الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أرشيف)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أرشيف)
الخميس 16 مارس 2023 / 11:31

الرد على "الإسلاموفوبيا"

افتتاحية - الخليج

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام؛ (الإسلاموفوبيا) الذي يصادف 15 مارس (آذار)، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن سماحة الدين الإسلامي، ورسالة التراحم والتعاطف التي جاء بها إلى العالم، وقال: إنها تشكل إلهاماً للناس حول العالم، مستشهداً بالآية الكريمة في سورة التوبة "وإنْ أحدٌ منَ المشركينَ استَجاركَ فأجرهُ حتى يسمع كلام الله ثمَّ أَبلغه مأمنهُ ذلك بأنهم قوم لا يَعلمُون"، وقال غوتيريش: إن كلمة "إسلام" مشتقة من الجذر نفسه لكلمة "سلام"، ووصف كراهية الإسلام بأنها "سم"، وأضاف: إن مسلمي العالم الذين يبلغ تعدادهم نحو مليار نسمة، هم تجسيد للإنسانية بكل تنوعها.

ولفت غوتيريش إلى أنه عندما كان يشغل منصب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لمس سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها لمن أُجبروا على الفرار من ديارهم، في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها.

هذا الكلام الذي يصدر عن أمين عام أعلى وأهم محفل دولي، هو رد واضح على الذين يسيئون للإسلام، ويحقدون عليه، ويروجون للكراهية، ويثيرون كل كوامن الحقد على دين يحمل للبشرية أعظم القيم الأخلاقية والإنسانية، وهي قيم الخير والمحبة والتسامح والعطاء، ورفض الظلم والعنف والتطرف والإرهاب. كلام غوتيريس شهادة على عظمة الدين الإسلامي في وجه كل من يثيرون "الإسلاموفوبيا" في العالم، ولعل "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وُقعّت في أبوظبي في مارس (آذار) 2019 بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس، تشكل إطاراً لدستور عالمي جديد، يرسم خريطة للبشرية في مواجهة ما تتعرض له من حروب وتهديدات وأزمات وتعصب وتطرف وعنصرية، تكاد تقضي على كل الإنجازات الحضارية التي حققها الإنسان.

ولأن الدين الإسلامي هكذا في رحابته وتسامحه وإنسانيته، فإن دولة الإمارات التي على أرضها تم توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، واحتضنت لقاء أكبر مرجعيتين دينيتين في العالم، شقت طريقها من خلال تراثها الديني والإنساني، كي تصبح في مقدمة الدول التي تعطي للعالم أمثولة في العطاء والتراحم والتسامح، من خلال ما تقدمه من دعم ومساندة وغوث لكل محتاج أو ملهوف، بمعزل عن دينه وقوميته ولغته، بحيث أصبحت الإمارات تمثل القيم الإنسانية بكل معانيها.

ما قامت وتقوم به دولة الإمارات في إغاثة منكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، حديثاً، يعد خير دليل على عظمة الإمارات ودورها الإنساني في ظروف دولية خطرة، تتمثل في ضخ كل القدرات والإمكانات في شن الحروب والقتل والتدمير والتهجير.

إن ما قامت به الإمارات من عمليات دعم لمنكوبي الزلزال من خلال "الفارس الشهم2" و"جسور الخير" يعد ملحمة إنسانية لا سابقة لها، ويؤكد أن دولتنا بقيادتها الرشيدة تعطي أمثولة للعالم في أن الإنسانية هي في صميم دينها ومبادئها، ومنها تستمد كل فعل إنساني وأخلاقي في علاقاتها مع العالم.