موقع الهجوم في منطقة "النبي يعقوب". (يديعوت أحرونوت)
موقع الهجوم في منطقة "النبي يعقوب". (يديعوت أحرونوت)
الأحد 29 يناير 2023 / 20:22

سيناريوات إسرائيلية لتجنب انتفاضة فلسطينية جديدة

تٌنذر الهجمات الأخيرة التي استهدفت عدداً من الإسرائيليين عقب عملية عسكرية إسرائيلية أسقطت 9 فلسطينيين في مدينة جنين، بتصعيد كبير، الأمر الذي دفع محللين إسرائيليين إلى تقديم السيناريوات المتوقعة، وعرض حلول لتجنب انتفاضة جديدة.

في صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، قال المُحلل أمنون لورد إن الفشل الأمني الذي حدث في الهجمات التي وقعت، أمس الأول الجمعة وأمس السبت، في القدس ومحيطها، قد يتكرر في تل أبيب أيضاً، لافتاً إلى أن إغلاق الشوارع والطرق على نطاق واسع حول مناطق الاحتجاجات يثير تساؤلات حول الاعتبارات الأمنية في البلاد.

حيرة إسرائيلية
وأضاف أن "القيمين على وسائل الإعلام" الذين ربما تكون مصادر استخباراتية تغذيهم يقولون إن الانتفاضة ستندلع في شهر أبريل (نيسان) تقريباً، ولكن يبدو أنها بدأت في وقت أبكر مما كان متوقعاً، مضيفاً: "يقال إنه هجوم من قبل مسلحين منفردين.. حتى في مارس 2022، اعتقدوا أن هؤلاء كانوا أفراداً بدون منظمة تتحمل المسؤولية... من ستضرب إسرائيل؟".

سلاح في أيدي المدنيين
أضاف الكاتب، أنه يجب أن يكون السلاح متاحاً بسرعة في أيدي المدنيين أو الشرطة المنتشرة في المواقع المعرضة للخطر، وإذا حمل المواطن سلاحاً قد يمنع نتيجة "لا تطاق" بسقوط قتلة وجرجى من المدنيين.



صواريخ مضادة للطائرات
بعد العودة إلى روتين القذائف الصاروخية في قطاع غزة، ظهر واقع جديد، وهو أن التنظيمات المُسلحة تمتلك صواريخ مضادة للطائرات، وما يجب أن يقرره مجلس الوزراء السياسي والأمني هو ما إذا كان من الضروري، في ضوء التطورات المتوقعة، محاولة احتواء الأحداث؛ أو اتخاذ إجراءات واسعة النطاق.

هل تنجح الحكومة في وقف التصعيد؟
أما صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فتساءلت "تحدي نتنياهو.. هل تنجح الحكومة الجديدة في وقف التصعيد المتفاقم؟"، قائلة إن هذا التحدي يُعد أول اختبار أمني كبير، واختباراً أيضاً لأكبر رئيس وزراء إسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يعلم جيداً أن لا حلول سحرية سريعة في الحرب ضد المُسلحين.

وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي حذر في الأسابيع الأخيرة من ظهور توجهات جادة ومتوترة في الميدان قد تؤدي إلى تصعيد أكثر خطورة، كما تم تحديد فترة شهر رمضان، الذي يبدأ هذا العام في نهاية شهر مارس (أذار)، كفترة قد تصل فيها التوترات الأمنية إلى ذروتها.

ووفقاً للصحيفة، فإن المهمة الرئيسية الآن للحكومة والمؤسسة الأمنية هي وقف تيار التصعيد، لكن حتى لو تم كبح هذه الموجة المُسلحة في الأيام المقبلة، فإن "أصداء التوتر ستستمر مع اقتراب شهر رمضان".



سيناريو انتفاضة السكين
أضافت الصحيفة أنه كما حدث في انتفاضة 2015، فإن المشكلة الرئيسية للمؤسسة الأمنية هي التعامل مع المُسلح المنفرد، لافتة إلى أن هناك حالات كثيرة نفذ فيها الهجمات فتيان صغار، وهو ما حدث السبت عندما نفذ فتى يبلغ من العمر 13 عاماً هجوماً مستخدماً سلاحاً نارياً، وأصبح الآن رمزاً لموجة العنف الحالية.

