مقاتلتان أمركيتان.(أرشيف)
مقاتلتان أمركيتان.(أرشيف)
الجمعة 3 فبراير 2023 / 12:37

طائرات إف-16.. السلاح الغربي المفخخ في مواجهة روسيا

منذ بدأت روسيا غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، دأبت كييف على مطالبة الغرب بمقاتلات من الجيل الرابع. لكن بعد 25 يناير (كانون الثاني)، حين وافق المستشار الألماني أولاف شولتس أخيراً على تصدير دبابات ليوبارد-2 إلى أوكرانيا، أصبح الطلب أكثر إلحاحاً.

أوكرانيا تستعد لإطلاق هجوم في الربيع لاستعادة أراض

 وحسب ملاحظة مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تريد أوكرانيا مقاتلات أمريكية من طراز إف-15 وإف-16 وكلا الطرازين متوفر بأعداد كبيرة، كما تتخلص دول أطلسية عدة منهما، مع ازدياد تسلمها لمقاتلات إف-35 الشبحية من الجيل الخامس، وفي 30 يناير، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن أمريكا لن ترسل مقاتلات إف-16 إلى أوكرانيا، لكن هل ينتهي الأمر بأن تحصل كييف عليها بأي حال؟.


ما لم تحققه روسيا... قد يتغير
تشير المجلة نفسها إلى أن أوكرانيا تستعد لإطلاق هجوم في الربيع لاستعادة أراض ربما قبل الموجة التالية من التعبئة الروسية. فشلت القوة الجوية الروسية حتى اليوم في تحقيق تفوق فوق أوكرانيا بالرغم من تمتعها بميزة كبيرة من حيث العدد والإمكانات بالمقارنة مع كييف، التي تعتمد بشكل أساسي على مقاتلات ميغ-29 وسو-27 السوفيتية.

يعود الفضل في ذلك إلى دفاع بري-جوي متكامل جداً متفرع أساساً من صواريخ أرض-جو إس-300 المصنوعة في السبعينات وعدد كبير من الصواريخ التي تطلق من الكتف والتي أرسلتها دول الناتو إلى أوكرانيا. لقد سمحت هذه الأسلحة للقوات الأوكرانية الجوية بالتنافس للهيمنة على الأجواء وتوفير دعم تحتاج إليه القوات البرية بشدة. لكن ذلك قد يكون على وشك التغيير.


مشكلة وخوف
لا تؤكد أوكرانيا كم طياراً ومقاتلة قد خسرت، لكنها بلا شك تشعر بتأثير استنزاف دام لسنة. الأسوأ أن وابل الصواريخ والمسيّرات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والأماكن السكنية ترك مخزونات أوكرانيا من الصواريخ المضادة للمقاتلات متدنية بشكل خطير. ثمة مشكلة محددة في استخدام روسيا مسيرة شاهد-136 الإيرانية التي يمكن أن تؤمن غارات دقيقة ضد أهداف غير محاطة بدفاع جيد مثل منشآت الطاقة. غالبية الذخائر، التي تستخدم لإسقاط المسيرات أغلى بمرات عدة من شاهد نفسها التي تكلف نحو 20 ألف دولار.

وفي حين أن الحاجة ملحة إلى المزيد من منظومات الصواريخ المحمولة على الكتف، يخشى الأوكرانيون أن قدرتهم على منع روسيا من تحقيق التفوق الجوي تتآكل بغياب مقاتلات أف-16 أو أي مقاتلات غربية سريعة أخرى. إذاً لماذا لم يوفرها الغرب للأوكرانيين؟


أسباب التردد
أحد الأسباب هو أن بعض القادة، ويبدو أن بايدن من بينهم، يخافون من أن تجهيز أوكرانيا بمقاتلات إف-16 سيمكنها من ضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وبالتالي سينظر إليها الكرملين على أنها خطوة تصعيدية، تثير مجدداً تهديدات بالانتقام النووي.

سبب آخر يذكر غالباً حسب المجلة، هو أن إف-16 نظام معقد. يحتاج الطيارون لما لا يقل عن ثلاثة أشهر من التدريب بينما يحتاج الميكانيكيون إلى فترة أطول للصيانة، ويتطلب هذا النظام دعماً لوجستياً ومدارج طويلة وسلسة للإقلاع، لا تملكه أوكرانيا بما فيه الكفاية رغم أن قواتها تقول إنها تحدث القواعد الجوية على امتداد البلاد، استباقاً لحصولها على مقاتلات غربية. لكن هذه المدارج ستصبح فوراً أهدافاً للروس.


السبب الأول
تم تقديم العذر الأول في كل مرة تقريباً طلبت أوكرانيا من الغرب إمكانات جديدة أو محسنة خصوصاً بالنسبة إلى أي شيء يمكن توصيفه بأنه هجومي عوضاً عن أن يكون دفاعياً. الحقيقة هي أن مقاتلات إف-16، مثل الدبابات، يمكن أن تكون دفاعية وهجومية بالاعتماد على طريقة استخدامها.

ويقترح خبير شؤون القوات الجوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة جاستين برونك أن استخدام مقاتلات إف-16 للقيام بعمليات في عمق روسيا سيضعها تحت رحمة صواريخ الأرض-جو الروسية، ومن ضمنها منظومة إس-400 الفتاكة، ثمة على الأرجح طرق أفضل لضرب أهداف بعيدة في روسيا.


أكثر جدية
السبب الثاني لعدم تزويد أوكرانيا بالدبابات أكثر جدية، وفق المجلة ومع ذلك هو ليس عصياً على الحل، حيث بإمكان تدريب الطيارين والطواقم الأرضية فوراً، قبل إرسال المقاتلات.

يقول دوغلاس باري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن المدارج تمثل مشكلة لكن الطيارين قادرون على استخدام مطارات مشتتة. ستكون الأخيرة عديدة وصعبة على الروس كي يكتشفوها، لكن ممرات الهبوط ستكون أقصر وأقل سلاسة فتعرض الطيار لخطر أعظم. مع ذلك، إذا قال الأوكرانيون إنهم يريدون إف-16 فالأحداث الأخيرة تقترح أن لديهم فكرة جيدة عن كيفية قيامهم باستخدامه.


اقتناع
أصبح الكثير من داعمي أوكرانيا في الغرب مقتنعين بأنه لا يكفي أن تتفادى أوكرانيا الهزيمة، بل أنه يجب على روسيا أن تخسر. أعربت هولندا عن استعدادها لإرسال مقاتلاتها من طراز إف-16. تقول أوكرانيا إن بولندا تدرس الخطوة نفسها، ويُقال إن البنتاغون يستعد لإعطاء موافقته على صادرات كهذه. كالعادة، شولتس هو قائد المترددين، إذا كان الغرب يعتقد أنه من دون مقاتلات أفضل ستتمكن روسيا من الهيمنة على المجال الجوي فيجب عليه توفيرها وفق نصيحة المجلة: "هذه المرة عاجلاً لا آجلاً".