الحرب في أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا
الخميس 2 فبراير 2023 / 08:57

الحرب حين تطول

أمجد عرار - صحيفة البيان الإماراتية

ثمّة من يقول إن إطالة أمد الحرب في أوكرانيا لن تفيد سوى روسيا، يقابله من يعتبر إطالة أمد الحرب استنزافاً - كذلك أو بالدرجة الأولى - لأوروبا والغرب عموماً.

الرأي الأول يريد من هذا الاستنتاج، أن يطالب بزيادة التسليح لأوكرانيا، والثاني يرفض هذا التسليح، ولا يراهن على قدرته في إحداث تغيير ميداني أو سياسي.

بين هذا وذاك، قليلون من يتحدثون عن ما يخدم الشعب الأوكراني، وقليلون أيضاً من يتحدثون عن تداعيات الحرب على سلاسل التوريد الغذائي، والأسعار والبطالة والتضخم، وكلها يدفع ثمنها الفقراء في الدول القريبة أو البعيدة.

ثمّة دول تشهد تظاهرات كبيرة لمئات آلاف العمال والموظفين، الذين يطالبون بتحسين الأجور، ورفع الحدود الدنيا لها، وترد حكوماتهم بأن زيادة الأجور تؤدي إلى ارتفاع نسبة التضخّم، بينما هي تحقن بمليارات الدولارات حرباً بالوكالة.

والأغرب من ذلك، خلافاً للصراعات التاريخية، أن لا أحد يتحدث عن السلام، ولم تقدّم الدول ذات الصلة بشكل أو بآخر، على أية مبادرة عملية وموضوعية، لبدء عملية تفاوضية تفضي إلى سلام مستدام، مستفيداً من تجربة اتفاقات مينسك لعام 2014، والتي فشلت، لأن الحبر الذي كتبت به لم يشبّع بالنوايا الحسنة، وهو أمر أقرت به المستشارة الألمانية السابقة إنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وبعض المسؤولين الأمريكيين.

حرب أوكرانيا تقترب من إتمام عامها الأول، ولا يلوح أي ضوء في النفق. وبات واضحاً أن زيادة التسليح يفاقم الحرب، ويطيل أمدها، بل ويهدد بتوسّعها ورفعها إلى مستويات خطيرة على المتحاربين والعالم برمته. لذلك، بات من الضروري أن يدرك المسؤولون الضالعون في هذه الحرب، على نحو مباشر أو غير مباشر، أن ثمن الحرب يدفعه ملايين الناس في كل العالم، ولا بد من وقفة مسؤولة، بعيداً عن تحقيق الأهداف السياسية على دماء الآخرين.