الرئيس الأمريكي جو بايدن.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن.(أرشيف)
الخميس 9 فبراير 2023 / 12:39

واشنطن تايمز: هل سقطت "هيبة أمريكا" مع المنطاد الصيني؟

24- طارق العليان

قالت صحيفة "واشنطن تايمز" في افتتاحيتها إن منطاد التجسس الصيني لم يكن الشيء الوحيد الذي أسقطه بايدن. فمع غرق حطام المنطاد في البحر، شهدت الأمة الأمريكية ثغرة كبيرة في مصداقية الرئيس بوصفه مدافعاً عن الأمن القومي الأمريكيّ

تجاهل بايدن الواضح لأمن الولايات المتحدة يتناقض بشكلٍ غريب مع تحركاته الجريئة لدعم أوكرانيا

. وفي الوقت الذي أعربَ فيه بايدن عن قلقه البالغ بشأن سيادة أوكرانيا وتايوان البعيدتين جغرافيّاً، أظهر لامبالاة بسيادة الأراضي الأمريكية.
وقالت "واشنطن تايمز": "راقب الشعب الأمريكي منطاد التجسس الصيني في هيئة منطاد لرصد الأحوال الجوية وهو يحلق بهدوءٍ لأيام فوق الأراضي الأمريكية، متسعكاً فوق بعض أكثر المنشآت العسكرية الأمريكية حساسيّة. لقد كان هذا المنطاد ناجحاً بوصفه مسباراً للدفاعات الأمريكية، حتى ضربته مقاتلة طراز إف-22 أخيراً يوم السبت قبالة ساحل كارولاينا الجنوبية.


أعطى بايدن الضوء الأخضر لإسقاط المنطاد فور أن عبرَ الحدود الكندية، لكن البنتاغون تركه دون مساس يُحلِّق في سماء الولايات المتحدة خشية أن تتسبب معدات التجسس الثقيلة التي يحملها بأضرار على الأرض. ولم يُقدم أحد تفسيراً وافيّاً لِمَ لم يُدمَّر المنطاد قبل أيام مع اقترابه من ألاسكا.
وتابعت الصحيفة: خلال الأيام الأخيرة، علمَ الأمريكيون أنّ الولايات المتحدة سبقَ أن سمحت سرّاً للمناطيد الصينية بعبور الأجواء الأمريكية. ومن المنطقي أن نفترض أن الرئيس لكان قد تجاهل هذا التدخل السافر لولا أن مصوراً من إحدى صحف ولاية مونتانا رصده بعدسة كاميرته.
بالطبع هناك خطوط مضيئة في السماء ترسم حدود المجال الجوي الأمريكي. لكنّ هذا يكاد لا يكون عذراً في عصر المراقبة الحديث لتجاهل انتهاكات الحدود القومية. وبالنظر إلى لامبالاة الرئيس لملايين المهاجرين الذين يتسللون خلافاً للقانون عبر الحدود الجنوبية، يبدو أنه يعتقد أن سيادة الولايات المتحدة – براً أو جواً –يجب أن تُكرم من الآن فصاعداً بالخرق.


تجاهل بايدن للأمن القومي
ومضت الافتتاحية تقول إن تجاهل بايدن الواضح لأمن الولايات المتحدة يتناقض بشكلٍ غريب مع تحركاته الجريئة لدعم أوكرانيا بـ 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية التي تهدف إلى إحباط الغزو الروسي المستمر منذ عام. وبالمثل نراه قد تَعهَّدَ بدعم تايوان التي تواجه غزواً محتملاً من الصين في غضون بضع سنوات.
ويتساءل الأمريكيون: لماذا يحرص بايدن على الأمن الحدودي لهذين البلدين ويتجاهل أمننا القومي؟


قد تكمن الإجابة، برأي الافتتاحية، في الفكرة الرائجة في أوساط الجناح التقدميّ للحزب الديمقراطي الذي يتبعه بايدن لكوكب خالٍ من الحدود والقوميات. إن بايدن يحاول، مُستغلاً ومسيئاً استغلال سلطة منصبه، أن يُحل ثقافة عالمية مثالية محل "أمة واحدة تحت راية الرب".
ومن المؤسف، تقول الصحيفة، أن تجربة الحدود المفتوحة لبايدن لا تفضي إلى مواطنة عالمية مُحبَّة للسلام، وإنما إلى عواقب وخيمة لتدفقات جامحة من المهاجرين التي تُعدُّ ميلاداً جديداً للقَبَليَّة التي تُمزِّق الهويات العرقية المُتصادمة في سياقها المجتمعات الأمريكية.


وبينما يسعى الإمبرياليان الرجعيان فلاديمير بوتين وشي جين بينغ إلى الغزو، يدافع الرئيس عن فكرة العالم الواحد الخيالية بشُحناتٍ من الأسلحة الأمريكية. إذا كانت لديه أدنى فكرة عن كيفية الحد من التوترات النووية المتصاعدة، فهو لم يشاركنا إياها.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: ملحمة منطاد الاختبار الصينيّ تظهر حماقة ولامبالاة السيد بايدن بأمن الحدود. ومن المقرر أن يُطلع البنتاغون مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل على تفاصيل هذا الحادث المُحرج. والشعب الأمريكي يستحق هو الآخر تفسيراً.