مطار حلب. (رويترز)
مطار حلب. (رويترز)
الخميس 9 مارس 2023 / 22:16

تكرار الغارات الإسرائيلية على سوريا يثير أسئلة عن فعاليتها

تناولت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الغارات التي تشنها إسرائيل على شحنات أسلحة إيرانية إلى سوريا و"حزب الله"، بما فيها تلك التي تنقلها من خلال الرحلات الجوية المدنية، وتساءلت "ماذا بعد ذلك؟".

وفي تحليل نُشر بـ"جيروزاليم بوست" تحت عنوان "الغارات الإسرائيلية على سوريا.. ماذا بعد"، جاء أن سوريا وإيران غاضبتان بعد الأنباء التي نُشرت حول غارة جوية هذا الأسبوع، استهدفت مطار حلب، والذي كان قد تضرر من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الشهر الماضي.
وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وصف تلك الضربة الجوية بأنها "جريمة" لأنها تلحق ضرراً بالمطار المدني. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن "النظام السوري يود تصوير المطار على أنه الآن مفتاح لمساعدة ضحايا الزلزال"، مستطردة: "ورغم ذلك، يبدو أن إيران استخدمت المطار في الماضي لنقل الأسلحة إلى سوريا، كما استعملت  أيضاً قاعدة التيفور الجوية، والمطارات في دمشق، بطريقة مماثلة".
وتقول الصحيفة إن إيران استخدمت وجودها في سوريا لتشكيل ميليشيات والحصول على وكلاء لاستهداف القوات الأمريكية في شرق سوريا وتهديد إسرائيل ونقل الأسلحة إلى تنظيم "حزب الله"، وفي المقابل سعت إسرائيل لوقف ترسيخ إيران في سوريا من خلال ما سُمي لـ"المعركة بين الحروب".
 

 

مطار حلب في مرمى النيران

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، نقلاً عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه، أن طائرات حربية إسرائيلية أطلقت صواريخ أصابت مطار حلب الدولي، مشيرة إلى أن الغارة ألحقت أضراراً مادية بالمطار وأخرجته من الخدمة، فيما أفادت "فرانس 24"  بمقتل عدة أشخاص في الغارة الجوية.
ولم تكن المرة الأولى التي تستهدف إسرائيل مطار حلب،  سجلت غارات على المطار في سبتمبر (أيلول) 2022 وأواخر أغسطس (آب) 2022. وفي مارس (آذار) 2019 كانت هناك غارات جوية في شمال سوريا بالقرب من حلب.
 

تصاعد التوترات في المنطقة

وفقاً للصحيفة، تأتي الضربة الجوية مع تصاعد التوترات مع إيران لمواصلتها  تخصيب اليورانيوم. وتزامنت أيضاً مع زيارة لوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى إسرائيل هذا الأسبوع في إطار زيارة للمنطقة، فضلاً عن زيارة الجنرال الأمريكي، مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة.
وأشارت الصحيفة أيضاً إلى استهداف إيران لسفن تجارية في خليج عمان مرتين في الأشهر الأخيرة، وإلى اعتراض أسلحة إيرانية متجهة إلى اليمن، وشن إيران لهجمات إلكترونية على جامعة "التخنيون" في شمال إسرائيل، بحسب تقارير.
 

سلوك إيراني

بعد أن ألحق الزلزال أضراراً بسوريا، وقتل الآلاف الشهر الماضي، سادت مخاوف من أن تستخدم إيران الزلزال كغطاء لنقل الأسلحة، وقالت الصحيفة: "هذا يعني أن إيران تستخدم الدعم المدني والرحلات الجوية المدنية لنقل الأسلحة إلى سوريا وحزب الله، وإيران كانت تفعل ذلك منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية السورية".
 

 

لهجة قوية

أضافت الصحيفة، أنه من غير المعتاد أن تستخدم سوريا لهجة قوية ضد الغارات الجوية، ففي كثير من الأحيان لا يعلق النظام السوري، لكنه نادراً ما يستخدم كلمات مثل التي أطلقها هذا الأسبوع، متهما إسرائيل بارتكاب "جريمة"، وتابعت: "من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستدين الضربة أيضاً، فروسيا تدعم النظام السوري".
وألقت جيروزاليم بوست الضوء على تقرير أكد أنه على إسرائيل إعادة تقييم فعالية غاراتها الجوية على سوريا، وقال "ما يقرب من عقد مضى منذ أن بدأت إسرائيل استراتيجية المعركة بين الحروب في سوريا مستهدفة القوات الإيرانية وقوافل أسلحة حزب الله، كل بضعة أيام أو أسابيع، تتناقل وسائل الإعلام أنباء عن هجوم غامض في سوريا". وقالت الصحيفة: "الآن يتم طرح أسئلة حول فعالية هذه الاستراتيجية".