حي سوغامو في طوكيو يشتهر بالمتسوقين الأكبر سناً.(غارديان)
الثلاثاء 24 يناير 2023 / 19:54
تنذر أزمة التقدم في العمر في عدد كبير من دول العالم بالتحول "قنبلة موقوتة"، ستعني مزيداً من إنفاق الأموال على فئة عمرية غير منتجة، وتصبح عبئاً على موازنات الدول.
التغييرات المحدودة في سن التقاعد لم تُواكب هذه الزيادة السريعة في متوسط العمر المتوقّع
وأشارت صحيفة
"غارديان" إلى أن انخفاض الخصوبة ومعدل الوفيات يؤدي إلى تسريع شيخوخة السكان بشكل عام في مختلف دول العالم.
والأسبوع الماضي، أعلنت الصين انخفاض عدد سكانها للمرة الأولى منذ الستينيات، بعد أن كانت الأعداد المتزايدة من الطبقة العاملة من الشباب والطلاب، قد ساهمت في النمو الاقتصادي. وبعد سنوات فرضت فيها الحكومة سياسة الطفل الواحد، بسبب قلقها من الاكتظاظ السكاني، يتباطأ النمو وتتزايد أعداد كبار السن، لتعود الحكومة عن سابق نهجها وتشجع على إنجاب "مزيد من الأولاد".
وتُظهر أرقام الأمم المتحدة أنه بحلول منتصف القرن الحالي، ستكون الدول الأفريقية جنوبي الصحراء الكبرى، هي التي لا تزال تتمتع بالعائد الديموغرافي للشباب، بينما ستُعاني دول كبيرة في آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية من دعم متزايد للمواطنين المسنين.
تغييرات لازمةولمواجهة أزمة قلة الموارد المالية المخصّصة لرعاية كبار السن، بدأ عدد قليل جداً من البلدان في تبنّي التغييرات الاجتماعية والسياسية والمادية اللازمة. وبينما تخطط ولاية كيرالا الهندية لمنح الدولة سلطات جديدة للاستحواذ على الممتلكات التي يتركها الآباء لأبنائهم، إذا لم يتم رعاية الجيل الأكبر سناً؛ تحاول حكومات بعض الدول الأخرى سن تشريعات لمد سن العمل لتبقي كبار السن على قوة العمل لفترة أطول.
وفي فرنسا، شارك عمال الأسبوع الماضي، في إضرابات واحتجاجات على خطط الحكومة لرفع سن التقاعد عامين إلى 64 سنة. ورغم غضب بعض الفرنسيين، فإن سن 64 أقل من العمر المعتمد بالفعل في بريطانيا والولايات المتحدة.
سن التقاعد وزيادة متوسط العمرغير أن التغييرات المحدودة في سن التقاعد لم تُواكب هذه الزيادة السريعة في متوسط العمر المتوقّع. فعلى الصعيد العالمي تقريباً، عندما تحصل النساء على التعليم والفرص الاقتصادية، فإنهن يخترن إنجاب عدد أقل من الأطفال.
While we are pleased to see more articles about the world's ageing populations & its implications, this article from
@guardian is peppered with
#ageist language.
https://t.co/2VCA6zNUqC وقالت أستاذة علم الشيخوخة في جامعة أكسفورد سارة هاربر: "نحن نعيش في مجتمع نقول فيه للشباب، استمرّ في التعليم حتى منتصف العشرينات من العمر، ثم يمكنك التقاعد المبكر في منتصف الخمسينيات من العمر، على الرغم من أنهم قد يعيشون حتى التسعين من العمر، وهذا يعني أنهم عاشوا ثلث حياتهم فقط باعتبارهم أشخاصاً نشطين ومساهمين في عملية التنمية". وأضافت أن هذا "لا معنى له في العالم الحديث، إذ يتعيّن علينا جميعاً العمل لفترة أطول".
وأظهرت الأبحاث الحديثة في 20 دولة أن العديد من كبار السن في الواقع لا يريدون التقاعد تماماً، بسبب الدخل والوفاء والمكانة التي يمكن أن تأتي من العمل.
حلولوذكرت الصحيفة أن أحد الحلول للتعامل مع مشكلة التغيرات الديموغرافية، يتمثل بتشجيع هجرة العمال من البلدان الفقيرة إلى الدول الغنية، بالرغم من المخاوف التي تعتري بعض الدول. فعلى سبيل المثال، وضعت بريطانيا قائمة حمراء بالبلدان التي لا ينبغي تعيين عاملين صحيين منها، لأن جذبهم إلى بريطانيا يدمّر أنظمة الرعاية الصحية المحلية.
لكن الصحيفة رأت أنه إذا مُنح العمال الحقوق والتدريب، فيمكن أن يكون ذلك بمثابة وسيلة فعّالة لتحويل كل من رأس المال والخبرة من المناطق الغنية إلى المناطق الفقيرة.
واعتبرت أنه في عالم يواجه كارثة مناخية وانحداراً مقلقاً في التنوع البيولوجي، فإن الهجرة قد تكون طريقة أفضل بكثير لمواجهة تحديات شيخوخة السكان في بعض المناطق، من النمو السكاني غير المقيّد الذي يشكل خطراً علينا وعلى كوكب الأرض برمّته. وقالت هاربر: "نحن في مرحلة انتقالية عبر القرن الحادي والعشرين، ونحتاج إلى التكيف مع هذا التحوّل الهيكلي العمري، بدلاً من محاربته".