جندي روسي يحيي بوتين خلال عرض عسكري (أرشيف)
جندي روسي يحيي بوتين خلال عرض عسكري (أرشيف)
الخميس 2 فبراير 2023 / 22:02

بوتين يستعد للدبابات الألمانية وأوكرانيا تُقصف مع وصول وفود أوروبية

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أنّ بلاده مهدّدة "مجدّداً" بـ"دبّابات ألمانية"، في إشارة إلى مدرّعات ليوبارد2 التي تعهّدت برلين تزويد كييف بها للتصدّي للغزو الروسي الذي قارنه سيّد الكرملين مجدّداً بالحرب ضد هتلر.

وفي احتفال بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفياتي على الجيش الألماني في ستالينغراد، قال بوتين: "هذا أمر لا يصدق لكنّه حقيقي. نحن مهدّدون مجدداً بدبّابات ليوبارد ألمانية"، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ روسيا قادرة على "الردّ" على الدول التي تهدّدها.
توغل روسي
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في رد فعل على الخطط الأمريكية لتزويد كييف بصواريخ يبلغ مداها 150 كيلومتراً، إن روسيا ترمي إلى التوغل أكثر في أوكرانيا لإبقاء الأسلحة الغربية طويلة المدى بعيدة عن حدودها.

وقال للتلفزيون الروسي اليوم الخميس: "إذا ما سعينا جاهدين الآن لإبعاد مدفعية القوات المسلحة الأوكرانية إلى مسافة لا تشكل فيها خطراً على أراضينا، فسوف يكون ضرورياً إبعادها عن الأراضي التي تشكل جزءاً من بلادنا بشكل أبعد من مدى الأسلحة التي يمتلكونها".

وأوضح لافروف إنه يشير إلى المناطق الأوكرانية خيرسون ودونيتسك ولوغانسك التي ضمتهم روسيا العام الماضي وزابوريجيا التي ضمتها روسيا عقب غزو أوكرانيا في 24 من فبراير(شباط)الماضي. غير أن أجزاء كبيرة من زابوريجيا ليست تحت السيطرة الروسية.

وتابع أن شحنات الأسلحة الغربية لن تغير أي شيء يتعلق بوضع تلك المناطق ووصف لافروف الغرب في المقابلة، بتحويل مولدوفا إلى كيان "جديد مناهض لروسيا" ، مثيراً تساؤلات بشأن انتخاب الرئيسة الموالية للغرب مايا ساندو.

وقال لافروف إن ساندو كانت ترمي إلى حل المشاكل مع منطقة ترانسنيستريا من خلال القوة وطرد القوات الروسية المتمركزة هناك. ووصلت ساندو إلى السلطة بعد الإطاحة بالزعيم الموالي لروسيا إيغور دودون في الانتخابات التي أجريت في 2020.

ميدانياً
تحاول القوات الروسية تطويق مدينة باخموت على الجبهة، يزداد آخر سكان المدينة المدمّرة إصراراً على أنهم لن يتركوا ديارهم في حال وصول الروس.

منذ أشهر، تحاول القوات الروسية السيطرة على باخموت في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا في معركة هي الأطول منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير(شباط)2022 ورغم تلقي كييف شحنات أسلحة غربية، أعلنت روسيا تحقيق مكاسب في المنطقة.

وتحوّلت باخموت، التي كان يقطنها نحو 75 ألف شخص قبل الحرب، إلى مدينة أشباح تنتشر فيها دفاعات مضادة للدبابات وسيارات محترقة، بسبب القتال.

ولا يزال يعيش نحو 7 آلاف شخص، معظمهم من كبار السن، في المدينة بدون غاز ولا كهرباء ولا مياه، رغم أصوات تبادل هجمات المدفعية وإطلاق النار والمسيّرات التي تحلّق فوق المنطقة. وقُتل فتى يبلغ 12 عاماً ومسن يبلغ 70 عاماً في قصف على البلدة. وفي زيارة.

