الأحد 1 يناير 2023 / 16:27

لماذا لا تحقق الأفلام والمسلسلات اليابانية نجاحاً عالمياً؟

لم يعد القطاع السينمائي الياباني "الموجّه نحو السوق المحلية" والذي يواجه نقصاً في التمويل، ينجح في استقطاب المواهب الشابة، على ما يلاحظ المخرج هيروكازو كورييدا الذي تعاون مع مخرجين شباب في مسلسل يُطرح قريباً عبر منصة نتفليكس.

واعتبر أنّ التصرفات والمواقف التي تنطوي على تعجرف وظروف العمل القاسية في المجال المرئي والمسموع المحلي، تحولان دون إنجاز إنتاجات يابانية تحظى بالنجاح العالمي نفسه الذي تحققه الأعمال الكورية الجنوبية.

رواتب متدنية ومستقبل مجهول
ويقول كورييدا في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنّ "البيئة االابتكارية لدينا ينبغي أن تتغيّر"، لافتاً إلى الرواتب المتدنية وساعات العمل الطويلة في المجال السينمائي، بالإضافة إلى أن المستقبل غير مضمون لمن يختار العمل في هذا المجال.

وقد نال المخرج هيروكازو كورييدا (60 عاماً) نال السعفة الذهبية في دورة عام 2018 من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "شوبلفترز" (Shoplifters). وعن قدرته على النجاح، قال: "ركّزت خلال مسيرتي على كيفية إتقان عملي، لكن عندما أنظر من حولي، أرى أن الشباب لم يعودوا يختارون العمل في المجالين السينمائي والتلفزيوني".

مسلسل على نتفليكس
وبهدف المساعدة على حلّ الأزمة القائمة في القطاع، تعاون مخرج "ستيل ووكينغ" (Still Walking) و"نوبادي نووز" (Nobody Knows) مع ثلاثة مخرجين شباب في مسلسل يُعرض في يناير (كانون الثاني) الجاري عبر نتفليكس. ويشيد بصفات زملائه الشباب وبمعلوماتهم الواسعة عن المعدات والتقنيات والتي تفوق معرفته في هذا الخصوص.

ويتألف مسلسل "ذي مكاناي: الطبخ لمنزل آل مايكو" (The Makanai: Cooking for the Maiko House) امن تسع حلقات، وهو مقتبس من إحدى قصص المانغا المصورة وتدور أحداثه في كيوتو (غرب اليابان) داخل مجموعة من فتيات الغيشا المبتدئات.

مقارنة مع الإنتاجات الكورية الجنوبية

وبينما تحظى الرسوم المتحركة اليابانية بشهرة كبيرة في مختلف أنحاء العالم، لا تحقق الأفلام والمسلسلات المُنتجة في الأرخبيل نجاحات في الخارج، مقارنة بالأعمال الكورية الجنوبية كمسلسل "سكويد غايم" أو فيلم "باراسايت" للمخرج بونغ جون-هو الذي دخل عام 2020 تاريخ السينما كأول فيلم غير منجز باللغة الإنكليزية يفوز بجائزة الأوسكار العامة لأفضل فيلم.

ولم تأبه حكومة كوريا الجنوبية بحجم النفقات الخاصة لدعم قطاعها السينمائي، مما أتاح تحقيق نجاحات عالمية كثيرة منذ عشرين عاماً، لكن "في الوقت نفسه، كانت اليابان تتوجّه نحو الداخل" لأنّ السوق المحلية كانت كافية لها، على ما يلاحظ كورييدا. ويرى المخرج الذي اختار أخيراً العمل خارج اليابان أنّ "ما حصل هو السبب الكامن وراء الفجوة" بين البلدين.

توفير ظروف عمل أفضل
وأوضح أن فيلم "ذي تروث" (2019) المُنجَز في فرنسا والذي تشارك فيه كاترين دونوف وجولييت بينوش، وفيلم "بروكر" (2022) الكوري الجنوبي والذي يتّخذ من الاتجار بالأطفال موضوعاً، أتاحا له تحديد الثغرات في السينما اليابانية بصورة أفضل.

وسبق أن دعا كورييدا ومخرجون يابانيون آخرون هذا العام إلى إنشاء مركز مماثل للمركز الوطني السينمائي في فرنسا، بهدف تعزيز التمويل الخاص بالإنتاجات السينمائية والتلفزيونية وتحسين ظروف العمل في المجال.