الرئيس الحالي لمعهد العالم العربي في باريس جاك لانغ (أرشيف)
الرئيس الحالي لمعهد العالم العربي في باريس جاك لانغ (أرشيف)
الأربعاء 1 فبراير 2023 / 16:35

وزراء فرنسيون سابقون يتنافسون على رئاسة أهم مؤسسة ثقافية عربية في أوروبا

بينما يسعى الرئيس الحالي لمعهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، البالغ 83 عاماً، للترشّح لولاية جديدة، أعرب الرئيس السابق للدبلوماسية الفرنسية جان إيف لودريان عن اهتمامه بالحصول على المنصب على رأس أهم مؤسسة ثقافية عربية في فرنسا وأوروبا، بغرض تحويله أداة للتأثير الجيوسياسي لمواجهة تزايد نفوذ كل من روسيا والصين في العالم العربي، وهي معركة وصفتها مصادر صحفية في الاليزيه بالسرّية وليست سهلة على كلا الوزيرين السابقين.

في حديث له نقلته عنه صحيفة "اللو موند" من مكتبه في معهد العالم العربي، تساءل لانغ، وهو وزير ثقافة أسبق، "أيّة معركة؟ أنا لست على علم بأي شيء" مُحاولاً الإيحاء بأنّ وجوده مرغوب فيه وأنّه باقٍ في منصب الرئيس، مؤكداً أنّه لن يتنازل وليس مُستعداً للاستسلام. وعُرف عن لانغ دفاعه الكبير عن أهمية تعليم اللغة العربية في فرنسا، وقد حقق إنجازات كبيرة على هذا الصعيد.

وتمّ تعيين جاك لانغ كرئيس للمعهد في المرة الأولى في عام 2013، وتمّ التجديد له بعدها مرّتين، وهو مرشح لفترة رابعة، في حين ينتهي عقده الحالي مطلع آذار (مارس) القادم. لكنّه بات يُدرك جيداً وجود منافس من العيار الثقيل هو جان إيف لو دريان، وزير الخارجية السابق في حكومة إيمانويل ماكرون خلال فترته الرئاسية الأولى، ووزير الدفاع الأسبق في حكومة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، والذي أظهر اهتماماً كبيراً بالمنصب، من دون أن يمتنع الإليزيه عن ترشيحه.

ويُدرك الرئيس السابق للدبلوماسية الفرنسية، الذي ترك الحكومة في مايو/أيار 2022 بعد إعادة انتخاب رئيس الجمهورية، أنّ الرئيس الحالي لمعهد العالم العربي، وعلى الرغم من تجاوزه الثمانين، لا يرغب بترك المنصب، بل وأرسل خطاباً لماكرون يُدافع فيه عن إنجازاته ومبررات بقاءه في المنصب.

دراسة الترشيحات 
بالمقابل فإنّ صُنّاع القرار لدى الرئيس الفرنسي لم يؤكدوا حسم أيّ شيء، مُشيرين إلى أنّ ماكرون يدرس الترشيحات بجدّية، وهو بالفعل من يختار رئيس معهد العالم العربي قبل أن يقرر ذلك المجلس الأعلى للمعهد المكوّن من سفراء الدول العربية وممثلين عن الحكومة الفرنسية.

وينقل صحافيون فرنسيون عن مؤيدي ترشّح جان إيف لودريان، قولهم إنّ الوقت قد حان لجعل المؤسسة الثقافية العربية الواقعة على ضفاف نهر السين "أداة حقيقية للتأثير الجيوسياسي" في عالم ومنطقة تشهد تطورات سياسية متلاحقة، مُشيرين إلى أنّ المنصب ليس حكراً على الخبراء في القضايا الثقافية، وأنّه يجب على معهد العالم العربي أن لا يبقى متحفاً أو ملتقى ثقافياً للدول العربية، بل يجب أن يتطور ويُوسّع نطاق تأثيره في معركة النفوذ العالمي التي فتحتها روسيا والصين.

يُذكر أنّ رئيس المعهد يُعيّن بناء على اقتراح رئيس الجمهورية الفرنسية، وهو مؤسسة خاضعة للقانون الفرنسي، ويُدار بالتعاون مع
السفراء العرب في باريس الذين تعود إليهم بالمقابل مهمة تعيين مدير للمعهد، حيث يشغل المنصب حالياً الأكاديمي السعودي الدكتور معجب الزهراني.