واستهدفت ضربة روسية مركبة عسكرية أوكرانية، في غرب المدينة، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ثلوجاً ملطخة بالدماء في الموقع ويعمل الجنود الأوكرانيون على تحصين مواقعهم خارج المدينة المدمّرة وأصبح النهر الذي يقسم باخموت خطاً فاصلاً رئيسياً في المعارك.

وقالت الشرطة الأوكرانية إن صاروخاً روسياً دمر مبنى سكنياً في مدينة كراماتورسك شرق البلاد وأودى بحياة 3 على الأقل، وذلك في وقت وصل فيه مسؤولون كبار بالاتحاد الأوروبي إلى كييف لإجراء محادثات يُنظر إليها على أنها أساسية لعلاقات أوكرانيا مع الغرب.
تعهدات أوكرانية
وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باتخاذ مزيد من إجراءات مكافحة الفساد مع استمرار السلطات في حملتها قبيل اجتماع الاتحاد الأوروبي غداً الجمعة، مما يعكس إصراره على إظهار أن كييف يمكن أن تكون طرفاً موثوقاً به لتسلم مساعدات بمليارات الدولارات.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على تويتر لدى وصولها إلى كييف بالقطار اليوم الخميس: "نحن هنا معاً لإظهار أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب أوكرانيا بحزم كما كان دائماً. ولتعزيز دعمنا وتعاوننا".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي غير راغب في قبول دولة في حالة حرب، ومن المنتظر ألا يحقق آمال أوكرانيا في نيل عضويته سريعاً، مما يؤكد الحاجة إلى المزيد من تدابير مكافحة الفساد.

وسيناقش فريق بروكسل إرسال المزيد من الأسلحة والأموال إلى أوكرانيا وزيادة وصول المنتجات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي ومساعدة كييف في تغطية احتياجات الطاقة وتعزيز العقوبات على روسيا ومحاكمة القادة الروس بسبب الحرب.
ويقول الاتحاد الأوروبي إنه خصص بالفعل ما يقرب من 60 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا، لكن من المتوقع أن يستغرق طلب عضوية كييف سنوات.

وفي خطابه المسائي المصور، قدم زيلينسكي أيضاً تقييماً متشائماً للوضع في ساحة المعركة إذ تواصل القوات الروسية تحقيق مكاسب إضافية في شرق البلاد مع قرب حلول الذكرى الأولى لغزو موسكو في 24 فبراير(شباط).

الوضع يزاد صعوبة
تحقق روسيا، العازمة على إحراز تقدم قبل حصول أوكرانيا على دبابات قتالية ومدرعات جديدة تعهد الغرب بتقديمها، مكاسب في ساحة المعركة وأعلنت إحراز تقدم في شمال وجنوب باخموت، التي تعاني من قصف روسي متواصل منذ أشهر.

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي "لوحظت زيادة واضحة في العمليات الهجومية للمحتلين على الجبهة في شرق بلادنا. أصبح الوضع أكثر صعوبة". وأضاف "العدو يحاول تحقيق شيء الآن على الأقل ليثبت أن روسيا لديها بعض الفرص في ذكرى الغزو". وذكر الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من الأربعاء أن باخموت وعشر بلدات وقرى حولها تعرضت لنيران روسية.

وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن موسكو تكبدت خسائر فادحة في أنحاء باخموت، مما دفعها لإرسال إمدادات من قوات ضعيفة التجهيز، تشمل الآلاف من المدانين الذين تم تجنيدهم من السجون كمرتزقة.

صواريخ
وحصلت أوكرانيا على تعهدات بتسلم أسلحة من الغرب تتمتع بقدرات جديدة، وكان أحدث التعهدات المتوقعة من الولايات المتحدة بتزويدها بصواريخ أبعد مدى.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارة للفلبين الخميس: "نركز على تزويد أوكرانيا بالقدرات التي تحتاجها لتكون جاهزة في هجومها المضاد المرتقب في الربيع".

وستضع الأسلحة الجديدة جميع خطوط الإمداد الروسية في شرق أوكرانيا، وكذلك أجزاء من شبه جزيرة القرم، في مرمى القوات الأوكرانية. وتقول موسكو إن مثل هذه الصواريخ ستصعد الصراع لكنها لن تغير نهجها.