روسيان موقوفان لدى جهاز الهجرة الأمريكي.(أرشيف)
روسيان موقوفان لدى جهاز الهجرة الأمريكي.(أرشيف)
الأحد 19 مارس 2023 / 10:03

تناقضات إدارة بايدن.. استئناف ترحيل الفارين من التجنيد إلى روسيا  

24- زياد الأشقر

 استأنفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بهدوء عمليات ترحيل المواطنين الروس الذين طلبوا اللجوء في الولايات المتحدة، بخلاف موقف كانت تبنته عقب الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام، عندما تم تعليق مثل هذه الإجراءات. 

أتى المهاجرون من روسيا ظناً منهم أن بإمكانهم طلب اللجوء، وأنهم سيكونون محميين من الترحيل


وكتبت مراسلة صحيفة "غارديان" البريطانية في نيويورك فيكتوريا بيكيمبيس، أن المدافعين عن الهجرة فوجئوا بعملية ترحيل شاب روسي نهاية الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة إلى روسيا، بعدما كان فر عقب قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعبئة الجزئية من أجل الحرب في أوكرانيا.  وكان هذا الشاب من ضمن عدد من طالبي اللجوء الروس، الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة العام الماضي، ويشعرون الآن برعب نتيجة قرار الحكومة الأمريكية بإعادتهم إلى روسيا، حيث يمكن أن يواجهوا عقوبة السجن أو إرسالهم إلى الجبهة، حيث خسرت روسيا عشرات آلاف الضحايا.   

جهاز الهجرة والجمارك


وقال جهاز الهجرة والجمارك الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع أنه "لا يزال ملتزماً تطبيق قوانين الهجرة بشكل إنساني وبفاعلية ومهنية. إن الجهاز يسهل نقل وترحيل غير الأمريكيين عبر رحلات تجارية وفقاً لمتطلبات هذه المهمة". وأشار إلى أن الجهاز ينفذ عمليات ترحيل إلى بلدان بما فيها روسيا.  
وأتت الأنباء عن استئناف الترحيل إلى روسيا بعد سنة من تقارير مفادها أن إدارة بايدن قررت تعليق عمليات الترحيل الجوية إلى روسيا وأوكرانيا و7 دول أوروبية أخرى بعد الغزو الروسي. وليس من الواضح متى تم استئناف الترحيل إلى روسيا.   
وأتى المهاجرون من روسيا ظناً منهم أن بإمكانهم طلب اللجوء، وأنهم سيكونون محميين من الترحيل بسبب الموقف الحكومي المعلن. وتسبب التغيير الواضح في هذه السياسة بإرباك المهاجرين والمدافعين عنهم، الذين لم يجدوا وقتاً كافياً للتعامل مع هذه الإجراءات.  

التجنيد للقتال


 وتقول جنيفر سكاربورو المحامية التي تتخذ تكساس مقراً لها، أنها تتوكل عن أربعة من الروس الذين عبروا الحدود إلى الولايات المتحدة من المكسيك سعياً إلى الحصول على اللجوء. ويقول هؤلاء إنهم يشعرون بالخوف من أن يتم تجنيدهم للقتال. وأضافت أنه تم إبلاغها من قبل جهاز الهجرة والجمارك أن أحد هؤلاء قد تم ترحيله نهاية الأسبوع، موضحة أنه وفقاً لوضعه القانوني ومكان إقامته، فإنه ليس لديها شك بأنه تم ترحيله إلى روسيا. وقالت: "لا أعلم ماذا سيحل به...فروسيا متشددة جداً حيال المعارضة. ومجرد كونهم فروا من روسيا إلى الولايات المتحدة، فإن ذلك يضعهم في دائرة الخطر".   
وهناك اثنان من زبائن سكاربورو في مأزق قانوني لأنه ليست لديهم خيارات بالحصول على اللجوء. وتحدث الرجلان خلال المقابلات مع مسؤولي الهجرة عن "خوف حقيقي"، حيث يتعين على طالبي اللجوء الإشارة إلى "احتمال كبير" لتعرضهم للمقاضاة والتعذيب في حال إعادتهم إلى بلادهم، فضلاً عن الخوف من تجنيدهم للقتال في أوكرانيا ومن التداعيات في حال رفضوا ذلك.      

أوامر الترحيل


وأشارت المحامية إلى أن الرجلين ينتظران أوامر بترحيلهما إلى روسيا في أي وقت، وأحدهما في مركز احتجاز للمهاجرين في لويزيانا بينما تم الإفراج عن الثاني عقب تنفيذه اضراباً عن الطعام.   
واعتبرت أن "الفرار من التجنيد يمكن أن يصلح كمبرر للحصول على اللجوء"، واستغربت عمليات الترحيل، قائلة: "إذا كنا ضد هذه الحرب، فلماذا نقول إن لروسيا الحق في ممارسة التجنيد ونقوم بترحيل أشخاص لينخرطوا في القتال بأوكرانيا...ولا أدري كيف يمكن وضع هاتين السياستين جنباً إلى جنب...في مارس (آذار) 2022 أعلنت الولايات المتحدة أنها قد توقفت عن الترحيل إلى روسيا بسبب الوضع السياسي-ولذلك لا أفهم لماذا استأنفوا ذلك وهم يفعلونه بهدوء".