الخميس 16 مارس 2023 / 13:51

هل يعزّز اتفاق السعودية وإيران استقرار المنطقة؟

24- طارق العليان

أثار إعلان الرياض وطهران عن إعادة العلاقات الدبلوماسية دهشة الكثيرين، وذلك بعد مباحثات عُقدت في بكين لمدة أربعة أيام في إطار من السرية التامة.

إذا كانت الاتفاقية ستثمر عن أي شيء، فقد تهدئ أوضاع دولتين غير مشاركتين في الصفقة

ووصف موقع tippinsights الإخباري الأمريكي ما حصل بأنه ضرب موفق للدبلوماسية الصينية. هذا، ومن شأن استعادة العلاقة الدبلوماسية بين المنافسين الإقليميين وفتح سفارتيهما خلال شهرين أن يُنهي العداوات التي بدأت عام 2016. فقد اتهمت الرياض طهران بالإخفاق في حماية بعثاتها الدبلوماسية وقطعت علاقاتها الدبلوماسية، والتجارية معها وأوقفت والرحلات إليها. كما قامت دول عربية أخرى مثل البحرين، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران تضامناً مع السعودية.
وأثرت التوترات بين الدولتين على الشرق الأوسط. وتقوم إيران بدعم المتمردين الحوثيين وشنت هجمات بالصواريخ والمُسيّرات على المنشآت البترولية السعودية، علاوة على شكها في قيام الحوثيين بتنفيذ هجمات داخل أراضيها.

تشكيك واشنطن في نوايا إيران

ومن شأن الاتفاقية التي أُعلن عنها مؤخراً أن تُغير ميزان القوة في المنطقة، رغم تشكيك واشنطن في إمكانية وفاء إيران بشروط الصفقة. وبينما قيل إن العراق-وهي الدولة الواقعة بين إيران والسعودية-هي الوسيط الرئيس، نُسب الأمر إلى بكين التي اعتبرت الصفقة "نصراً للحوار والسلام". وتحتفل الصين بدورها كصانع سلام ومفاوض سياسي، ما يُعتبر خطوة على طريق تخليها عن دورها العدائي.


ومن جانبها، تُنذر هذه الخطوة بابتعاد السعودية عن ظل واشنطن وتوافقها مع باقي منتجي النفط والحلفاء التجاريين. وإذ تركز الولايات المتحدة والغرب على ردع روسيا في أوكرانيا، فقد باتت أقل تركيزاً على الشرق الأوسط ومشكلاته.

إنتاج النفط


ورفض الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي طلب الرئيس بايدن بزيادة إنتاج النفط للتعويض عن النقص الناجم عن الحظر المفروض على روسيا.
ومؤخراً، قامت الرياض باستضافة الرئيس الصيني،  و أبدت استعداداً للمتاجرة في البترول بالعملة الصينية .
وتبحث إيران عن حلفاء أقوياء للتغلب على الحظر الذي فرضه عليها الغرب وإنهاء عزلتها عن الساحة الدولية. ومؤخراً قام الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي بزيارة بكين، ما يعد مؤشراً على تعزيز العلاقات مع بكين. كما ترغب بكين بتعزيز العلاقات بين الدولتين، لاحيتاجها للطاقة.
وقامت طهران بدعم الجيش الروسي في حرب أوكرانيا، ويُنتظر أن تتلقى مساعدات في برنامجها النووي. وتعارض السعودية طموحات إيران النووية، معتبرة أن هذا قد يربك استقرار المنطقة.

وإذا كانت الاتفاقية ستثمر عن أي شيء، تتابع الافتتاحية، فقد تهدئ أوضاع دولتين غير مشاركتين في الصفقة، ألا وهما: سوريا واليمن. وإذا كانت طهران والرياض لتنحيا خلافاتهما جانباً، قد يعود السلام إلى البلاد التي دمرتها الحروب الأهلية.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه وفق الافتتاحية هو: هل ستنهي مباحثات الأيام الأربعة والتي وصفها علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بأنها "واضحة وشفافة وشاملة وبناءة"، عقوداً من المنافسة وتمهد الطريق نحو مستقبل آمن؟