آثار حطام لمبنى مدمر في دونيتسك شرق أوكرانيا (تويتر)
آثار حطام لمبنى مدمر في دونيتسك شرق أوكرانيا (تويتر)
الخميس 2 فبراير 2023 / 10:32

أوكرانيا على حدود "الشر المطلق".. وروسيا تتقدّم في جبهة باخموت

قتل 3 أشخاص وأصيب 21 آخرون، جراء ضربة صاروخية روسية على مبنى سكني في مدينة كراماتورسك الواقعة في الجزء الشمالي من دونيتسك بشرق أوكرانيا، مساء أمس الأربعاء.

وكان حاكم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، قد أفاد بإمكانية أن يكون هناك المزيد من الأشخاص تحت أنقاض المبنى ، بحسب صحيفة "كييف إندبندنت"، وقال نائب مدير مكتب الرئيس أندريه يرماك، بعد الهجوم: إن "النظام الإجرامي الروسي الذي يستهدف المدنيين في أوكرانيا يجب أن يعاقب بشدة".

وبدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تعليق على الضربة الصاروخية: "قُتل أناس مسالمون وهم تحت الأنقاض"، وأضاف "هذا هو الواقع اليومي للحياة في بلدنا. بلد على حدود الشر المطلق".


تقدم روسي
وفي تقييم عسكري من كييف، قال زيلينسكي: إن "الوضع على الخطوط الأمامية في شرق البلاد يزداد صعوبة مع تكثيف القوات الروسية هجومها"، وأضاف "لوحظت زيادة مؤكدة في العمليات الهجومية للمحتلين على الجبهة في شرق بلادنا. أصبح الوضع أصعب"، موضحاً أن الروس يحاولون تحقيق مكاسب يمكنهم التباهي بها في الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير(شباط) الجاري.

وقالت نائبة وزير الدفاع آنا ماليار: إن "القتال العنيف مستمر في شرق أوكرانيا، حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على أراض بالقرب من مدينة ليمان، وهي مركز لوجستي استراتيجي".

وتابعت عبر تطبيق تيلغرام "القتال العنيف يحتدم في الشرق. العدو يحاول توسيع نطاق هجومه في قطاع ليمان. يقوم بمحاولات قوية لاختراق دفاعاتنا"، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تتصدى لخصم أكثر قوات وتسليحاً"، وأضافت "رغم تكبدهم خسائر فادحة، يواصل الغزاة الروس هجومهم في قطاعات باخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا".

يشار إلى أن روسيا اكتسبت زخماً في ساحة المعركة، إذ أعلنت إحراز تقدم في شمال وجنوب مدينة باخموت، هدفها الرئيسي منذ شهور، وتشير مواقع القتال المعلنة بوضوح إلى تقدم روسي متزايد.

صفقة أمريكية
وفي سياق منفصل، أعلنت شركة أمريكية رائدة في صناعة الطائرات المسيّرة المخصصة للمراقبة العسكرية أنها مستعدة لبيع طائرتين لأوكرانيا مقابل دولار واحد فقط، في حال موافقة الحكومة الأمريكية على الصفقة.

وقالت شركة "جنرال أتوميكس ايرونوتيكال سيستمز"، إنها منذ أشهر وهي تحض واشنطن على تزويد أوكرانيا بطائرات من طراز "غراي إيغل" و"ريبر" التي تنتجها، والتي سبق وأن استخدمتها القوات الأمريكية بشكل كبير في أفغانستان وسوريا والعراق ومناطق نزاع أخرى، وأضافت أن الطائرات المسيّرة القادرة على التحليق لمسافات طويلة وعلى ارتفاعات متوسطة هي أكثر ما تحتاجه أوكرانيا الآن في حربها ضد روسيا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "جنرال أتوميكس"، ليندن بلو في بيان: "منذ بداية الغزو الروسي، بدأنا في البحث عن خيارات للاستجابة عبر منتجاتنا لطلبات القوات الأوكرانية، بما في ذلك تزويدها بمسيّرات (أم كيو-ناين ريبير) و(أم كيو-وان سي غراي إيغل)".

وأضاف أن الشركة عرضت تدريب مشغلين أوكرانيين لطائراتها دون أي تكلفة على الحكومتين الأمريكية أو الأوكرانية، وأبدت الشركة أيضاً استعدادها لتسليم أوكرانيا طائرتين مسيّرتين من تلك المخصصة للتدريب مع محطة تحكم أرضية وأجهزة أخرى، مقابل مبلغ رمزي هو دولار واحد فقط.

