الجمعة 30 ديسمبر 2022 / 15:39

وفاة فيفيين ويستوود "امبراطورة البانك" وأحد أبرز أسماء عالم الموضة

رحلت مصممة الأزياء البريطانية الشهيرة فيفيين ويستوود، "امبراطورة البانك" المعروفة بتصميماتها الغريبة، بعد مسيرة استمرت أكثر من نصف قرن جعلت فيها من الموضة منصة للرسائل السياسية.

وكانت قد أطلّت ويستوود لإلقاء التحية على الجمهور في ختام عرض أزياء لدارها في باريس في مارس (آذار) 2022. وظهرت في هذا الحدث بشعر رمادي، مربوط بتسريحة كعكة أنيقة، ومنتعلة أحذية ضخمة بكعب عال، لتكون وفية لصورتها كمصممة جريئة حرّكت وحتى صدمت عالم الموضة مرات عدة.

مع ذلك، في عام 2016، تنحّت عن الإدارة الفنية لعلامتها التجارية وأسندتها إلى زوجها أندرياس كرونتالر، وهو نمسوي يصغرها بربع قرن. وقد شكّل ذلك تغييراً في الشكل لكنه وفّر استمرارية السمات التقليدية التي طبعت علامة ويستوود التجارية: متمردة، جريئة وملتزمة. وهي قالت لصديقها إيان كيلي الذي شاركته في كتابة سيرة ذاتية نُشرت في عام 2014، "إن الدفاع عن الأفكار يجعلني سعيدة".

من هي "إمبراطورة البانك"؟
فيفيين مولودة في 8 أبريل (نيسان) 1941 في إحدى بلدات مقاطعة دربيشاير البريطانية، واسمها الأصلي فيفيين سواير (ويستوود هو اسم شهرة زوجها الأول الذي استمر زواجها منه أربع سنوات). وهي الابنة الكبرى في عائلة متواضعة تضم ثلاثة أبناء.

غادرت منطقتها الأم في سن السابعة عشرة إلى لندن حيث درست الموضة. وقد كان للقائها مع مالكولم ماكلارين، المدير المستقبلي لفرقة "سكس بيستولز"، تأثير جوهري على حياتها. فبدافع الرغبة نفسها في الانفصال عن جيل "السلام والحب" (شعار حركة الهيبيز)، بدأ الثنائي في صنع الملابس وافتتحا متجراً في شارع كينغز رود في عام 1970.


أزياء جريئة
وقد أثارت فيفيين ويستوود دهشة المارة في لندن حينها بأزيائها الجريئة التي تضمنت قمصاناً عليها رسائل إباحية وأحذية عالية الكعب وجوارب داخلية من الفينيل، ما فتح لها أبواب النجاح والشهرة.

كما أن قرب الثنائي من فرقة "سكس بيستولز" التي كانت تحقق رواجاً عالمياً من خلال أغنية "غاد سايف ذي كوين" ("حفظ الله الملكة")، رسّخ وجودهما في عالم البانك.

خلال هذه الفترة، صممت ويستوود قميصها الشهير بوجه الملكة إليزابيث الثانية. وفي عام 1981، نظمت عرض أزيائها الأول في لندن، والذي أطلقت عليه اسم "بايرتس" ("القراصنة").


ورغم ابتعادها على مر السنين عن تصميماتها الأكثر جرأة، حافظت ويستوود على ميلها إلى عالم البانك. وغالباً ما كانت ويستوود تكسر التقاليد والأصول، كما حدث في عام 1992 عندما تم تصويرها وهي تغادر قصر باكنغهام بدون ملابس داخلية. وحصل ذلك بعيد نيلها رتبة ضابط في الإمبراطورية البريطانية من جانب الملكة.

ولكن قبل كل شيء، تظل فيفيين ويستوود مصممة أزياء مسيّسة بشدة وصاحبة قناعات دافعت عنها على منصات عروض الأزياء. وكان الالتزام البيئي في صلب معاركها. وقد أدت دوراً ريادياً، خصوصاً مع دعوتها سنة 2008 قطاع الموضة إلى مراعاة تغير المناخ، وحضها المستهلكين على عدم شراء الملابس باستمرار، رغم توقف منتقديها عند تناقضات لديها في هذا المجال.