سامي شرف مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (أرشيف)
سامي شرف مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (أرشيف)
الثلاثاء 24 يناير 2023 / 11:29

سامي شرف.. رحيل هادئ لخازن أسرار جمال عبد الناصر

لقّب بـ"خازن أسرار الرئيس المصري الراحل عبد الناصر"، وهو ما جعله هدفاً لجهات حاولت استخدامه في جمع معلومات بعد مغادرته منصبه عام 1971، إنه السياسي المخضرم سامي شرف الذي وافته المنية بعيداً عن الأضواء، مساء الاثنين، عن عمر ناهز 93 عاماً بعد صراع مع المرض، بعد أيام قليلة من الذكرى الـ105 لميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

مع التحاقه بجهاز المخابرات الحربية، أظهر سامي شرف نبوغاً ونجاحاً في المهام المكلف بها، وهو ما أهّله للاقتراب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان يكلفه بمهام خاصة، وعندما سافر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمشاركة في مؤتمر باندونغ استدعاه وكلفه بإنشاء سكرتارية الرئيس للمعلومات.

واستمر سامي شرف في هذا العمل وحصل على درجة مدير عام ثم وكيل ثم نائب وزير فوزير، قبل وفاة جمال عبد الناصر تم تعيينه وزيرًا للدولة ثم وزيرًا لشؤون رئاسة الجمهورية في أبريل 1970.

وعقب وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، كان شرف بين رموز الحكم السابق، الذين جرى اعتقالهم في أحداث 13 مايو (أيار) عام 1971، التي عرفت باسم "اعتقالات مراكز القوى"، وبقي في السجن نحو 10 سنوات، حتى صدر قرار الإفراج عنه هو وزملاؤه.

وشرف من مواليد 1929 بحي مصر الجديدة بالقاهرة، وهو الطفل الرابع والذكر الثالث من بين 6 أطفال لعائلة مصرية من الطبقة المتوسطة، والتحق بالكلية الحربية عام 1946، وتخرج فيها في الأول من فبراير (شباط) عام 1949. وجرى تعيينه في سلاح المدفعية برتبة ملازم، وبعد قيام ثورة 23 يوليو (تموز) 1952 بأيام التحق بالمخابرات الحربية.

وشهد سامي شرف على الأحداث التاريخية الهامة من موقعه بالرئاسة، والتي من أبرزها "العدوان الثلاثي" و"نكسة يونيو" وما تخللها من كواليس صياغة استراتيجيات وقرارات سياسية.


ولم يستمر الوفاق بينه وبين الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لذا كان شرف من بين من أطاح بهم السادات في ثورة التصحيح، وبقي في السجن حتى يونيو 1980 ثم تم نقله إلى سجن القصر العيني حتى 15 مايو(آيار) 1981، حيث أفرج عنه.

وقال شرف عن ذلك: "وجدنا باب السجن مفتوحاً وقد اختفى الضباط والجنود، فرحنا نتشاور فيما بيننا وأخيرا قررنا الخروج، ووضعنا احتمالين، إما أن نتعرض للاغتيال أو نذهب إلى بيوتنا، وكان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فذهبنا إلى بيوتنا"، بحسب كتابه "سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر".