها كثفت غاراتها على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، ونفذت ما يقرب من 12 مروحية عمليات جوية وأخرى برية لقتل أو القبض على كبار نشطاء التنظيم.

وقال الجيش الأمريكي في مطلع ديسمبر(كانون الأول) إنه نفذ ما لا يقل عن 10 عمليات وغارات، وفقا لمسؤولين في القيادة المركزية الأمريكية، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال.

وقال متحدث باسم القيادة إن ذلك شمل 3 عمليات مع قوات سوريا الديمقراطية (حليف الولايات المتحدة في سوريا) أدت إلى اعتقال 6 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي.

وأدت تلك المداهمات إلى ما وصفه الجيش بأنه مسؤول إقليمي كبير في تنظيم داعش الإرهابي يُدعى الزبيدي.

وقال مسؤولون عسكريون إن 8 غارات أخرى، من بينها 7 في وقت سابق هذا الشهر وواحدة أخرى في أوائل أكتوبر(تشرين الأول) قتلت أو ألقت القبض على نشطاء آخرين من التنظيم.

وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن القيادة المركزية نفذت غارات إضافية في سوريا، لكن مسؤولي القيادة امتنعوا عن تقديم تفاصيل عن أي من الغارات الأخرى.

وقال مسؤولون إن "الغارات البرية والعمليات الأخرى تبقي تنظيم داعش في حالة تأهب لكنها لا تخلو من المخاطر".

وقال الجيش إن المداهمات ستخرج بشكل عام من ساحة المعركة القادة الإقليميين أوالمحليين الذين يعتقد المسؤولون العسكريون أنهم يلعبون أدواراً في التخطيط وتنفيذ الهجمات، ومعظمها في المناطق الريفية ضد قوات الأمن المحلية في المنطقة.

وحذر خبراء ومسؤولون أمريكيون سابقون من أن الغارات وحدها لا يمكن أن توقف توسع الحركة في سوريا، لا سيما خلال أزمة اقتصادية حادة وتسوية سياسية متوقفة لحل الحرب المستمرة منذ 12 عاماً.

قال الباحث من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمسؤول السابق في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الذي أشرف على السياسة السورية في إدارة ترامب أندرو تابلر، إن الولايات المتحدة "تقوم بمزيد من الضربات لأنها مضطرة لذلك". سبب تنامي التهديد هو المشاكل الاقتصادية وعدم وجود تسوية".

وأضاف أنها "(الولايات المتحدة) تتجاهل الجزء الأول، وتعتمد بدلاً من ذلك على الضربات كنوع من العلاج باستخدام الطائرات بدون طيار".
ونمت الجماعة داخل العراق وسوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011 وحافظ تنظيم داعش، الذي خسر معظم أراضيه بحلول عام 2017 على القدرة على القيام بعمليات إرهابية في سوريا والعراق بما يصل إلى 1800 مقاتل في سوريا وأكثر من 8 آلاف في العراق بحسب تقديرات غير سرية ومسؤولين عسكريين. قال مسؤولون عسكريون إن تعقيد هجمات التنظيم تضاءل بمرور الوقت، ومنذ عام 2019 يستخدم التنظيم عدداً أقل من العبوات الناسفة.

لكن المشاكل التي يطرحها تنظيم داعش لا تزال حادة وسوريا تعتبر موطن لما يقرب من 30 مركز احتجاز يأوي الآلاف من المقاتلين المسجونين وقال مسؤولون إن المخيمات القريبة تضم نحو 56 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال المرتبطين بالمقاتلين المسجونين، ولا يزالون عرضة لتسلل تنظيم داعش إلى التطرف ولا تزال الجماعة الإرهابية قادرة على تنفيذ هجمات على القوات الأمريكية وحلفائها، فضلاً عن حشد المقاتلين.

وقال رئيس القيادة المركزية ومقرها تامبا بولاية فلوريدا الجنرال إريك كوريلا، للصحفيين: "بينما تدهورت داعش بشكل كبير في العراق وسوريا، فإن التنظيم يحتفظ بالقدرة على القيام بعمليات في المنطقة ونعلم أن المجموعة لديها الرغبة في الضرب خارج المنطقة".

قال مسؤولون إنه على الرغم من التهديد الإقليمي المتزايد، فإن الجماعة الإرهابية لا تشكل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة لكنهم أشاروا إلى أن آخر مرة ظهر فيها تنظيم داعش كتهديد كبير في عام 2014 حدث ذلك بسرعة كبيرة، على مدار أسابيع.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بحوالي 1000 جندي أمريكي في مواقع مختلفة داخل سوريا وقال مسؤولون إن الهجمات الصاروخية والهجمات الأخرى هي تذكير منتظم بالأخطار التي يشكلها تنظيم داعش الإرهابي.