دبابات لبوبارد 2.(أف ب)
دبابات لبوبارد 2.(أف ب)
الجمعة 3 فبراير 2023 / 14:45

تحذير أمريكي: الحرب ضد روسيا أسوأ من انتصار أوكرانيا

24- طارق العليان

وافقت الولايات المتحدة على إرسال 31 دبابة من طراز M1 Abrams إلى أوكرانيا مؤخراً، بالتزامن مع إعلان المملكة المتحدة أنها سترسل 12 دبابة من طراز تشالنجر، وألمانيا 14 دبابة من طراز ليوبارد 2.

ورفعت برلين بشكل ملحوظ الحظر الذي منع الدول من منح أوكرانيا دبابات ألمانية الصنع. وتقوم السويد والنرويج وبولندا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى بتشغيل دبابات من طراز ليوبارد 2 ويبدو أنها حريصة على مساعدة الدولة المحاصرة، وفق تقرير لمجلة "أمريكان سبكتيتور".


وقال الرئيس جو بايدن في إعلانه عن المساعدة: "بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا، أرسلنا أكثر من 3000 عربة مدرعة، وأكثر من 8000 نظام مدفعي، وأكثر من مليوني طلقة ذخيرة مدفعية، وأكثر من 50 نظاماً صاروخياً متقدماً متعدد الإطلاق، وأنظمة مضادة للسفن والدفاع الجوي، وكلها لمساعدة أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".


بالنظر إلى هذه القائمة من المساعدات، يبدو أن الأمور تتجه إلى التصعيد. وتمثل الدبابات، التي تبدو جميعها متفوقة على دبابات حقبة الحرب الباردة من طراز T-72 والتي استخدمها الغزاة، أحدث ما تم التوصل إليه في هذا الصدد. فإلى أين يتجه سقف المساعدات؟ تتساءل المجلة الأمريكية في تقرير أعده دانيال جاي فلين.


هل تصنع الدبابات الفارق؟
في الشهر الماضي، رفضت إدارة بايدن فكرة توفير الدبابات. ولكن  البيت الأبيض عاد وتعهد هذا الشهر بتقديم 31 دبابة M1 Abrams. وإذا لم تثبت الدبابات قدرتها على صناعة الفرق وتتوسل أوكرانيا الحصول على طائرات ذات الأجنحة الثابتة، فهل سنرفض طلبها؟.


وأضاف: "كلما كانت الأسلحة أكثر تقدماً وقوة، بدا الأمر أكثر استفزازاً لروسيا. وكلما بدا ذلك استفزازياً لها، اقتربنا من التحول من حليف إلى مقاتل. عندما تدفع دولة ما ثمن الأسلحة والذخائر التي تقتل أبناء بلد آخر- بغض النظر عن السؤال الأقل عمقاً والأكثر ذكاء حول من يحاربون إلى جانب الملائكة- فقد تسعى الدولة التي يسقط لها ضحايا إلى الانتقام".


وغالباً ما تضع الدول خطوطاً واضحة كتحذيرات للدول الأخرى لا ينبغي تجاوزها تحت طائلة الحرب. لكن على الدول أيضاً أن تضع حدوداً ل سلوكها لمنع نفسها من القتال في حروب لم تكن تنوي الانخراط فيها أبداً.

وتابع التقرير: "من المؤكد أن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب الروسية الأوكرانية تمثل شيئاً أكبر من مشاركتنا في الحرب العالمية الأولى قبل غرق هوساتونيك، وفيجيلانسيا، وأزتيك، وسفن تجارية أمريكية أخرى".


لذلك، تكثر السوابق عن الحروب التي تبدأ بأقل من ذلك بكثير. الجاهل بالتاريخ فقط هو الذي ينكر ذلك، لكن للأسف هناك أكثر من شخص واحد جاهل بالتاريخ، يقول التقرير.


وأشار الكاتب إلى أن حرب أوكرانيا تنطوي على عدة جوانب سلبية من الناحية الاقتصادية. وهناك مخاوف أقل تتعلق بالديون الأمريكية البالغة قيمتها 31 تريليون دولار والفساد المستشري في أوكرانيا. ويتمثل الشاغل الأساسي في استفزاز صانع معظم الأسلحة النووية الموجودة على كوكب الأرض.


سيناريو رهيب
إن رعب الحرب النووية أو أي صراع أصغر مع قوة عسكرية عالمية يسمح للفاعلين السياسيين برفض احتمالية وقوعها بسهولة. لكن السيناريو الرهيب، وفق التقرير، يجب أن يجعلنا ننتبه، لا أن نضحك عليه.  الحرب ضد روسيا أسوأ بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة من الفائدة التي قد يجنيها الأوكرانيون من انتصارهم، برغم الاحتمالات البعيدة لذلك.
وهذا يستدعي وجود خطوط حمراء داخلية. يصف بوتين بشكل دوري هذا الإجراء أو ذاك من قبل الغرب بأنه تجاوز للخط الأحمر. ما الخطوط الحمراء التي نفرضها على سلوكنا؟ يتساءل معد التقرير.
نحن نريد أن تفوز أوكرانيا. فما الإجراءات المحتملة التي تتخذها الحكومة الأمريكية حتى يحقق الأوكرانيون النصر في الحرب ونستبعدها في الوقت نفسه لأنها تضر بمصالح الولايات المتحدة؟

ويخلص الكاتب إلى إن تصعيد مساعداتنا، من حيث الأموال التي أنفقت وفاعلية السلاح، يشير إلى أننا لا نعرف الإجابة على هذا السؤال.