ولفت ليندن إلى أنه سيتعين على أوكرانيا أو أي جهة أخرى دفع تكاليف تجهيز الطائرات ونقلها وإعدادها لنشرها في الجو فوق ساحة المعركة، واصفاً العرض بأنه "صفقة رائعة بدون شروط أو قيود"، قائلاً إن المطلوب فقط هو موافقة حكومة الولايات المتحدة.


تردد غربي
وبعد حصولها على الدبابات الثقيلة، طالبت كييف حلفاءها بتزويدها بطائرات مقاتلة من طراز "إف 16" بهدف الرد على التقدم الروسي في شرق البلاد، في حين يتعين على الغرب الموافقة بالإجماع على مشروع القرار.

وأعرب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي عن جاهزية بلاده لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز "أف-16"، وقال في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "إذا كان هذا قرار حلف شمال الأطلسي بأكمله، فسأكون مؤيداً لإرسال هذه الطائرات المقاتلة".

وأضاف "تقييمي مبني على ما تقرره دول حلف شمال الأطلسي مجتمعة"، مشيراً إلى أن على الحلفاء الغربيين تنسيق أي خطوة لإرسال طائرات مقاتلة، لأن هذه حرب بالغة الخطورة وبولندا لا تشارك فيها وكذلك حلف الأطلسي، موضحاً أن القرار يحتاج إلى بحث استراتيجي من حلف شمال الأطلسي بأكمله.

واستبعدت الولايات المتحدة حالياً إرسال مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا، لكن شركاء آخرين أبدوا انفتاحاً على الفكرة، وأعربت سلوفاكيا عن استعدادها لإرسال طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز "ميغ-29"، في حين طرح سياسيون هولنديون في الآونة الأخيرة فكرة إرسال طائرات "إف-16".


ووفقاً لوكالة سبوتنيك الروسية، قالت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر إن بلجيكا لا تفكر في توريد طائراتها من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا، لأنها جميعاً تشارك في مهام حماية المجال الجوي لبلجيكا والدول الأخرى الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.

وأضافت الوزيرة في مقابلة مع قناة RTBF التلفزيونية المحلية "في الوقت الحالي، لا يمكن لبلجيكا النظر في مثل هذه المسألة. أولاً، تشارك طائراتنا من طراز (إف-16) مشاركة كاملة في حماية أراضينا وأراضي البنلوكس، كما أنها تشارك في الدفاع الجماعي، مما يضمن الأمن الجوي لدول البلطيق".

فيما قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنه لن يتفاجأ إذا انتهى الأمر بعدول دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا عن موقفها بشأن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة.

وأوضح للصحفيين في بروكسل قبل قمة الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في كييف المقرر عقدها غداً الجمعة، أن "تسليم دبابات القتال الرئيسية إلى كييف كان مثيراً للجدل إلى حد كبير في البداية، لكن في نهاية المطاف تم التوصل إلى اتفاق وتم تجاوز هذا الخط الأحمر".

ورفض كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي الإجابة عما إذا كان هو نفسه يؤيد تسليم طائرات مقاتلة، وقال: "وظيفتي هي محاولة التوصل إلى توافق في الآراء، وإحدى أفضل الطرق هي عدم اتخاذ مواقف يمكن أن تعرض ذلك للخطر".


انعدام الثقة في برلين
وبسبب سياسة حكومة برلين تجاه أوكرانيا، يرى رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي تزايداً لعدم الثقة تجاه ألمانيا في أوروبا، وقال لصحيفة بيلد الألمانية: "أود أن أقول إنه قبل عام كان هناك الكثير من الثقة لدى العديد من الدول الأخرى في ألمانيا.. الآن تحرك هذا المؤشر نحو عدم الثقة، خاصة داخل أسرة دول وسط وشرق أوروبا وكذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن ألمانيا لديها القدرة على تقديم الدعم لأوكرانيا أكثر بكثير مما قدمته حتى الآن، ولديها سلطة اتخاذ القرارات داخل الاتحاد الأوروبي، ويمكنها منح التمويل لكييف، إضافة الى ما تملكه من قوة دبلوماسية".

واتهم المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه لا يزال يسيء الحكم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أعرب عن شكوكه بشأن المحادثات مع الرئيس الروسي، وقال: "أعتقد أن ذلك خطأ لأنه يعطي بوتين الأكسجين فقط ولا يحقق أي شيء. بوتين يحقق أهدافه في الواقع من خلال مثل هذه المحادثات، لأنه يظهر (كما لو أنه يقول) لبقية العالم وشعبه.. انظروا، أنا مطلوب بشدة، الجميع يريد التحدث معي، كل شيء يعتمد علي".