مدنيون في أحد مخيمات تندوف (أرشيف)
مدنيون في أحد مخيمات تندوف (أرشيف)
الثلاثاء 10 يناير 2023 / 16:11

انقسامات واحتقان.. مشروع بوليساريو على طريق التفكك

24 - أحمد إسكندر

يسود احتقان ينذر بالانقسامات في صفوف جبهة بوليساريو الانفصالية بعد أن انتقل الغضب من داخل مخيم تندوف إلى خارجه بسبب فساد القادة السياسيين والعسكريين، وهو ما لم يعد خافياً وينذر بتمرد مع تنامي حركة المعارضة الصحراوية التي سبق لها أن كشفت انتهاكات واسعة داخل المخيمات.

وحسب التيار المعارض الذي يتعرض للقمع وتكميم الأفواه في مخيمات تندوف أو خارجها وهو تيار في غالبه يبحث عن تسوية تنهي النزاع، فإن القادة النافذين اعتادوا التلاعب وشراء الولاءات للحفاظ على مكاسب كبيرة وعلى مصالحهم ونفوذهم بعيداً عن شواغل الصحراويين المحاصرين في المخيمات. 


أُسس هشة
وذكر تقريرل موقع هسبريس المغربي، أن ما يجري يسلط الضوء على أن الكيان "غير الشرعي" المسمى الجمهورية الصحراوية، قائم على أسس هشة من رحم نزاع مفتعل يلقي بثقله على الحركة نفسها التي رفضت مراراً وتكراراً مساع مغربية لتسوية النزاع على أساس حكم ذاتي تحت السيادة المغربية.

وحسب مصادر الموقع، اشتد الصراع بين قادة الجبهة قبل المؤتمر الذي يفترض أن ينتخب أميناً عاماً جديداً خلفاً لكبير الانفصاليين إبراهيم غالي، لكن لا يبدو أن الأخير مستعد للمغادرة أو بترتيبات داخلية عبر شراء الذمم والولاءات.

واتهمت ذات المصادر غالي بتوزيع السيارات رباعية الدفع على عدد من أتباعه لضمان الولاءات القبلية، خاصة أنه استهدف القبيلة الموالية لمنافسه البشير مصطفى السيد.

وأثارت تصرفات غالي غضب قيادات من بينهم البشير مصطفى، الذي وجه له انتقادات واتهمه بالاستقطاب بإغداق المال والهدايا على فئات بعينها بالإضافة للتلاعب بقوائم المؤتمرين بوضع أسماء من قبيلته في لائحة المصوتين، وحذف أسماء التي يتوجس من نتيجة تصويتها وهي على الأرجح أسماء ثقيلة وتحظى بالقبول.

وتسبب الوضع في فوضى في الندوة التحضيرية للمؤتمر، لكن المحيطين بغالي منعوا على كثير من المشاركين إدخال الهواتف مخافة توثيق الخلافات التي يحرص زعيم بوليساريو على منع ظهورها،  إلا أن متابعين لوضع الجبهة أكدوا في أكثر من مناسبة أن منصات التواصل الاجتماعي فضحت مراراً "صراع الأجنحة" المتنامي.



شهادات موثقة

وفيما مضى فضحت شهادات مقاتلين في الجبهة القيادة السياسية والعسكرية وإهدارها أموالاً ضخمة على الحفلات والمؤتمرات بينما يعاني مسلحوها التهميش وأوضاعا مالية صعبة ما أثر حسب بعضهم على معنوياتهم.

وتأتي هذه الشهادات بينما تعيش الجبهة الانفصالية انقسامات داخلية وعزلة خارجية بعد أن نجحت الدبلوماسية المغربية في سحب البساط من تحت أقدامها بعد اعترافات دولية وإقليمية بمغربية الصحراء رغم محاولة الجبهة تكميم الأفواه داخل المخيمات وعلى جبهات القتال لتفادي انهيار معنويات مسلحيها لكن هؤلاء تمكنوا بتسجيلات صوتية عبر مجموعة للتواصل، من فضح ما تحاول قيادتهم التكتم عليه.