رص منطاد صيني فوق سماء أمريكا (أرشيف)
رص منطاد صيني فوق سماء أمريكا (أرشيف)
الثلاثاء 14 فبراير 2023 / 21:31

بعد قضية المنطاد الصيني.. هل تنتهي التكهنات حول الأجسام الطائرة؟

هل يمكن أن تؤدي قضية المنطاد الصيني إلى تمكين الجيش الأمريكي من التعرف على نحو أفضل على الأجسام الطائرة المجهولة التي تثير الكثير من التكهنات؟

بعد رصد منطاد صيني في المجال الجوي الأمريكي، غيرت الولايات المتحدة إعدادات راداراتها التي ضُبطت في البداية لرصد الطائرات والصواريخ السريعة، من أجل البحث في السماء عن أجسام أصغر وأبطأ.
وهذه المعلومات الجديدة هي التي مكنت خصوصاً من رصد 3أجسام - ما زالت طبيعتها غير واضحة - ثم إسقاطها في سماء أمريكا الشمالية على التوالي أيام الجمعة والسبت والأحد.
وفي حين أن هذه الأدوات لن تكون قادرة على توضيح ماهية الأجسام الطائرة المجهولة التي رُصدت في الماضي، يمكنها أن تكشف طبيعة مزيد من الأجسام الغريبة في الجو في المستقبل، وربما تحد من التكهنات الخيالية.

لغز صحون وأطباق طائرة

وعلى امتداد فترة طويلة، كانت السلطات الأمريكية تتحفظ على التقارير التي تتحدث عن صحون وأطباق طائرة، تاركة الباب مفتوحاً أمام النظريات الغريبة خصوصًا بشأن احتمال رصد أجسام جاءت من خارج كوكب.
ولكن بعدما رصد طيارون عسكريون أمريكيون ظواهر لا يمكن تفسيرها، قررت وزارة الدفاع قبل سنوات أن تأخذ الأمر على محمل الجد، لا سيما مع تخوفها من عدم القدرة على رصد أجهزة تجسس صينية.
وفي العام 2020، شكّلت واشنطن فريق عمل متخصصاً بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات استخبارات أخرى.
ونجح الفريق بسرعة في التعرف على بعض هذه الأجسام على أنها مناطيد لرصد الطقس وانعكاسات الشمس، ولكن البعض ما زال لغزاً، مثل فيديو التقطه طيار عسكري لجسم أسرع وأكثر قدرة على المناورة من طائرة سلاح البحرية الأمريكية.
وقال الرئيس السابق باراك أوباما في العام 2021 إن "الصحيح... هو أن هناك صورًا وتقارير لأجسام في السماء لا نعرف ما هي".


مئات الحالات 

وبعد أول تقرير في يونيو (حزيران)2021، أشار تقرير استخباراتي أمريكي ثانٍ نُشر قبل شهر إلى رصد المئات من الأجسام الطائرة المجهولة.
ومن بين 510 حالات تمت دراستها، يمكن تفسير نحو 200 منها على أنها طائرات بدون طيار أو في بعض الأحيان مجموعة تسمى تلوث هوائي وتشمل الطيور وأحداث طقس معينة، وأكياساً بلاستيك وغيرها. لكن ظلت حالات أخرى بدون تفسير، بحسب الملخص الوارد في نسخة غير سرية من التقرير عُرضت على الكونغرس.
وفي التقرير الأول لعام 2021، من بين 144 حالة رُصدت، أثارت 18 حالة تساؤلات منها على سبيل المثال احتفاظ جسم بوضع ثابت في مهب الريح على ارتفاع عالٍ جدًا أو التحرك بسرعة كبيرة من دون وسائل دفع مرئية.
ويشير تقرير يناير (كانون الثاني) 2023 إلى أن "الظواهر الجوية غير المحددة ما زالت تشكل خطراً على سلامة الطيران كما يُحتمل أن تشكل تهديدًا بجمع معلومات استخبارية".


 لا توجد أجسام من خارج الأرض 

توجسد الخوف بعد أسابيع قليلة مع رصد المنطاد الصيني الذي قالت الولايات المتحدة إنه للتجسس، وهو ما نفته بكين.
ويبدو أن الجسم الذي وصل من شمال غرب أمريكا الشمالية يعتمد تكنولوجيا تسمح له بالتحرك وتنفيذ نشاطات مراقبة إذ يُعتقد أنه حلق فوق مواقع عسكرية أمريكية استراتيجية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن "هناك ما لا يقل عن 4حالات مماثلة أخرى لمناطيد صينية رُصدت منذ العام 2017 ، ربما عدّت في ذلك الوقت أجساماً طائرة مجهولة".
وبعد هذه القضية التي أسقطت خلالها المنطاد طائرة إف 22 في المحيط الأطلسي، غيّر الجيش الأمريكي إعدادات الرصد بالرادار، ما أتاح رصد الأجسام الثلاثة فوق ألاسكا ويوكون الكندية وبحيرة هورون.
ولكن خلافاً للمنطاد الصيني، قالت الحكومة الأميركية إنها لا تعرف طبيعتها وإن تم إسقاطها أيضاً.
وسارعت الإدارة الأمريكية إلى القول إن الأمر لا يتعلق بزيادة أعداد الأجسام الطائرة المجهولة، لكن ببساطة بالكشف عنها على نحو أفضل.
وحرص جون كيربي الناطق باسم مجلس الأمن القومي على طمأنة مواطنيه بقوله "لا أعتقد أن الشعب الأمريكي يجب أن يقلق بشأن كائنات فضائية في ما يتعلق بهذه الأجسام الطائرة".