مصالح إسرائيل بالمنطقة
بحسب الصحيفة، إذا حصل تصعيد إسرائيلي كبير على الساحة الفلسطينية فإن مصالح إسرائيل ستتضرر، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الإيرانية والتحالف في العالم، مستطردة: "اشتعال انتفاضة ثالثة لا يخدم هذه المصالح بالتأكيد".

استقرار السلطة
ونشر، مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز "موشيه ديان" في جامعة تل أبيب، مقالاً بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تحت عنوان "ما الذي يمكن عمله في مواجهة الإرهاب الذي لا عنوان له؟"، ناصحاً المنظومة الإسرائيلية بأن تعمل على استقرار تحقيق السلطة الفلسطينية وتعزيز العلاقات في المنطقة، والتفكير ملياً في الأمور مع حماس قبل أن تتحول الهجمات إلى تصعيد مُتعدد المشاهد في نهاية الأسبوع.




حقيقة مُرة
وأضاف ميلشتاين أن الهجمات العنيفة التي شهدتها القدس تكشف لإسرائيل مرة أخرى الحقيقة المرة التي مفادها أن جزءاً كبيراً من موجة التصعيد العام الماضي ليس لها أي عنوان يسمح برد فعال، مثل الهجمات السابقة في بني براك، وفي ديزنغوف بتل أبيب، ووضع العبوات الناسفة في القدس، موضحاً أن من نفذ هذه الهجمات تصرف بشكل مستقل واستلهم التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي، وتابع: "تم تنفيذ الهجومين الأخيرين أيضاً من قبل أولئك الذين تصرفوا بشكل مستقل"، لافتاً إلى أنه في الغالب تدفع لهم حماس من غزة ويقومون بتنفيذ العمليات دون الانتماء لأي تنظيم.

تصعيد مُتعدد الأوجه
وبالنظر إلى التوترات الحادة والضعف العميق للسلطة الفلسطينية ووجود قيادة جديدة في إسرائيل تعلن أنها تتطلع إلى طريقة مختلفة في التعامل مع العنف، فإن هذه الأعمال غير المدروسة قد تخلق ديناميكية من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد متعدد المجالات، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان، الذي سيبدأ في أقل من شهرين، فإن الأمر يتطلب جهداً معقداً متعدد الأبعاد.

بُعد استراتيجي وتشغيلي
البعد الأول الذي تحدث عنه الكاتب هو البعد الاستخباراتي والتشغيلي، فمن الضروري تركيز الجهود على تحديد مكان وإحباط تحركات "الذئاب المنفردة" التي يمكن أن تتكاثر وتتضاعف، وذلك في القدس والضفة الغربية والمجتمع العربي في إسرائيل، داعياً إلى اتباع نهج رصين في ضوء تأثير الحركات على الجمهور الفلسطيني وخصوصاً على الإنترنت.

عودة التنسيق الأمني
والبعد الثاني سياسي، حيث إنه مطلوب سياسة معقدة بشكل خاص تجاه السلطة الفلسطينية، مع تصاعد الخلافات بين إسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن في الأسابيع الأخيرة، والتي بلغت ذروتها بإعلان انتهاء التنسيق الأمني، وتابع: "يبدو أنهما دخلا في مسار تصادمي، وفي هذه المرحلة، تُفضل إسرائيل سلطة فاعلة بدلاً من اختفائها، ولهذا الغرض، من الضروري الاستفادة من زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للضغط على السلطة لاستئناف التنسيق".

نهج رصين مع حماس
ودعا ميلشتاين إلى اتباع نهج رصين مع حماس في غزة، مشيراً إلى أن العام الماضي كان الأكثر هدوءاً في هذا القطاع منذ سنوات عديدة، ولكن كان أيضاً الأكثر توتراً في الضفة الغربية منذ أكثر من 10 سنوات، لافتاً إلى أن هناك صلة بين الاتجاهين، لأن حماس تستفيد من المميزات المدنية التي تقدمها إسرائيل ومن ناحية أخرى تزرع العنف في الضفة الغربية.