مورينيو يواجه الـ"سبيشل ون" الحقيقي

أطلق على نفسه لقب "سبيشل ون"، وهو ما لم أستغربه يوماً من شخص عُرف بعجرفته، لكن على ماذا استند؟ وكيف رأى أنه مميز؟

المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، هو حقاً سبيشل ون في تصريحاته البعيدة كل البعد عن كرة القدم، ففي مؤتمراته الصحافية بالكاد يتحدث عن ما دار أو قد يدور في مباراة، مفضلاً الحديث عن نفسه أو عن خصومه أو الحكام أو حتى الصحافيين.

جوزيه مورينيو هو حقاً سبيشل ون، في إغراق الأندية بالديون ليقودها إلى الألقاب، فبإلقاء نظرة عامة على الأندية التي دربها منذ بدايته مع بورتو، مروراً بتشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد، نجد أن المبالغ التي صرفتها تلك الأندية مجتمعة قد تصل إلى مليار يورو تقريباً، ومع ذلك لم يحقق جميع الأهداف التي وضعت له.

جوزيه مورينيو هو حقاً سبيشل ون في اختلاق المشاكل مع الأندية المنافسة، وهو ما حدث بشكل لافت عندما قاد ريال مدريد إلى عداء حقيقي مع برشلونة، ولم يحصد في ثلاث سنوات سوى ثلاثة ألقاب محلية تمثلت بالدوري والكأس والسوبر، فيما عجز عن قيادة "الملكي" إلى لقبه الأوروبي العاشر، والذي تعاقدت معه الإدارة لأجله.

وصل السبيشل ون المزعوم إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليواجه اليوم كتيبة أتلتيكو مدريد بقيادة مدربها الأرجنتيني الداهية دييغو سيميوني، الذي لم يكن أشد المتفائلين يتوقع وصوله إلى هذا الدور، إضافة إلى تصدره ترتيب الدوري الإسباني متفوقاً على ريال وبرشلونة، بل وبات قريباً من حسم اللقب.

بالنظر إلى سيميوني وتاريخه التدريبي، نجد أنه لم يدرب فرقاً كبيرة في أوروبا، لكنه وصل عام 2011 لقيادة فريق متهالك يدعى أتلتيكو مدريد، ووعد الجماهير حينها بإعادة النادي إلى الزمن الجميل، وهو ما بدأت تلمسه عشاق "الروخيبلانكوس" منذ الأيام الأولى للمدرب الأرجنتيني مع فريقها، فبدأ بتحقيق الألقاب واحداً تلو الآخر ليصبح رقماً صعباً في القارة العجوز.

فوارق كبيرة بين مورينيو وسيميوني، فالبرتغالي يطالب بالمال والنجوم قبل إطلاق الوعود بالألقاب، أما الأرجنتيني فأعاد اكشاف لاعبين متهالكين دون تكلفة النادي الكثير، إنما منذ قدومه بدأ أتلتيكو حصد الأرباح، وتضاءلت ديونه بنسبة اقتربت من 50%.

الفارق الأكبر بين مورينيو وسيميوني، هو أن الأول صنع نفسه من المال والتصريحات النارية، أما الثاني فبروحه وعزيمته وعشقه لكرة القدم كسب احترام خصومه قبل محبيه، لذلك هو الأجدر بلقب "سبيشل ون".