طوربيد بوسيدون الروسي النووي (أرشيف)
طوربيد بوسيدون الروسي النووي (أرشيف)
الإثنين 16 يناير 2023 / 15:21

طوربيد بوسيدون النووي.. سلاح يوم القيامة في وحش البحر الروسي

24 - أحمد إسكندر

لم يكن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عما يُعرف باسم طوربيد بوسيدون في عام 2018 ضرباً من الخيال، حيث قال حينها إنه نوع جديد تماماً من الأسلحة النووية الاستراتيجية مزود بمصدر طاقة نووية خاص بها، لكنه تجاهل الحديث عن تطوير رؤوس نووية ستوضع على هذا الطوربيد المدمر.

قالت وكالة تاس الروسية للأنباء، نقلاً عن مصدر دفاعي لم تحدده، الإثنين،  إن "روسيا أنتجت أول رؤوس حربية نووية لتزود بها طوربيد بوسيدون الفائق لاستخدامه في غواصة بيلغورود النووية"، وبينت ان خبراء الجيش الروسي تمكنوا من صنع أولى ذخائر بوسيدون (رؤوس نووية معدلة عسكرياً)، لتتسلمها غواصة "وحش البحر" (بيلغورود) في المستقبل القريب.

ونقلت صحيفة جيورزاليم بوست عن تقارير أن روسيا تستعد لاختبار طوربيد بوسيدون النووي بشكل فعلي، في حين ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنها تجهل حتى اللحظة الكثير من المعلومات حوله.

مع العلم أن الغواصة الروسية بيلغورود يمكنها أن توصل 12 طوربيد إلى السواحل الشمالية من الولايات المتحدة، وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن "وزارة الدفاع الأمريكية ليس لديها حالياً أي معلومات عن اختبار طوربيد موجه روسي من طراز بوسيدون النووي، الأمر الذي من شأنه أن يغير الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة من التهديدات الروسية النووية المحتملة".

                                رسم توضيحي للطوربيد الروسي المدمر من طراز بوسيدون
وجاء البيان الأمريكي رداً على تقرير لصحيفة "لاريبوبليكا" قال إن استخبارات في حلف شمال الأطلسي حذرت الحلفاء من وجود الغواصة النووية الروسية بيلغورود فى بحر كارا بالقطب الشمالي، ومن المحتمل أنها اختبرت "الطوربيد الخارق".

وذكرت صحيفة "ذا تايمز"، أنه يمكن لروسيا اختبار السلاح في البحر الأسود، حيث تشن البحرية الروسية هجمات صاروخية باليستية على مواقع أوكرانية مختلفة.

من جانبها قالت صحيفة "برافدا" الروسية، إن مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني نفى التقارير الإعلامية التي أدت إلى زيادة ما وصفته بـ"إرهاب المعلومات" من روسيا، فيما تفيد التقارير بان السلاح الروسي طوربيد يمكن إطلاقه من غواصة ويمكنه قطع ما يصل إلى 6200 ميل بسرعة 56 عقدة وهو ما يزيد قليلاً عن 100 كيلومتراً في الساعة.

                   تحديثات روسية على الغواصة النووية بيلغورود المجهزة لحمل طوربيد بوسيدون
وصفت وسائل إعلام غربية الطوربيد الروسي بـ"سلاح يوم القيامة" حيث لا توجد معلومات مؤكدة عن حمولته النووية، ولكن تقديرات مختلفة تشير إلى أنها تتراوح بين 2 و100 ميغاطن، علماً أن كل ميغاطن يعادل 1000 كيلوطن، وللمقارنةً، فإن القنبلة التي أسقطتها الولايات المتحدة على ناغاساكي اليابانية في الحرب العالمية الثانية بلغت حمولتها 21 كيلوطناً.
ومع الإعلان الروسي الرسمي عن تزويد الطوربيد المدمر برؤوس نووية وما يمكنه أن يتسبب فيه من "تسونامي نووي" في حال ضربه للساحل الأمريكي، تاركاً الإشعاع الذي سيخلفه المدن الساحلية غير صالحة للسكن عقوداً طويلة، وهو ما سيغير الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة من التهديدات الروسية النووية المحتملة.

توترات نووية
في سياق متصل ذكر رئيس تحرير مجلة تاس العسكرية ديميتري ليتوفكين، أن الغواصة الروسية بيلغورود وسفن أخرى من فئتها يمكنها أن توصل أكثر من 12 طوربيد بوسيدون، إلى السواحل الشمالية للولايات المتحدة"، موضحاً أن للطوربيد "بوسيدون" قدرات أخرى تحت الماء، وأنه يمكن أن يظل كامناً في قاع المحيط سنوات قبل تفعيله مشيراً إلى استحالة رصده من طائرات الاستطلاع دون طيار.

وحثت الولايات المتحدة روسيا على الامتناع عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية تزامناً مع إعلان روسيا قبل بضعة شهور عن ما قال عنه بوتين تعبئة جزئية للجيش، كما اتهمت واشنطن والناتو إقدام بوتين على هذه التصرفات بالـ"الابتزاز النووي"، في إشارة للتهديدات الروسية المتواصلة باستخدام جميع الوسائل المتاحة لها لحماية أراضيها وهو ما يشمل الأسلحة النووية الاستراتيجية.