الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .(أرشيف)
الأربعاء 1 فبراير 2023 / 14:10

نيوزويك: التعاون بين روسيا وإيران لن يكون مرناً

24-زياد الأشقر

أقامت إيران وروسيا روابط مباشرة بين مصارف البلدين وعززتا العلاقات بين الدولتين الخاضعتين للعقوبات في وقت فيه تستمر الحرب الأوكرانية.

إيران لا تفتح باب الديبلوماسية بالطريقة التي تمارسها روسيا حتى في أوقات الأزمات

وتحدثت وسائل الإعلام الإيرانية الأحد عن إقامة قنوات اتصال مالية مباشرة بين المصارف في الجمهورية الإسلامية وأكثر من 800 مؤسسة مالية في روسيا.

ووصف مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام تابعة للدولة الاتفاق بأنه وسيلة لتجاوز العقوبات الغربية على إيران وروسيا، وشبهوه بنظام سويفت للتحويلات المالية الذي طردت موسكو منه، عقب غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا.

قنوات مالية

وتحدث تقويم نشره مشروع التهديدات الحرجة في سبتمبر (أيلول) عن "قنوات اتصال مالية مباشرة " بين المصارف الإيرانية والروسية.

وكتب برندان كول في مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن الاقتصاد الروسي تضرر بدرجة كبيرة بسبب العقوبات، التي فرضت بعد غزو أوكرانيا. لكن موسكو تعزز التعاون مع طهران، التي اعتادت التعامل بنجاح مع القيود التجارية التي فرضت عليها بسبب برنامجها النووي.


وتلعب مسيرات إيران من طراز شاهد -136 التي تعرف أيضاً بـ"المسيرات الانتحارية"، دوراً رئيسياً في الهجمات الجوية الروسية على بنى تحتية مدنية وفي مجال الطاقة بأوكرانيا. وهناك حديث أيضاً عن تزويد إيران لروسيا بصواريخ دقيقة.

وبمعزل عن الميدان العسكري، يعزز الجانبان العلاقات الإقتصادية. وقال السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي في ديسمبر(كانون الأول)، إن البلدين يتطلعان إلى صناعة السيارات، وإن أكبر شركتين لتصنيع السيارات في إيران وهما خودرو وسايبا، تشاركان في هذه المحادثات.
وفي الوقت نفسه، وقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة غازبروم الروسية العملاقة للغاز، على مذكرة تفاهم في يوليو (تموز) لتطوير حقول النفط والغاز في إيران وللعمل في برنامج لتكرير الغاز الطبيعي.

تجنب متبادل للعقوبات
وأفاد معهد دراسات الحرب الأمريكي الإثنين، إن البلدين "يواصلان الجهود لتعميق العلاقات الاقتصادية. ويردد هذا صدى تحليل نشره المعهد في 23 يناير(كانون الثاني) جاء فيه أن توثيق الراوبط المالية والعسكرية أكثر، بين طهران وموسكو، يأتي "في سياق جهد يندرج في محاولة تجنب متبادل للعقوبات".

وفي اليوم نفسه، التقى رئيس مجلس الدوما الروسي فيتشسلاف فولودين رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف والرئيس إبراهيم رئيسي في طهران. وقال قاليباف إن موسكو وطهران يجب أن تعززا العلاقات في المجالات المصرفية والطاقة والتبادل التجاري في مواجهة العقوبات الأمريكية.

ويقول الأستاذ المحاضر في القانون الدولي بجامعة ريدنغ بإنكلترا سعيد باقري، إن موسكو وطهران كانتا تتعاونان على نحوٍ مهم اقتصادياً وعسكرياً، لكن الحرب في أوكرانيا "هي التي قربتهما أكثر من بعضهما". وصرح لـ"نيوزويك" إن "إيران تعرضت لاختبار العقوبات الاقتصادية القوية. وبالطريقة نفسها، تختبر روسيا اليوم العقوبات الغربية، مما يتسبب بألم مشترك يجعلهما يوسعان تعاونهما الاقتصادي بقدر ما تستطيعان". وأضاف "ربما السؤال الأساسي الأهم هو هل ستواصل إيران وروسيا توسيع التعاون في ما بينهما في حال رفعت العقوبات عنهما".

وعلى رغم ذلك، قال باقري إن إيران لا تفتح باب الديبلوماسية بالطريقة التي تمارسها روسيا حتى في أوقات الأزمات "وهذا ما سيقلل من مرونة التعاون" بين البلدين.