جانب من آثار الزلزال في تركيا (تويتر)
جانب من آثار الزلزال في تركيا (تويتر)
الإثنين 6 فبراير 2023 / 13:28

لماذا تعتبر تركيا بؤرة ساخنة للزلازل المدمرة؟

شهدت تركيا زلزلاً عنيفاً بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، ما تسبب في مصرع 284 شخصاً على الأقل، وانهيار 1700 مبنى، وامتدت الآثار المدمرة إلى سوريا المجاورة، التي تعرضت مدن اللاذقية وحماة وحلب إلى أضرار بشرية ومادية هائلة.

وتتعرض تركيا منذ عقود طويلة لزلازل مدمرة، وكان أكثرها قوة في عام 1999، حين ضرب زلزال مدينة كوجايلي المحاذية لإسطنبول، والتي ينتهي بها خليج مرمرة، وأدى الى وفاة 17 ألف شخص، وجرح مئات الالاف، في حين تعرضت البنية التحتية لدمار شامل، واختفت مناطق سكنية بأكملها. 


 

تاريخ من الزلازل

وعقب هذا الزلزال المدمر تنبأ العلماء بحدوث زلزال كبير في مدينة إسطنبول والمدن المجاورة لها في السنوات المقبلة، مما دفع السلطات المحلية لاتخاذ إجراءات تساهم في التخفيف من آثار الزلازل، وتم رفع قدرة أبنية المدن التركية لتتحمل قوة الزلازل، وكذلك نشر الوعي السلوكيّ أثناء الزلازل، إذ يوصي الخبراء بجمع أفراد الأسرة بالقرب من مداخل الأبواب والابتعاد عن النوافذ والزجاج، وإغلاق منافذ الكهرباء والغاز.

وتعرضت تركيا لموجة زلازل خلال عامي 2019 و2020، ولكنها تركزت بشكل عام في محيط خليج مرمرة، وفي سبتمبر (أيلول) عام 2019 ضرب زلزال بقوّة 5.8 مدينة إسطنبول، وتلته هزات ارتدادية تجاوزت المئة هزة أقواها بقوة 4.1 درجة، وكان بحر مرمرة مركزاً لهذا الزلزال بعمق 6.99 كم. في حين تبعها زلزال اخر في يناير (كانون الثاني) عام 2020 على شكل ارتدادات ضرب العاصمة أنقرة وولاية مانيسا بلغت شدتها أكثر من 4.5 درجة، كما ضرب زلزالٌ بقوة 6.8 ولاية إيلازيغ وملاطية، وشعر به سكان المناطق الجنوبيّة في تركيا، وأسفر عن 17 قتيلاً.

لماذا تعتبر تركيا بؤرة ساخنة للزلازل؟

وأكد باحثون أن تركيا تقع على قمة واحدة من أكثر المناطق نشاطاً في العالم من حيث النشاط الزلزالي.

في جوهرها، فإن تركيا عبارة عن كتلة من القشرة الأرضية تقع في إطار جيوفيزيائي بين الصفيحة التكتونية العربية، التي تتجه نحو الشمال بمعدل حوالي بوصة واحدة في السنة، وبين الصفيحة الأوراسية، والتي تمثل، نسبيًّا، جسمًا غير قابل للحركة.

وأشار العلماء بحسب وسائل إعلام إلى أن كل ما يحدث لتركيا هو نتاج تحرك شبه الجزيرة العربية باتجاه كل من تركيا وإيران والعراق، وتوجد المحركات التي تقود هذا التحرك البطيء للجزيرة العربية باتجاه الشمال أسفل البحر الأحمر وخليج عدن. وإن هاتين المنطقتين تضمان صدوعا في القشرة الأرضية أسفل المياه. وعلى طول هذه الصدوع تحدث تحركات يمينا ويسارا، وبالتالي تتسرب قشرة جديدة وتنتشر باتجاه أي من الجانبين.

وأكد العلماء أن أكثر خطوط الصدع تدميراً في تركيا هو خط الصدع شمالي الأناضول، حيث تلتقي صفيحتا الأناضول والأوراسيا، ويمتد خط الصدع شمال الأناضول من جنوب إسطنبول مباشرة على طول الطريق إلى شمال شرق تركيا.

وكذلك يمتد خط صدع شرق الأناضول حوالي 650 كيلومتراً من مرتفعات شرق تركيا إلى البحر المتوسط، حيث يتجه جنوبا ويلتقي في النهاية مع الصدع الكبير الذي يفصل بين الصفائح الإفريقية والعربية.

جدير بالذكر أنه في أواخر نوفمبر (كانون الأول) الماضي ضرب زلزال بقوة 6.1 درجات شمال غرب تركيا موقعاً حوالي 50 جريحاً ومتسبباً بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح.