خلال توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية الصين (أرشيف)
خلال توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية الصين (أرشيف)
السبت 11 مارس 2023 / 13:54

مصالحة السعودية وإيران.. هل تغير ملامح المنطقة؟

بعد الإعلان عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة صينية، إثر قطيعة دامت لـ7 سنوات، يرى مراقبون أن ملامح المنطقة ستتغير خلال الفترة المقبلة، خاصة في المناطق التي تتواجد فيها إيران وعلى رأسها اليمن والعراق وسوريا.

الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين السعودي والإيراني يحتم عليهما التعاون الأمني، مما يضع طهران أمام مسؤوليتها بالالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبناء عليه توقع سياسيون أن تتجه إيران لنهج جديد في التعامل مع قضايا المنطقة، وبدء صفحة جديدة من التعاون مع الدول العربية.

ابتزاز غربي

وقال الخبير في الشأن الإيراني ومدير المركز العربي للبحوث والدراسات، الدكتور هاني سليمان، إن عودة العلاقات بين إيران والسعودية من شأنها التأثير على الترتيبات الجيوستراتيجية في المنطقة، ويكون هناك تراجع في حجم الابتزاز الأمريكي والغربي من التخوفات الإيرانية، وستفقد هذه الدول أهم أوراق الضغط.

وأوضح سليمان لـ24 أنه من المتوقع أن تتحول إيران من دول تهدد بالاستقرار، إلى دولة تستطيع التعاون مع الدول الخليجية في تأمين المنطقة، وقد يؤدي ذلك إلى تفاهمات محددة في الملف اليمني والسوري أيضاً.

وأشار سليمان إلى أن إيران إذا صدقت في نواياها سيكون مردود ذلك مزايا إيجابية للغاية رغم الخلافات الخليجية الإيرانية، ولكن الاتجاه لبناء مرحلة جديدة والوقت سيكون اختبار كل شيء، وهناك مرحلة جس نبض لحسن النوايا لبدء صفحة جديدة من العلاقات المشتركة بين إيران والدول العربية.

كما أكد سليمان أن الإعلان عن عودة العلاقات بين البلدين كان مفاجئاً، حيث لم يتم الإعلان عن تفاصيل المفاوضات، ولم يكن له مقدمات أو زخم إعلامي، وإن التوصل للاتفاق له أهمية بالغة، خاصة بعد توتر العلاقات بين السعودية وإيران في الملف اليمني.

 
تغيير خريطة المنطقة

ومن جانبه توقع مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير صلاح حليمة أن الاتفاق على عودة العلاقات بين السعودية وإيران سيعمل على تغيير خريطة المنطقة خلال فترة قصيرة، إذا صدقت إيران في نواياها، مشيراً إلى أن الملف اليمني سيكون على رأس أولويات عمل الرياض وطهران خلال الفترة المقبلة.

وقال السفير صلاح حليمة لـ24 إن التهديدات الإيرانية للسعودية والخليج مستقبلاً لن تكون بنفس الدرجة التي كانت عليها بعد بدء صفحة جديدة بين طهران والرياض، حيث سيتم العمل على حل الأزمات التي تواجه المنطقة والوصول إلى نقاط تفاهم سلمياً.

كما أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن المنطقة العربية ستشهد تغيرات إيجابية للغاية خلال الفترة المقبلة، ولن تصبح إيران مصدر التهديد في الخليج بعد الوصول إلى التعاون المشترك في الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية أيضاً.

واتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.

كما سيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.

وبحسب بيان ثلاثي صادر عن إيران والسعودية والصين، تُستأنف العلاقات بين الرياض وطهران ويُعاد افتتاح السفارتين في غضون مدة لا تتجاوز شهرين.