آية الله علي خامنئي
آية الله علي خامنئي
الإثنين 13 مارس 2023 / 09:57

تقرير: التنازلات الشعبية تضع خامنئي على حافة الهاوية

24- طارق العليان

أتمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عامها الرابع والأربعين منذ حوالي شهر، إلا أنها تواجه زخماً ثورياً لإجراء تغيير شامل في النظام منذ أكثر من عقد.

سنوات المعارضة العلنية تشكل تهديداً متزايداً للمؤسسة الدينية

وأدى الحجم غير المسبوق للاحتجاجات التي عمت البلاد العام الماضي، التي اندلعت بسبب مقتل الشابة مهسا أميني لمخالفتها قواعد اللباس في البلاد، إلى سكب الوقود على النار.

المشكلة، برأي كامران بوخاري في تحليل بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز"، هي أن لا حل إلا بتنازلات كبيرة من طهران لإرضاء الشعب، ولكن تنازلات كهذه في قضايا مثل الحجاب، ستؤدي إلى تشجيع الجماهير للضغط، من أجل تغيير أكبر.

 

تهديد للمؤسسة الدينية

تدرك الحكومة أن سنوات المعارضة العلنية تشكل تهديداً متزايداً للمؤسسة الدينية. وفي الوقت نفسه، أنفقت الكثير من الموارد على استراتيجية الأمن القومي للحفاظ على مجال نفوذ طهران وتوسيعه في جميع أنحاء المنطقة.

 


تحدت انتفاضة الربيع العربي في سوريا عام 2011 هذه الاستراتيجية، وأجبرت طهران على تخصيص المزيد من الموارد لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
ووفق التحليل، كانت خطة إيران لإدارة هذه المشاكل هي محاولة إحياء الاتفاق النووي مع إدارة بايدن. ومع ذلك، توقفت العملية بسبب جائحة فيروس كورونا، وانتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي في عام 2021، فيما يعتبر أكثر الانتخابات التي تعرضت للتلاعب في تاريخ البلاد، بالإضافة إلى الضغوط التي تتعرض لها إدارة الرئيس بايدن، ثم الحرب الروسية الأوكرانية.

لا اتفاق نووياً قريباً

واستبعد التحليل في ظل هذه الظروف أن يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، بالإضافة إلى احتمال أن تزداد الأوضاع الاقتصادية في إيران تدهوراً.
يتألف النظام الإيراني من متاهة من المؤسسات مرتبطة ببعضها في بنية جمهوريّة ثيوقراطيّة معقّدة. وبشكل عام، يضم النظام السياسي الإيراني 3 مراكز قوة: رجال الدين بقيادة المرشد الأعلى، والجيش الذي يسيطر عليه الحرس الثوري، والحكومة برئاسة الرئيس المنتخب شعبياً. وتتشارك مراكز القوة الثلاثة هذه وتتنافس على السلطة منذ عقود.
وفي الواقع، كان الخوف من فراغ السلطة وعدم اليقين من المجهول هو ما ساعد النظام على إدارة الموجة الأخيرة من الاضطرابات. فهناك الكثير من الإيرانيين الذين يريدون سقوط النظام لكنهم يخشون الفوضى التي قد تتبع ذلك، حسب التحليل.