طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي (أرشيف)
طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي (أرشيف)
الخميس 26 يناير 2023 / 16:21

كييف تحت القصف وزيلينسكي يرفض لقاء بوتين

قصفت روسيا أوكرانيا بوابل من الصواريخ خلال ساعة الذروة صباح اليوم الخميس، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل في كييف، وإلحاق أضرار ببنية تحتية حيوية في منطقة أوديسا على البحر الأسود.

واحتمت حشود من السكان في محطات قطارات الأنفاق بالعاصمة خلال إنذار من الغارات الجوية على مستوى البلاد، قبل أن تطلق روسيا العنان لأحدث هجوم في سلسلة من الهجمات الجوية التي تستهدف شبكة الطاقة منذ أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، والتي تسببت في حالات انقطاع واسعة النطاق للكهرباء خلال الشتاء.

وجاءت الضربات الصاروخية في أعقاب هجوم بطائرات مسيرة خلال الليل، بعد يوم واحد من حصول أوكرانيا على تعهدات بإمدادات من دبابات قتالية رئيسية من ألمانيا والولايات المتحدة لتعزيز قواتها، وهي خطوة أثارت غضب المسؤولين الروس.



30 صاروخاً
وقال المتحدث باسم القوات الجوية يوري إهنات إن "6 طائرات حربية من طراز تو-95 أقلعت من منطقة مورمانسك القطبية بشمال روسيا وأطلقت صواريخ بعيدة المدى"، وأضاف أنه يتوقع وابلاً من أكثر من 30 صاروخاً وأن قوات الدفاع الجوي تحاول إسقاطها.

وقالت السلطات في كييف إن دفاعاتها الجوية أسقطت أكثر من 15 صاروخاً روسياً أطلقت على العاصمة، لكن التهديد لا يزال قائماً ويجب على السكان عدم مغادرة الملاجئ، وهزت انفجارات مدوية منطقتين في كييف، وقال مسؤولون بالمدينة إن رجلاً يبلغ من العمر 55 عاماً قتل وأصيب اثنان آخران عندما قصفت روسيا مبانى غير سكنية في جنوب المدينة، كما تم الإبلاغ عن أضرار في منطقة فينيتسيا بوسط البلاد وأماكن أخرى.

وكتبت الإدارة العسكرية لمنطقة أوديسا على تيلغرام "هناك معلومات بالفعل عن الأضرار التي لحقت بمنشأتين حيويتين بالبنية التحتية للطاقة في المنطقة"، مضيفة أنه لم تقع إصابات في تلك الهجمات.

وقالت شركة الكهرباء دي.تي.إي.كيه إنها تنفذ قطعاً طارئاً للطاقة الكهربائية في العاصمة كييف وبقية منطقة كييف، وكذلك منطقتي أوديسا ودنيبروبتروفسك بسبب خطر الهجوم صاروخي، وقال منتجو طاقة آخرون إنهم يقومون بقطع طارئ للكهرباء في أجزاء أخرى من أوكرانيا.



اعتراف أوكراني
وبدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية تهاجم بلاده بدون النظر للخسائر البشرية، واعترف في حوار مع شبكة سكاي نيوز البريطانية في بثها باللغة الأوكرانية والإنجليزية، أن القوات الأوكرانية تواجه ضغطاً في منطقة زابوريجيا في جنوب البلاد بالإضافة إلى الشرق.

وأضاف "أنه مجرد رقم غير عادي. فهم لا يهتمون. أعني، فهم لا يحصون أفرادهم... ولكن وفقاً لما رأينا وأحصناه، هناك الآلاف من القتلى من جانبهم، هم فقط يقومون بإلقائهم والاستمرار في ذلك".



تورط الغرب
واعتبر الكرملين وعود تزويد أوكرانيا بالدبابات الغربية دليلاً على التورط الأمريكي والأوروبي المباشر والمتزايد في الصراع، ويعد هذا أول رد فعل على إعلان الولايات المتحدة وألمانيا أمس الأربعاء، أنهما ستسلحان أوكرانيا بعشرات الدبابات القتالية في حربها ضد روسيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "دائماً ما تصدر بيانات عن العواصم الأوروبية وواشنطن بأن إرسال أنظمة الأسلحة المختلفة إلى أوكرانيا بما في ذلك الدبابات لا يشير بأي حال إلى تورط هذه الدول أو الحلف في الأعمال العدائية بأوكرانيا. نختلف مع هذا جملة وتفصيلاً. وفي موسكو، يُنظر إلى كل ما يفعله الحلف والعواصم التي ذكرتها على أنه تورط مباشر في الصراع".



لا مفاوضات
ومن جهته، جدد الرئيس الأوكراني رفضه للمفاوضات مع روسيا قبل انسحاب القوات الروسية، وقال: إن "المحادثات لن تكون ممكنة إلا إذا سحبت روسيا جنودها، واعترفت بخطئها، وتم تشكيل حكومة جديدة في موسكو".

