عسكري أوكراني على مدفع هوفيتزر على طريق دونيتسك.(أف ب)
عسكري أوكراني على مدفع هوفيتزر على طريق دونيتسك.(أف ب)
الجمعة 27 يناير 2023 / 14:20

ذا هيل: القوة وحدها تزيح بوتين والحلفاء أمام اختبار

24-زياد الأشقر

تمر الحرب في أوكرانيا بمرحلة حاسمة، مثلما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ. وما يجعل الأشهر العشرة المقبلة حاسمة هو "التعب الأوكراني" الذي قالت مجلة "تايم" الأمريكية إنه كان "عبارة اليوم" في المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس.

وحدها أفعال الحلفاء- لا الكلمات- ستقرر ما إذا كانت حاسمة بالنسبة للروس أو للأوكرانيين

ومع ذلك، كتب الزميل الأول في مؤسسة دراسات الحرب بالولايات المتحدة الجنرال الأمريكي المتقاعد جيمس إم. دوبيك في مجلة "ذا هيل" الأمريكية أن مثل هذا التعب لا يبدو حقيقة قائمة بقدر ما هو نتاج الحرب الدعائية الروسية. لكن هذا الأمر قد يتغير، في حال لم تستطع حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحقيق تقدم رئيسي حتى خريف 2023. ومن أجل فعل ذلك، يحتاج زيلينسكي ليس فقط إلى المزيد من الدعم الأميركي ومن الحلفاء، وإنما ثمة حاجة إلى تسريعه.
ولم يحد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدفه الأساسي في أوكرانيا، ألا وهو الإخضاع. ولا يزال مستمراً في إنكار أوكرانيا ذات السيادة. وبالنسبة إليه، إن أوكرانيا هي جزء من روسيا. كما إنه يتمسك بخرافة وجود نظام نازي يتعين على روسيا إسقاطه، وهو يتخذ خطوات لتحسين مستوى الأداء العسكري الروسي من أجل الهجوم الروسي المقبل.

لا شك في أن فكرة بوتين حول المفاوضات تعني إستسلام أوكرانيا، وإطاحة زيلينسكي، وهيمنة روسيا على ما تبقى. وقد خسر بوتين، لأن هجومه لم يفعل شيئاً سوى تقوية العلاقات بين حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وأوروبا وإضعاف روسيا اقتصادياً. لكنه لم يخسر داخل أوكرانيا نفسها. فهو لا يزال يسيطر على معظم الدونباس-وهذا أمر مهم لأنه يحرم أوكرانيا من قدرتها الصناعية، وتالياً يزيد من اعتمادها على روسيا. كما يسيطر بوتين على القرم والساحل بين القرم والدونباس- وهذا مهم لأن السيطرة على هذه المنطقة تقلل من القدرة الاقتصادية لأوكرانيا وتزيد من النفوذ الروسي. وبما يحوزه بوتين الآن، يمكنه خنق الاقتصاد الأوكراني والتأثير، إن لم يكن الهيمنة على أوكرانيا.

وتقع على عاتق زيلينسكي مهمة معقدة. وبالحد الأدنى، يتعين عليه طرد القوات الروسية من المناطق على طول الساحل بين القرم والدونباس. ومن أجل فعل ذلك، يتعين عليه منع التقدم الروسي، أو على الأقل تشكيل تهديد رئيسي لسيطرة روسيا على القرم والدونباس. وبينما هو يفعل ذلك، يتعين على زيلينسكي مواصلة الدفاع عن الأجواء الأوكرانية واستخدام القذائف البعيدة المدى من أجل تقويض الاستعدادات الروسية، وحشد طاقة هجومية، والحفاظ على معنويات الأوكرانيين. ويتعين عليه فعل ذلك قبل أن يحل "التعب الأوكراني". لكن هذا لا يمكن فعله من دون أن تغير الولايات المتحدة والناتو وحلفاء آخرون، طريقة عملهم.

المعيار الأدنى للنجاح
يتعين على الولايات المتحدة والناتو والحلفاء الاخرين تزويد أوكرانيا بما تحتاجه من أجل ضمان طرد القوات الروسية من كل الأراضي التي احتلتها منذ 24 فبراير (شباط) أو على الأقل تهديد السيطرة الروسية على الدونباس والقرم. وهذا هو المعيار الأدنى لنجاح أوكرانيا والحلفاء في الحرب. وبخلاف ذلك، فإن السيادة السياسية لأوكرانيا ووحدة أراضيها لن تعني شيئاً. كما أن زعم الحلفاء بالوقوف في وجه غزو غير شرعي ستكون بلا معنى أيضاً. ويتعين على الحلفاء التخلي عن معادلة لنمد أوكرانيا "بجزء مما تحتاجه، وبسرعة أقل مما تريد". لقد طالت هذه المعادلة كثيراً. أوكرانيا في حاجة إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والدبابات والمدفعية بعيدة المدى- وصواريخ من أجل فعل ما هو ضروري.

وختم الكاتب بأن ستولتنبرغ على حق. هذه مرحلة حاسمة من الحرب الأوكرانية. ووحدها أفعال الحلفاء- لا الكلمات- ستقرر ما إذا كانت حاسمة بالنسبة للروس أو للأوكرانيين. إن شحن الملاحظات لا يمكن الإعتماد عليه. ما يمكن الإعتماد عليه هو وجود السلاح في اليد، وبكميات كافية وفي الوقت اللازم.