جنازة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني. (أرشيف)
جنازة قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني. (أرشيف)
الأربعاء 1 فبراير 2023 / 16:20

"حرب الظل" الإسرائيلية ضد إيران طويلة

توقع موقع "جويش نيوز" الإسرائيلي أن تكون "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران "طويلة الأمد" بعد الضربة الأخيرة للمنشآت الصناعية العسكرية الإيرانية في مدينة أصفهان، والتي تزامنت مع أنشطة أخرى للجيش الإسرائيلي في المنطقة.

وأضاف "جويش نيوز" أن الأيام الأخيرة شهدت عدداً من العمليات العسكرية المأسوية في أنحاء الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن التقارير الدولية اتفقت على أمرين، الأول هو أن أهداف تلك العمليات كانت إيرانية، والثاني هو أن عمليات الاستهداف نُسبت إلى إسرائيل.

نشاط إسرائيلي "خفي"
وأفاد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل كانت وراء الغارة التي تم تنفيذها بطائرة بدون طيار، يوم السبت الماضي، في أصفهان، وأفادت تقارير أن الموقع الذي تم استهدافه كان مصنعاً يُنتج صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار.

ولفت الموقع الإسرائيلي إلى التقارير التي أفادت بمقتل 7 أشخاص وتدمير 6 شاحنات في غارة جوية إسرائيلية استهدفت شاحنات كانت في طريقها من العراق إلى سوريا. ووقعت الضربة في مدينة البوكمال، حيث كانت تنقل تلك القافلة أسلحة إيرانية.

وقال الموقع إن كل هذه الأحداث وقعت قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، الإثنين، لإجراء مناقشات حول إيران، وحول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.


تسليح حزب الله
بحسب الموقع، تحاول إيران منذ سنوات تهريب الأسلحة والمواد اللازمة لتصنيعها في العراق وسوريا ولبنان، مشيراً إلى أن الهدف من كل هذا هو تسليح وكيل إيران اللبناني، تنظيم "حزب الله" وكذلك إنشاء حزب الله السوري.

حرب الظل
ومنذ عقد، تشن إسرائيل "حرب ظل" ضد جهود إيران في سوريا، ونفذت غارات جوية استهدفت محاولات تهريب إيرانية. ومذذاك، تطورت الحملة التي أطلق عليها مسؤولو الدفاع الإسرائيليون اسم "الحملة بين الحروب"، لتصبح إحدى ركائز العقيدة الأمنية لإسرائيل، وازدادت حدتها بشكل ملحوظ بمرور الوقت.

وتابع الموقع: "عندما بدأت الحملة عام 2013، قيل إنها كانت تشمل 3 عمليات في السنة، ولكن وفقًا لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي في ديسمبر (كانون الأول)، يتم حالياً تنفيذ هذا النوع من العمليات كل أسبوع تقريباً".

ويقول الموقع إن المنطق وراء الحملة بسيط على الرغم من أن تنفيذها معقد، فالهدف هو تعطيل البناء العسكري لإيران وأذرعها من خلال أعمال عسكرية غير واضحة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع تجنب حرب واسعة النطاق.



ويتم تنفيذ تلك الحملة من خلال تفوق المخابرات الإسرائيلية والقوات الجوية. وعلى الرغم من أنها لا تخلو من المخاطر، إلا أن الأيام المُقبلة قد تشهد توسعاً كبيراً فيها، وفقاً للموقع الذي أكد أن الجيش الإسرائيلي تبنى في السنوات الأخيرة نظرة شمولية تجاه إيران، معتبراً أن التهديد الذي تمثله أوسع بكثير من مُجرد خطر ناجم عن برنامجها النووي الذي يتطور بطريقة مُقلقة.

ويرى "جويش نيوز" أن البرنامج النووي سيبقى أخطر تهديد، وأنه حال حصول إيران على أسلحة نووية، فإن نهج العالم في التعامل معها سيتغير بشكل كبير، وفي الوقت نفسه فإن شبكة الإرهاب الإيراني في الشرق الأوسط وأماكن أخرى هي تهديد يتطور في استمرار، وترسيخ موقع إيران في المنطقة مرتبط في شكل وثيق بانتشار الأسلحة خصوصا في سوريا ولبنان.


عقيدة جديدة
في مايو (أيار) 2022، أصدر اللواء احتياط إيال زمير، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، دراسة مهمة تقدم لمحة عن عقيدة جديدة تؤثر بشكل تدريجي على مؤسسة الدفاع الإسرائيلية.

وفي الورقة التي نشرها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وضع زمير، وهو نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، مفهوماً يُعرف باسم "المنافسة طويلة الأجل"، اعتبر فيها أن هدف إيران بعيد المدى هو القضاء على إسرائيل وأن تصبح القوة الإقليمية المهيمنة، وهي تنوي تحقيق ذلك من خلال تسليح الوكلاء والشركاء، وتطويق إسرائيل بحلقات من قواعد الصواريخ والقذائف، بالإضافة إلى المظلة النووية.

وكتب زمير أنه على إسرائيل تطوير نظرية جديدة تستند إلى مفهوم المنافسة طويلة الأمد مع هذا العدو الإقليمي اللدود، يستند إلى القدرة على الاستفادة من المزايا والعمل مع الحلفاء ولعب اللعبة الطويلة.

الحرس الثوري "هدف"
وطالب زمير بجعل الحرس الثوري الإيراني الهدف الأول لهذه الحملة، كونه مركز الثقل الحقيقي لإيران، معتبراً أن إضعافه يعني تآكل القوة الإقليمية لطهران.

ومن بين الأهداف المنتظرة من الضرب المستمر للأهداف المتعلقة بوكلاء إيران، ممارسة الضغط المباشر على النظام، وتوسيع العمليات السرية لإسرائيل لتشمل النظام الإيراني بأكمله، والحرس الثوري والأصول الإيرانية الإقليمية.

وحث زمير إسرائيل على استهداف قدرات إيران الهجومية أولاً، وحرمانها من القدرة على زعزعة استقرار المنطقة بجيشها ومواردها، وقصر نموها على الدول المجاورة.