وكان الرئيس الأوكراني قد حظر بالفعل المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بموجب مرسوم وقعه في نهاية سبتمبر(أيلول) 2022، وشدد على أن لقاء بوتين لا معنى له، وقال بالإنجليزية: "هذا ليس أمر مهماً بالنسبة لي، لست مهتماً بالاجتماع، ولست مهتماً بالحديث"، وأضاف "إنهم لا يريدون إجراء محادثات، وكان هذا هو الحال حتى قبل الغزو، الرئيس بوتين هو من قرر ذلك".

وأوضح زيلينسكي، أنه مقتنع بأن أوكرانيا ليست سوى الخطوة الأولى لبوتين، وأشار الى أنه قبل الحرب كانت هناك اجتماعات مع الرئيس الروسي، وتابع "رأيت رجلاً يقول شيئاً، ثم يفعل شيئاً آخر".



مدرعات قتالية
وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن برلين تنوي تسليم أوكرانيا دبابات "ليوبارد 2" بين أواخر مارس(أذار) ومطلع أبريل(نيسان) المقبلين، وأضاف خلال زيارة لقوات سلاح الجو الألماني في ساكسونيا أنهالت (شرق)، أن "تدريب القوات الأوكرانية على التعامل مع مدرعات خفيفة من طراز ماردر سيبدأ بحلول نهاية يناير(كانون الثاني) الجاري في ألمانيا، وسيتبع ذلك تدريب على دبابات ليوبارد بعد ذلك بقليل".

فيما صرح رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم بألمانيا، لارس كلينجبايل، بأنه يرى أن إعلان الحكومة الألمانية عزمها تسليم دبابات ليوبارد لأوكرانيا يعد إشارة واضحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال لإذاعة ألمانيا: إن "تكاتف الغرب قد يجعل بوتين يعيد التفكير"، مؤكداً أنه من المهم أن ألمانيا اتخذت القرار مع الحلفاء، وتابع "إننا نعايش إساءات لفظية عنيفة وتهديدات من روسيا بصورة مستمرة"، مشيراً إلى أنه لا يتوقع تهديداً نووياً، وأضاف "لا أعتقد أن بوتين سيصعد الأمر، ولكن لا أحد يمكنه قول ذلك بنسبة تأكيد 100%".

ودافع كلينجبايل عن تأخر المستشار الألماني أولاف شولتس في البت في تسليم دبابات ليوبارد، وقال: إن "شولتس حافظ على هدوئه"، وأضاف "أحياناً تستغرق المباحثات الدبلوماسية وقتاً طويلاً إلى أن يتسنى للمرء اتخاذ قرار صائب. البعض فقد أعصابه خلال الأسابيع الماضية، ولكن شولتس لم يفعل ذلك".



إشادة ألمانية
وكشف استطلاع حديث أن أغلبية بسيطة من الألمان يدعمون قرار الحكومة الاتحادية بتسليم دبابات لأوكرانيا، وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد "فورزا" لقياس مؤشرات الرأي لصالح مجموعة (أر تي إل) الإعلامية بألمانيا، أن 53% من الألمان يرون أن التوريدات المستقبلية لهذه الدبابات أمر صائب.

الجدير بالذكر أن الأغلبية العظمى من المؤيدين ينتمون لحزب الخضر، حيث أيد هذا القرار 83% من أنصار حزب الخضر الشريك بالائتلاف الحاكم بألمانيا، بحسب الاستطلاع، وفي المقابل عارض 39% من جميع المشاركين بالاستطلاع هذا القرار واعتبروه خاطئاً، لاسيما أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) اليميني المعارض، حيث عارضه 86% من أنصار هذا الحزب، بحسب الاستطلاع.

وكشف الاستطلاع أن هناك مخاوف بين الألمان من حدوث رد فعل عسكري من جانب روسيا، وبلغت نسبة من لديهم هذه المخاوف 43%، وزاد الشعور بالخوف من رد فعل روسيا بين المشاركين بالاستطلاع في شرق ألمانيا، حيث وصلت نسبة من يشعرون بالخوف إلى 59%، كما زادت نسبة المعارضين لقرار توريد الدبابات في شرق ألمانيا وبلغت نسبتهم 65%.

وعن توقع الألمان لمسار الحرب بعد توريد هذه الدبابات، ذكر 41% فقط ممن شملهم الاستطلاع في ألمانيا أنهم يعتقدون أن أوكرانيا ستفوز بالحرب، وأنه سيمكنها طرد روسيا من الأراضي التي احتلتها، أما عن توريد طائرات مقاتلة لأوكرانيا، فقد رفض 63% من الألمان المشاركين بالاستطلاع هذا الأمر.